(05-11-2010, 12:01 AM)على نور الله كتب: الزميل العلمانى :
بعد ظهور الدعوة المحمدية الاسلامية للعلن فان اول دم اريق هو دم مسلم و زوجه سمية .
العرب المشركون الذين تتباهى بهم رفضوا التعايش مع عقيدة جديدة .
نعم تستطيع ان تعتقد ما تشاء فى عرف العرب الجاهليين شرط ان تكون قويا قادرا على قطع لسان من يتعرض لعقيدتك بسوء و الا فلا وزن لك ان لم تكن قويا و لا وزن لعقيدتك و لا اعتراف بها .
فى مكة تعرض المسلمون للاعتقال و الضرب و التعذيب و التجويع فى حصار معلوم و معروف للمسلمين و كل من يصادقهم او يدعمهم حتى لو لم يكن على عقيدتهم بعد فتم حصار كل بنى هشام .
حتى ان كراهيتهم و رفضهم للتعايش السلمى بلغ ان يكون اعتى اعداء الرسول الاعظم عمه ابو لهب.
فعن اى تعايش سلمى تتحدث من جاهليى العرب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اليهود فى يثرب كانوا فى اشد حال التحصن و لهم فرسان مشهورون فى الجزيرة العربية كالعملاق مرحب الذى ارعب الجزيرة العربية و تم قتله على يد الامام على عليه السلام فى خيبر .
و لكن هذه الحصون اليهودية الشديدة تدل ان اليهود اعتمدوا مبدء القوة ليامنوا شر العرب الجاهليين و يكتسبوا احترامهم و يحصلوا على اعترافهم بعقيدتهم كما اتبعوا اسلوب المكر و الدهاء.
الرسول الاعظم حاول التعايش السلمى و رفض القتال و العنف 13 سنة سقط فيها الضحايا فقط من المسلمين الى ان قرروا قتل الرسول الاعظم فاضطر ان يتركهم و يخرج من مكة دون ان يريق قطرة دم واحدة مع ملاحظة ان الهاشميين لهم قوة و تاثير فى قريش الا ان هذا لم يمنعهم من التنكيل به و اذيته و اتخاذ القرار بقتله.
و بالرغم من خروجه فانهم طاردوه و لا حقوه و بعثوا اليه من يقتله , فاصبحت المسالة ليست مسالة صراع عقائدى بل صراع وجود و الكفار العرب الجاهليين هم من صاغ الصراع بهذا الشكل و عندها اعلن الاسلام شرعية الصراع المسلح مع كفار قريش و اعتبره صراع وجود اذ انهم رفضوا التعايش مع دين اخر و عقيدة تخالف عقيدتهم بينما فى مقر الاسلام كان الرسول الاعظم ينظم قواعد و معاهدات للتعايش السلمى مع عقائد اخرى كاليهود و القبائل العربية الغير مسلمة و لكنها قبلت بالتعايش السلمى مع الاسلام و تحالفت مع الدولة الاسلامية .
فلا ادرى كيف يتم وصف الاسلام بانه عدوانى و يرفض التعايش مع الاخرين بينما اعتمد سياسة التعايش و له احلاف مع قبائل ليست على الاسلام بينما الكفار واجهوا الاسلام بالعنف منذ عرفوا بوجوده و عملوا على ابادة هذه العقيدة بالقوة و السيف و الدم .
و ما حصل مع الاسلام جرى على جميع الديانات الابراهيمية اذ بدات دعوتها بالسلم و صبرت على الاذى و قدمت التضحيات الى ان وصل الامر الى الصراع الوجودى فحمل اتباعها السيف دفاعا عن وجودهم و بقائهم .
اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار
علي يا سندي،
تاريخ تلك الفترة كتب بأيد إسلامية لم تترك فضيلة إلا ونسبتها لمحمد وصحبه ولم تترك نقيصة إلا وألصقتها بأهل مكة. ولكن، على هامش كل هذا الافتئات على "المجتمع المكي" نجد بعض معالم في الطريق نستطيع من خلالها تمييز الغث من السمين.
من هذه المعالم مثلاً وجود "الحنفاء" في مكة وبطحائها والذين كان رهط منهم من أسياد مكة نفسها (عبدالمطلب بن هاشم مثلاً). هؤلاء "الحنفاء" كانوا يعبدون - حسب ما يذكرون - رباً واحداً ويحاولون إقامة ما آمنوا أنه دين ابراهيم وسنته. ولعل الرسول نفسه كان واحداً منهم في فترات شبابه قبل مبعثه، فاعتكافه في "غار حراء" لم يأت من فراغ.
