عزيزي
لاارى في ذلك منطقية، إذ ان الصهيونية هي فكرة تتوجه الى اليهودي (بالمعنى القومي للكلمة) لتحقيق اماله في إمتلاك ارض يتمكن عليها من بناء دولته السياسية العظمى. بذلك ليس غريبا اصرار قادة اسرائيل اليوم على تعريف اسرائيل بأنها " دولة اليهود تحديدا". (لاحظ ان تعبير اليهود هنا يقصد المؤمن بالقومية اليهودية وليس الدين اليهودي).
لذلك اتساءل، اين سيكون موقع " الصهيوني العربي" في الدولة الصهيونية؟ من المحتمل ان الاشخاص الذين يقفون وراء هذه الحركة مدفوع لهم من قبل الاجهزة الصهيونية الرسمية لدولة اسرائيل في محاولة لخرق اتهام الدولة الصهيونية بالعنصرية وخلط الاوراق امام الرأي العالمي. وبالتالي الامر لايمكن ان يكون جديا.

والمثير ان الشخص الذي يشار اليه على انه مؤسس الحركة يعيش في الولايات المتحدة وليس اسرائيل، كما ان اسبابه يبدو انها كرهه لحركة حماس وتمدد الاصولية الاسلامية التي تسعى للسيطرة والوصاية على تمثيل الفلسطينيين والتحكم بهم وتهميش الاقليات وحتى المسلمين الغير اصوليين. في هذا يصبح (بالنسبة له على الاقل) من الافضل القبول بالسيطرة الصهيونية على القبول بسيطرة اصولية سلفية. وهذا الامر يمكن تفهمه جزئيا ويمكن ضمه لفضائل الحركات الاصولية.

ان تحويل الصراع الى صراع بين ايديولوجيتيين يتجاوز الفئات التي تصارع من اجل وجودها الوطني ويصادر الامكانيات لتمكنها من الوجود المستقل ويفرض عليها الخضوع تحت خيمة احد المعسكرين بعيدا عن قيم الوطنية التي جرى الغاءها من المعسكرين انفسهم، في حين يستمر البعض في الاعتقاد ان الخيارات قائمة انطلاقا منهم. هذه الظروف الناشئة تذكرني بقصة الزنجي الذي كان جالس يتشمس اثناء الحرب الاهلية الامريكية لتحرير الزنوج عندما مر من جانبه جندي شمالي وسأله متعجبا كيف انه لايشارك في الحرب من اجل تحرير الزنوج؟ اجابه الزنجي: عندما يتصارع كلبين من اجل عظمة، فإن العظمة لاتشارك في الصراع.