(05-10-2010, 03:09 AM)fares كتب: لا داعي لحشر اسرائيل وامريكا واستخدامهم شماعه لمخازينا
يوم فتك المأمون بأقباط الدلتا رغم أن المصريين خرجوا متحدين علي ظلم الوالي مسلمين ومسيحيين ( هل كانت الدسائس الأمريكيه هي السبب)
يوم فتك مسلمي دمشق بمسيحيها في القرن التاسع عشر (هل كانت اسرائيل هي السبب)
وعندما ينادي المسلمون في الصعيد علي الأقباط يا خواجه فمن السبب ( رجاء لا تقل لي فرنسا )
التعالي والتنابذ والتفاخر وتحقير الآخر والإستبداد كلها صفات عربيه بأمتياز نشرها بدو الجزيره في كل البلاد التي إحتلوها و أصبحت جزء من النسيج الثقافي الذي آتي ثمار الخراب التي تشاهدها الآن
السبب الحقيقي أن قبل أمريكا و إسرائيل وإعلان حقوق الإنسان والميديا كان غير المسلم ياكل خرا وما يقدر يفتح فم
أحقاً هي "أخلاق البدو" يا "فارس" أم "أخلاق الأديان والمتدينين" (وهنا المقصود طبعاً الدين الإسلامي بالذات)؟
عندما كان "بدو الجزيرة" يتوزعون الأديان، فتصلي قبيلة "لهبل" وأخرى "للات" وثالثة "لمناة" ورابعة "للعزى" إلخ، كان المسيحيون يسحلون في شوارع مدن الشرق القديمة مخالفيهم في العقيدة.
رغم أن "بدو الجزيرة"، في القرن الرابع والخامس والسادس الميلادي، كانوا يتقاتلون على الكلأ والمرعى ويتعاركون من أجل "داحس والغبراء" و"البسوس" الناقة الجرباء،فإنهم لم يسجلوا معركة واحد من أجل "أربابهم"، بل بالعكس: فهؤلاء البدو كانوا يعملون وفق شريعة "لكم دين ولي دين" فيجمعون في كعبة واحدة آلهة متعددة ويحجون إليها، ويتركون - بين هذا وذاك - اليهودية والمسيحية تنتشران في الجزيرة دون أن يفكر أحدهم بشن حرب على الآخر نتيجة "لاعتقاد هذا الآخر أو دينه".
الديانات الإبراهيمية الثلاث هي التي أشاعت "القتل باسم الإله في الجزيرة" ونقلته إلى سائر الشرق القديم. رأينا ذلك أول ما رأيناه في الصراع بين "اليهودية والمسيحية" في اليمن، ثم رأيناه بعد ذلك مع النبي العربي و"آيات السيف" وما تلاه من "دولة الخلافة" المتعصبة الغاشمة. طبعاً، كان الرد المسيحي، من الناحية الثانية، على نفس الشاكلة (فالإسلام والمسيحية صنوان في التنكيل بكل من يخالفهما): فرأينا ذبح المسلمين عندما دخل الصليبيون القدس ورأينا ما فعلت "الريكونكويستا" بمسلمي إسبانيا.
قتل أتباع "الدين الآخر" هو "سنّة معلومة في الديانات الابراهيمية الثلاث" وليست سنة "بدو الجزيرة" الذين كانوا أنقى وأصفى وأنظف من القوى الفاعلة في مدن الشرق القديم. إذ لم تذكر لنا "أيام العرب" في جاهليتهم حادثة واحدة أو بالكاد عن "عربي" يقتل "عربياً" نتيجة لاختلافه في الدين، ولكن هؤلاء البدو أنفسهم، منذ أن اتبعوا "الدين القويم والصراط المستقيم" فإنهم لم يكفوا عن اضطهاد الآخر المخالف لعقيدتهم حتى اليوم.
"عرب الجزيرة" قبل الإسلام كان يحكمهم "كود أخلاقي" رفيع قوامه "الحلم" "والشجاعة" و"الكرم" و"الإباء" و"العفاف" وما إلى ذلك من فضائل، وإن أُخذ عليهم مرة بأن بعضهم كان يئد بناته "خشية إملاق" وخوفاً من "العار" فإن بينهم أيضاً من كان يشتري أرواح الموؤودات ويطلقهن دون مقابل (وقصة "غالب" جد "الفرزدق" ما تزال مشهورة معروفة).
أخيراً، عرب الجزيرة (بدوها وحضرها) ليس لهم علاقة، لا من قريب ولا من بعيد بالتنكيل بأتباع الدين الآخر، فهم أنفسهم كانوا مختلفي الأديان ويتعايشون مع هذا الاختلاف بشكل شبه مثالي. لذلك فالمسؤول عن "قتل الآخر المخالف في العقيدة و الدين" هم أنفسهم لا غيرهم الذين رووا فيافي الشرق بالدم منذ ألفي سنة: أعني "أتباع الديانات الابراهيمية" عموماً "وأمة "لا إله إلا الله" على وجه الخصوص (دولة الخلافة)، فتعبير "لا إله إلا الله" نفسه هو تنكيل بالآخر المختلف عقيدياً.
واسلم لي
العلماني