اخى الفاضل عاشق الكلمة

اعتقد ان المقولة التى ذكرتها هى لأحد الاصلاحيين الاسلاميين ربما يكون الامام محمد عبده ، وأؤيدك الرأى فى أن هناك جوانب من العلمانية تتفق مع الاسلام ولا تعارضه ولكن هناك جوانب يحدث فيها التعارض وعلى قولك فى حالة ان الاغلبية مسلمة فالديمقراطية تعنى تطبيق حكم الاغلبية دون اهدار حقوق الاقلية.

وبالنسبة لفصل الدين عن السياسة فكما ذكرت لك هو مرفوض اكثر للمسلمين واليهود لأن كلاهما يعنى بالدنيا والاخرة ولكن المسلمون اكثر اهتماما من اليهود بالاخرة ولا يقل اهتمامهم عنهم بالدنيا. اما المسيحيين فإهتمامهم اكثر بالآخرة.

وما تقول عنه يا صديقى علمانية لا تتعارض مع الدين فهى الدين بمفهوم غير المسلمين ، فعلى سبيل المثال "أمركم شورى بينكم" هى علمانية ايضا بمفهوم الديمقراطية والشورى والانتخاب وكذلك "لا يشم رائحة الجنة من ولى شخص وهناك من هو احق منه" هى مقولة علمانية ايضا ولكن تندرج تحت بند الشفافية والعدالة الاجتماعية ... وهكذا.

وموضوع تحقير دين الاخر فهو ليس من الاسلام فى شئ (بالنسبة للاديان السماوية) فلو نظرت الى وصف المسلمين فى الكتاب المقدس لوجدتهم ينطبق عليهم وصف الكافرين ولكن تقال غير المؤمنين. فليس من الاسلام ان اقول للمسيحى انت صحيح ولا اقول لليهودى انت صحيح ولكن الصحيح ان اقول لهم {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }العنكبوت46

ويجب ان اكون يقظ للذين ظلموا منهم، لأنهم سيعتدون على المسلمين لو سكت لهم. ولا تنسى اننا جميعا نجتمع على شئ واحد نعبد الله ونبغض الشيطان.... وهذه هى المعادلة التى يجب على ولى الامر فى دولة الاسلام ان يفهمها جيدا.

اما اصحاب غير الاديان السماوية فأذكر ان سيدنا على بن ابى طالب لما سأله عماله عن المجوس بعد الفتح فقال لهم اضربوا عليهم الجزية .. أى انه طبق عليهم نفس منطق اصحاب الاديان السماوية.

وعند التعامل مع المسيحيين من واقع القرآن فيجب ان اجمع من القرآن كل الآيات التى تتحدث عن النصارى حتى افهم تصنيفات النصارى فى القرآن وسأجد الأسوء هو من يوالى اليهود (وتلك الصفة ايضا وردت على بعض المسلمين) وسأجد من النصارى من لا ينهانا الله عنهم ومن هم لا يستكبرون وهم جديرون بالرعاية والمحبة والحرص على حماية حقوقهم.

صديقى هناك من يحاول ان يشهوه صورة الاسلام رغم ان الفتح العربى لمصر جاء فى عصر كان الرومان يسيئون لقبط مصر اشد اساءة لدرجة ان بابا الاسكندرية فى هذا الوقت قد هرب وقام الرومان بالقبض على اخيه حتى يسلم نفسه ولما لم يفعل حرقوا اخيه. ولم يعد البابا إلا بعد ان استقر الامر لعمرو بن العاص.

فالمسيحى الحقيقى لا يكره المسلم بل يشفق عليه ويعتبره كافر وغير مؤمن ولو احبه فسيتمنى من اعماق قلبه ان يؤمن بالمسيح حتى يتحقق له الخلود فى الملكوت. وهذا المسيحى هو مواطن مسالم لا يريد اكثر من فرصة حياة مساوية لحياة المسلم فى الوطن ولا يريد اكثر من كنيسة مفتوحة له فى كل وقت يمارس شعائره فيها وهو لا يريد طرد المسلم من بلده. وهذا المسيحى افديه بروحى وبأولادى أيضا .. وأعتقد أن أغلب المسيحيين هم من هذا النوع.

وعند اقامة دولة اسلامية فى عصرنا الحديث .. فهى يجب ان تكون دولة تحترم الديانة المسيحية وهذا بنص القرآن وليس اجتهاد شخصى منى...ومن مظاهر احترام الديانة المسيحية الحفاظ للمسيحيين على تاريخهم وخصوصيتهم .. بل يجب على الدولة الاسلامية لو كانت مصر فيجب عليها ان يكون هناك قناة مسيحية ومشاركة من الدولة فى اعياد المسيحيين وتكريم آباء المسيحيين فى احتفال مسيحى تنظمه الدولة (هذه لعبة السياسة لمن يدركها).

