(05-02-2010, 09:52 PM)vodka كتب: لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار
هذا شعار يضعه الزميل علي نور كتوقيع له
وهو بصفته شيعي فهو كما يعلم الجميع اسلوب من اساليب مدح الامام علي
لكن لو فكرنا مليا في هذا الشعار( لا فتى الا علي)
فانه ينفي وجود اي فتيان على وجه البسيطة سوى علي
وهذه مغالطة يضحطها الواقع
لوجود فتيان يملؤن البسيطة
ويكفي ان ولديه الحسن والحسين اطلق عليهم لقب فتيان الجنة
أما شعار (لا سيف الا ذو الفقار) فهو يلغي فعالية باقي السيوف
منها على الاقل سيوف الرسول كالبتار وغيره
وهذه ايضا مغالطة

هاهاهاه، حلو يا "فودكا" هذا التحليل "الكاريكاتوري"، ولكن عمك "طرفة بن العبد" يقول في معلقته:
إذا القوم قالوا من "فتى" خلت أنني
عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
القضية - كما أعتقد - ليست نفي "الفتوة" عن الآخرين، ولكنها "مصطلح تعبيري" يقال لشخص شجاع عالي الهمة يكرّ عندما يحجم الآخرون. وأعتقد أن "علي بن أبي طالب" كان أحد شجعان العرب المعدودين في ميادين القتال. أما سيفه -"ذو الفقار" - فهو معروف مشهور امتدحه المسلمون كما امتدح العرب "لصمصامة" في الجاهلية (سيف عمرو بن معدي كرب) وغيره من السيوف.
طبعاً، أخذ هذان التعبيران قيمة روحية معنوية في الإسلام مع "شيعة علي". فهذان التعبيران لم يعودا يدلان على شجاعة "أبو الحسن" وإقدامه وقوته فقط، ولكنهما تخطا ذلك كي يكونا عنواناً "للتشيع" لآل البيت. فشجب الآخرين واستبقاء "علي" يشكل موقفاً بحذ ذاته من "الصحابة" ومن "الخلافة" الإسلامية نفسها، وعنواناً للفرقة الناجية والإسلام الصحيح عند أتباع هذه الفرقة من المسلمين.
عموماً، شخصية "علي بن أبي طالب" كما تظهرها كتب التاريخ الإسلامي من أنصع الشخصيات في تاريخ الإسلام، فالرجل - بالإضافة إلى قرابته من الرسول - قوي شجاع حكيم ثابت العقيدة خطيب وشاعر أحيانا، بل ذهب بعضهم إلى جعله عالماً باللغة ومؤسسا لعلوم العربية، وهذا فيه إسراف كثير.
عندما تقرأ التاريخ الإسلامي لا تستطيع إلا أن تحب علياً، فهو رجل يجمع معظم الفضائل والأخلاق الكريمة، ومع هذا فإنك لتشعر بأن هناك بعض نقاط الضعف في شخصية "علي" أوردته موارد التهلكة وأفشلت مشروعه السياسي. "نقاط الضعف" هذه هي افتقاره "للحنكة السياسية" وفنون المكر والدهاء من ناحية والحزم من ناحية أخرى. فلقد أظهر "علي" ضعفاً "قيادياً" كبيراً - كما فعل "ابناه" (الحسن والحسين) بعده - منذ وفاة "الرسول" حتى اغتياله بعدها بثلاثة عقود تقريباً.
منذ وفاة "الرسول"، وعلى مدى 30 عاماً (تقريباً) لم يستطع "عليّ" أن يسوّق "حقه بالخلافة" رغم أن "أسهمه" كانت كبيرة جداً في أعراف "المجتمع الأبوي" الذي كان يحكم الجزيرة العربية في ذلك العهد. طبعاً، كان على "علي" أن يواجه بعد وفاة الرسول "شخصية فذة كاريزماتية" هي شخصية "عمر بن الخطاب "، وكان عليه بعد "اغتيال عمر" مواجهة "شخصية داهية دهياء" هي شخصية "معاوية بن أبي سفيان"، ولكن "رصيد علي" يوم وفاة الرسول كان كبيراً جداً ويستطيع به أن يواجه "الشيخين" بسهولة لو تنبه وعرف كيف تؤكل الكتف. ولكنه للأسف عوضاً عن التمسك بحقه فإنه اختار الإذعان لخلافة "أبي بكر" وخلافة "الفاروق" بعده، ولعل هذا الإذعان كان على مضض - كما تقول بعض الروايات -.
فوّت "علي" فرصته يوم "السقيفة" والأيام القليلة التي تلتها، ثم فوّتها مرة ثانية بعد مقتل "الفاروق"، فمبايعة "عثمان" هي التي مهدت السبيل إلى "معاوية" لتقوية نفوذه ووقوف ابن "أبي سفيان وهند آكلة الأكباد"، أعدى أعداء الدعوة الإسلامية على مدى عشرين سنة (منذ مبعث الرسول حتى فتح مكة)، في وجهه.
الناظر المحايد، الذي ليس بالسني ولا الشيعي، إلى تاريخ الدولة الإسلامية، قد يلتمس بعض العذر لعلي في تضييع حقه بالخلافة إثر وفاة الرسول أمام منافسين قويين مثل "أبو بكر" و"عمر"، ولكن هذا الناظر المحايد سوف يتعجب كثيراً عندما يرى "تفريط" علي بالخلافة لصالح "عثمان" إثر مقتل "عمر"، وسوف يتعجب ثالثة عندما يرى "علياً" لا يستطيع أن يحسم معركته مع "معاوية" رغم أن رصيده ما زال وقتها يمكنه من ذلك بسهولة. هنا تبرز "صفين" كي ترينا افتقار "علي" إلى "الحزم" و"الحنكة السياسية" في آن، وترينا في الوقت نفسه أن "المواهب السياسية الكبيرة" قد تقلب الميزان وتسيّر التاريخ بعكس حركته الطبيعية أحياناً؛ فمواهب "معاوية بن أبي سفيان" السياسية كانت كبيرة بحيث أنه استطاع أن يثبت "لعلي"ويقنع ابنه (الحسن) ومعظم المسلمين بالتسليم عليه بالخلافة رغم أنه لم يكن إلا "وثن بن وثن" (بعبارة "علي" نفسه)، ولا رصيد له، بالمقارنة مع رصيد علي الإسلامي والبيت الهاشمي عموماً، إلا بعض الصحبة للرسول الكريم.
واسلموا لي
العلماني