في قراءة أخرى لمقال مهم حول تسمية ساحة الشهداء في بيروت - لبنان، اخترت التالي فقط بسبب طول المقال، يمكن مراجعته بالكامل بالرابط المرفق أدناه.
--------------------
أسماء "ساحة الشهداء"
المستقبل - الاحد 24 شباط 2008 - العدد 2885 -
.. .. ..
.. .. ..
كانت حكومة الملك فيصل الاول، التي تشكلت في دمشق من العام 1918 لغاية 1920 ـ في أعقاب هزيمة الدولة العثمانية، واستسلامها في العام 1918 ـ أول من اطلقت تسمية ساحة الشهداء على ساحة البرج؛ لكن الحكومة الفرنسية المنتدبة ازاحت الاسم من التداول، ومعه الملك فيصل عن عرش سورية، بعد معركة ميسلون 1920. وأبقى الفرنسيون تسميتهم الكولونيالية الأولى (Place des canons).
أعلنت السلطات المنتدبة "عيداً للشهداء" بتاريخ 2 أيلول من العام 1930، وبهذه المناسبة جرى احتفال في ساحة البرج بحضور المفوض السامي "بونسو"، ورئيس الجمهورية شارل دباس، جرى فيه رفع الستار عن التمثال، الذي قام بتنفيذه النحات اللبناني الفنان يوسف الحويك، وقد اطلق عليه اسم "الباكيتين"، وهو كناية عن امرأتين احداهما "خازنية" وأخرى "محمصانية" تبكيان فوق ضريح أحد الشهداء. وضع النصب في وسط الجهة الجنوبية للحديقة. لكن حظه كان عاثراً، لأن الوطنيين اللبنانيين والمثقفين من أدباء وفنانين، لم يرضوا عن التمثال كونه لا يمثل شموخهم واباءهم؛ وهاجموه في مجالسهم وعلى صفحات الجرائد.
ان اول احتفال رسمي بعيد الشهداء تم في السادس من ايار العام 1937؛ على الرغم من ان السلطات المنتدبة كانت قد اعلنته كما اسلفنا سابقا في الثاني من ايلول 1930،
الا ان المواطنين لم يكترثوا لقرار حكومة الانتداب، وبقي الناس يتوجهون الى ساحة البرج لاحياء يوم السادس "فيسيطر الروح الاستقلالي وحده.. على العاصمة اللبنانية" و"يتولى الاحرار زمام الامر في بيروت" على ما رأت ذلك مجلة المعرض (ايار 1930) ـ نقلا عن كتاب "ساحة البرج" الصادر عن دار النهار).
أخيراً وصل قطار الاستقلال الى محطته النهائية، ومعه اصبح لبنان جمهورية مستقلة ذات سيادة، فسرت بين اللبنانيين نفحة وطنية حارة، سعى الشاعرون بها الى تعميمها على جميع نواحي الحياة الاجتماعية؛ فقامت عصبة احياء ذكرى الشهداء بالمطالبة بتسمية الساحة باسم من ناضلوا وسقطوا فداء عن الوطن، وبأن الأخير لا ينسى ابطاله الذين ضحوا وماتوا من اجله؛ فأعيد الاسم المقترح من الملك فيصل مجدداً الى التداول، وتمت الموافقة الرسمية على ذلك، وسميت الساحة باسم ساحة الشهداء؛ وألف الضابط محمد جواد دبوق نشيداً له مطلعه.
ساحة الأبطال
والاباة النجب"
ذكرى الأجيال
بالضحايا العرب".
لحنه الأخوة فليفل، وكانت جوقة موسيقى الدرك تعزفه في الذكرى، أما تمثال "الباكيتين" فقد أمر الرئيس كميل شمعون في العام 1953 برفعه من الساحة؛ ليضع حجر الأساس لتمثال الشهداء الحالي ـ وسط الحديقة ـ العام 1956.
لئن كان وصول رحلتنا مع الاسم قد تزامن مع الاستقلال، ومعه التسمية ايضا ـ لتستقر على حالها بعد ترحالها المضني، نرى ان الجهد المبذول لاستخراج المعلومات لا يعادل شقاء الموقع وعذابه من تعاقب الدول وتزاحمها ومخلفاتهم الاستعمارية؛ وكأنه مسكون بقرينة" ـ على حد ما تقوله العامة عن المرأة التي لا يعيش لها أطفال ـ رغم ذلك يبقى لسان حالنا يردد ما يردده الانكليز لدى عيادتهم للنساء النفساوات قولهم لهن: "سيعيش" ـ المولود ـ والعبارة على اختصارها لا تقتصر على التمنيات، بل يكتنفها التفاؤل العميق بالحياة.
المصدر:
http://www.almustaqbal.com.lb/storiespri...yid=276604
أيضاً، ساحة المرجة في دمشق، وهي ساحة الشهداء، يتوسطها نصب يخلد ذكرى إعدامهم في تلك الساحة.