هؤلاء الحنفاء كانوا يتبعون معتقداً تجريدياً بعيداً عن الطوطمية والصنمية، وكانوا جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع المكي بالإضافة إلى الأجزاء الأخرى المختلفة العقيدة والتي لم تشكل العقيدة يوماً مشكلة بالنسبة لها إلا مع "دعوة الرسول".
هنا نلاحظ أن "الدعوة الإسلامية" هي من بذر بذور الشقاق في المجتمع المكي، وهي من قامت "بتخطئة الآخرين" والدعوة إلى "صراط مستقيم" (وهل الصراط المستقيم إلا الوجه الحسن المقابل للصراط المعوج؟).
واقع الحال يقول إذاً أن "المجتمع المكي المشرك" لم يكن يأبه بالعقيدة كثيراً ولا يتعامل مع الشخص حسب عقيدته، حتى جاء "محمد" بدعوته، فكان رد الفعل العنيف الذي قرأنا عنه.
تحرك المجتمع المكي في وجه محمد لم يكن إلا "رد فعل" لعقيدة عدوانية بطبيعتها يا صاحبي، شعارها "لا إله إلا الله". فرفع هذا الشعار في وجه القرشيين وقتها معناه "زلزلة الأرض بهم وبمجتمعهم وبمنزلتهم وبمدينتهم وبلقمة عيشهم التي تعززت "بالآلهة المتعددة" في "الكعبة".
معظم قوة قريش وهيبتها كانت تتكيء على "الكعبة وأصنامها" (بالإضافة للتجارة طبعاً)، فيخرج من بين ظهرانيها شخص يهدد "الأصنام" بجملة واضحة قوامها "لا إله إلا الله"، ويهدد مع الأصنام منزلة قريش واقتصادها وهيبتها، فماذا تظن بأن القرشيين سوف يفعلون؟
محمد وصحبه هم الذين هاجموا منزلة قريش ودينها وعيشها وتقاليدها واقتصادها من خلال دعوتهم. هم البادؤون بالعداوة ولسان حالهم يقول "أمرت أن أحارب الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ومحمد رسول الله"، فهل يسكت القرشيون على هذا "الاعتداء" وهم من هم وقتها و"محمد" لم "يتمكن" بعد؟ طبعاً لا، وقد كان عليهم أن يردوا له الصاع صاعين. وللحقيقة، فهم كانوا رحماء جداً معه ومع دعوته حيث أنظروه وقتاً طويلاً قبل أن يهمّوا به، مع أنه كان يمثل بالنسبة لهم تهديداً كبيراً جداً.
الرسول كان هو الباديء بفتح النار على المجتمع القريشي، والباديء أظلم. وعندما تمكن في "المدينة" عاد كي يعترض القوافل القرشية ويسطو عليها، قبل أن يجتث نصف سكان المدينة (اليهود) ويقتلعهم منها ويلاحقهم حتى "خيبر" وصولاً إلى قاعدة "عمر" القائلة بعدم جواز دينين في جزيرة العرب، بل ومنع زيارة الحجاز على الآخرين.
الإسلام يا صاحبي، مثله مثل كل من يظن بامتلاك الحقيقة وحده، دين عدواني في البدء والنصف والخاتمة، وهو بالمناسبة لم يبتدع هذه العدوانية من تلقاء نفسه؛ فهو ليس إلا "نظرية استئصالية ابراهيمية" تفشت في شرقنا التعس منذ أربعة آلاف سنة (كما تفشت اليهودية والمسيحية بعدها)، وكلما لبست لبوساً جديداً أججت النفوس وأكثرت الضغائن وضاعفت الأحقاد بين أبناء الشرق، وما تزال حتى اليوم. والمشكلة أننا، في الشرق، منذ ذلك الوقت، ننخدع بهذه الوجوه المستعارة لنفس "نظرية الكره والدماء الإلهية" ونعمل سيوفنا برقاب بعض لمجرد اختلاف عقيدتنا. ولعل "إمامك الخميني" وما فعله بالبهائيين في إيران كان آخر ممثل لهذه "النظرية الدموية" التي ما زالت تخدرنا حتى اليوم.
واسلم لي
العلماني