الحق ان برأسى نهر من الافكار للتعايش السلمى بين المسلمين والمسيحيين وهذا من واقع الاسلام وليس اجتهاد شخصى منى فى المقام الاول وسيكون منهجى القرآن فى هذا ومن بعده السنة ومن بعده مكارم الاخلاق.

ودمت بكل خير
========================================================================


عزيزى ابراهيم

كتاب نواضر الايك هو كتاب بشرى وضعه رجل ولا يعتبره المسلم ضمن المقدسات.

اما نشيد الانشاد فهو جزء من الكتاب المقدس أى كتاب دينى وعندما اقول دينى أى اننى ابتغى به وجه الله .. والتعامل الدينى مع ما ورد فى نشيد الانشاد يقتضى ان يتم التعامل معه بصورة اخلاقية وليست ماجنة، فهو قد يفيد الرجل فى التعامل مع زوجته من حيث اللجوء الى الغزل والرقة والحياة الرومانسية من اجل اسعاد زوجته وكذلك اسعاد الزوجة لزوجها .. ولا ينبغى لك ان تقرن وتربط بين البشرى والمقدس.

وعن ألف ليلة وليلة ، فلا اوافق على التعديل فى نص تاريخى بل هو كما هو وليس لى حرية التعديل فيه, حتى يعطى دلالة عن العصر الذى ظهر فيه.

وعن الانفتاح الفكرى والثقافى فقدر الامكان احاول الابتعاد عن المجون ، فقد نكون فى عمرنا هذا قد تمكنا من ضبط انفسنا الى درجة ما ولكن ماذا عن صغار السن ممن هم اقل منا علما وأعباء أدبية واكثر منا قوة وحمية، يجب ان اعمل حساب لهؤلاء حتى لا افسدهم دون أن أعى ذلك.

وعن محاولة رؤية الوجه الآخر من الحقيقة .. فهذه مشكلة تقابل المؤمن ولن يصل إليها بصورة ترضيه تماما وما يرضيه فلن يرضى غيره ولكن فلننشد القيم العليا من كتبنا المقدسة فى محاولة لعمل هارمونى للسعادة، ولنحافظ على ديننا الذى أرتضينا ونضرب من أنفسنا مثلا على صحة هذا الدين بأن نكون نماذج طيبة قدر جهدنا.

ودمت بكل خير
========================================================================


عزيزى فودكا

لست باحثا متخصصا فى شأن الامام جلال الدين السيوطى ، ورغم انه كان يسكن فى الحى الذى امام منطقة سكنى وكم قضيت من الاوقات اصطاد السمك على شاطئ النيل فى منطقة سكنه ولكن ما علينا.

فى بداية تعرضى لكتاب نواضر الايك ظننت ان هذا الكتاب مزور عليه اسم الامام السيوطى ولكن سألت نفسى متى كان هذا الامام ، إنه كان فى نهاية العصر المملوكى .. أى انه كان فى عصر الانحطاط التاريخى للمماليك .. وليس غريبا ان نجد فى عصر الانحطاط رجل دين يتكلم عن الجنس كما نجد "سهير البابلى" و"شمس البارودى" تتحدث عن الاسلام فى يومنا هذا.

ومن دواعى عدم الثقة بالامام السيوطى هذه الجملة (تمنى السيوطي أن يكون إمام المائة التاسعة من الهجرة لعلمه الغزير، فيقول: "إني ترجيت من نعم الله وفضله أن أكون المبعوث على هذه المائة، لانفرادي عليها بالتبحر في أنواع العلوم". )

فما من عالم فى الدين يبحث عن الدنيا ويجاهر بطلبها ناظرا للفضل فى نفسه ومقدرا نفسه عن الآخرين.

لذلك فى حال بحثى عن نهضة اسلامية فلا اجعل مثلى الاعلى رجل قد ظهر فى عصر الانحطاط واطبع له كل كتبه بدون تمييز ، وقد يكون عزاءه انه كان العالم فى عصره يتحدث فى الدين والادب وطبائع النفوس والبلدان وبالتالى فى "السيكوسيكو".

ولكن فى عصرنا هذا لدينا رجل الدين ورجل التاريخ ورجل الادب ورجل الجغرافيا ورجل "السيكوسيكو" ايضا.. فلا داعى أن أقحم الازهر فى هذا ولندع ما للأزهر للأزهر وما للسيكوسيكو للسيكوسيكو.

ودمت بكل خير