كيف تصبح طبيباً مشهوراً في ستة أيام ... بقلم : عماد شعبان

مقالات واراء

أخي الطيب أختي الطبيبة هل أنتم حديثو التخرج ؟

هل أنتم ممن لم يتح لهم معدلهم التخصص وبقيتم في عموميات الطب؟

هل أنتم أطباء مختصون وأحوالكم المادية متعثرة أجبرتكم على افتتاح عيادات في مناطق نائية ولايسكنها (عُلَيةُ المرضى)؟

هل أنتم ممن أنعم الله عليهم بشهادة الطب وبالمال الوفير وبالعيادة الفسيحة(وسط البلد) ولكن مع كل ذلك هناك (عين وأصابتكم)فجعلت عياداتكم خاوية على عروشها؟

لكل هؤلاء ولمن يشبههم نقول إذا أردتم نصائح تنقلكم من حال إلى حال وتحولكم من أطباء (ماحدا بيعرفهم بلا مؤاخذة) إلى أطباء أشهر من نار على علم يتزاحم المرضى على عياداتهم تزاحمهم على شيكات دعم المازوت فما عليكم إلا باتباع الآتي :

1- عليكم بالسعي سريعا إلى أن تتسلموا منصباً في مستشفى حكومي إما رئيس قسم أو شعبة أو ماشابه بحيث يكون بإمكانكم التواصل مع أكبر شريحة ممكنة من المرضى وعند ذلك ستجدون أن دفاتر مواعيد عياداتكم قد امتلأت عن بكرة أبيها حتى لو كانت هذه العيادات مكان خزان المياه الذي بنته مؤسسة جايكا اليابانية في رأس عش الورور فالجميع يريد مواعيد قريبة لعملياته والجميع يريد أن يحجز مواعيد في المشفى العام بمعية العيادة الخاصة (ويابخت من نفع واستنفع).

2- عليكم باستئجار بعض (الوشيشة ولايغرنكم أنها أساليب كراجات البولمان) فالعمل في مهنة الطب بالنسبة للبعض كالعمل في كراج البولمان(إذا لم يكن لديك وشيشة أكلك من لديه وشيشة) ويفضل أن يكون الوشيش من أصحاب المكانة الإجتماعية والقدرة على الإقناع وأن يتمتع ببعض النزاهة مع أهمية أن يكون موظفا في دائرة حكومة أو قطاع خاص يتميز بكثافة عددية لضمان أكبر قدر ممكن من (المرضى المحتملين).

3- عليكم بالحرص على المشاركة في جميع المؤتمرات الطبية(وإن لم تكونوا مدعوين أو حتى لم يكن المؤتمر يتحدث عن اختصاصاتكم) فالأمر فيه الكثير من (البرستيج) فضلا عن الظهور مع الأطباء المشهورين(المقنزعين) الذين لايخرج المريض من عياداتهم إلا وقد دفع(5000) ليرة وهو يضحك بعد أن يكون قد انتظر شهرا أو أشهر ليأتي موعده كما أن في المشاركة في المؤتمرات فرصة للتعرف على زملاء(زي فضلكم) من اختصاصات مختلفة يمكنهم أن يحولوا إليكم بعض المرضى الذين تظهر أعراض أمراضهم أنها باختصاصاتكم أو أنهم يحتاجون إلى استشارة طبيب آخر .

4- عليكم أن تسعوا بأيديكم وأرجلكم للعمل مع مشفى خاص (بدوام كامل أو جزئي أو حتى تطوعا ) فالناس لديها فكرة عن أن المشافي الخاصة تتعاقد مع الأطباء اللامعين فضلا عن أن العمل في المشافي الخاصة فرصة حيوية للتعرف على شريحة من المرضى المحتملين(المريشين) الذين يأنفون الذهاب إلى المشافي الحكومية ولايعرفون طريقها .

5- إذا حدث واستطعم أن تكونوا طرفا في جدال طبي علمي فهذا سيفي بالغرض فالصحف ووسائل الإعلام سوف تنقل رأيكم وعندها لاداعي للأخذ بأي من النصائح الأربعة السابقة .

6- خصصوا يوما في الشهر للمعاينات المجانية ولاتنسوا أن تكتبوا لافتة في العيادة تحدد اليوم مع عبارة (للحالات الإنسانية وللفقراء) وتعرفون طبعا بأن الفقراء عفيفوا النفس وغالبا سيدفعون أكثر من الأغنياء وبذلك تكونوا كسبتم السمعة بين الأغنياء والمحبة بين الفقراء رغم ماينطوي عليه هذا الأمر (من خداع) ولكن (ولايهمكم )فمن قال لكم أن طريق الشهرة معبدة بالنوايا الطيبة .

7- إذا كانت شهاداتكم من أوروبا الغربية وأميركا فيجب أن تضعوا ذلك بالخط العريض على آرمات عياداتكم ولاتنسوا وضع الشهادات ببروايز فاخرة على جدران العيادة وقاعات الإنتظار أما إذا كانت شهاداتكم من دول أوروبا الشرقية أو من الدول العربية أو من جامعات الوطن فأنصحكم بأن (تناموا )على السيرة ويكفي الإشارة إلى الإختصاص دون حاجة إلى ذكر الدولة مصدر الشهادة.

8- إياكم ثم إياكم أن تأخذكم الرحمة بالمرضى عبر تقاضي أجور كشف منخفضة أو وفق الكشوف المعتمدة فعندها سيقول المرضى أنكم لو كنتم بارعين لما رضيتم بأقل من الألف ليرة ثمنا للكشف(ولوّ إيكو مع تحليل مع إستشارة بتكمل الحسبة على الالف ويمكن على الالفين وأكيد بتعرفوا الصحة تاج لايشعر به إلا المرضى) .

9- لاتكترثوا مطلقا لنقابة الأطباء فالتاريخ يعلمنا بأن النقابات يهمها أولا جباية الإشتراكات وثانيا إصدار البيانات والمشاركة في المهرجانات والمؤتمرات والأيام المفتوحة والتبادل مع الدول الأخرى(حيث السياحة والإقامة المجانية في الفنادق).

10- إذا( نقشت) معك وكنت مشاركا من قريب أو بعيد بعملية معقدة ونادرة و تركت صدى في البلد فما عليك سوى أن تستغل الفرصة وتؤمن استضافة في التلفزيون تتحدث فيها عن أمجادك وعن أمجاد أسلافك وصولا إلى (الأب أبقراط) وعندها صدقني ستصبح عيادتك تماما مثل كراج البولمان وعندها فقط يمكنك ان تستغني عن خدمات الوشيشة .



ملاحظة :نحن لانقصد أي طبيب يعتقد بأن المقالة السابقة لا تنطبق عليه أو لا تعنيه ولكن أرجو أن لايكون هؤلاء كثر وإلا ليشرح لي أحدهم ما هو سبب تفضيل عدد غير قليل من المرضى للموت على مراجعة المستشفيات وعيادات الأطباء.