السيد "مواطن مصري" المحترم
تحية طيبة وسلام
اولا أشكرك كثيرا على باقة اخبار الابتكارات والتقنيات الالكترونية التي ادرجتها اعلاه وبالرغم من قدم بعض هذه الاخبار وعدم دقة البعض الاخر أو كونها لا تشكل اهمية الا أنها عموما تظهر شكل وحجم الخدمات والمساهمات التي قدمتها وتقدمها الولايات المتحدة للعالم اجمع في شتى المجالات العلمية كالاتصالات والانترنت والمراقبة والتي استفاد منها العالم كله بما فيهم حضرتك. فأنا أفترض بأنك لا تستغني لدقائق عن هاتفك النقال ولا عن جهاز الكومبيوتر والانترنت على سبيل المثال.
أسمح لي أن أصحح لك بعض المفاهيم الخاطئة التي ذكرتها والتي من الواضح أنك لم تتوصل اليها مباشرة أو نتيجة لبحث وتحقيق أنما من خلال اعتمادك على قصص واشاعات وأفلام سينمائية كما ذكرت انت نفسك في تعليقك. فهناك حقيقة مهمة عليك ان تدركها وهي: أن المسلمين لا يكرهون الولايات المتحدة ولا الولايات المتحدة تهاجم الاسلام أو تتزعم اي هجوم عليه كما قلت انت. فهناك ملايين المسلمين يعيشون في الولايات المتحدة وهم مثلهم مثل غيرهم من الامريكيين من اتباع الديانات يشكلون المجتمع الامريكي المتنوع ويسهمون في بناءه وتقدمه واخر ما يمكن ان يقال عنهم أنهم يضمرون الكراهية لبلدهم الولايات المتحدة. هذا الا اذا اردت أن تكفر أولئك الملايين ولا تعتبرهم مسلمين! والحقيقة الاخرى هي أن الولايات المتحدة ليست في حرب مع الاسلام ولم تكن ابدا كذلك. بل على العكس فلطالما وقفت الولايات المتحدة مواقف ساندت ودعمت فيها مجتمعات أسلامية حول العالم في أوقات صعبة. اضافة الى ان الولايات المتحدة تحتفظ بعلاقات تعاون ثنائية مع معظم الدول ذات الاغلبية المسلمة.
اما عن موضوع حقوق الانسان فلابد لي أن اذكر بأن الولايات المتحدة الامريكية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تصدر تقارير سنوية شاملة ومفصلة عن ممارسات حقوق وانتهاكات حقوق الانسان في العالم. ففي كل عام تصدر وزارة الخارجية الامريكية تقريرها السنوي عن ممارسات حقوق الانسان في العالم. تصف هذه التقارير -التي يلزم قانون أصدره الكونغرس بإصدارها- أداء الحكومات عبر الكرة الأرضية خلال العام بالنسبة لتنفيذ التزاماتها الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. إننا نأمل أن تساعد هذه التقارير في تركيز الأنظار على الإساءات ضد حقوق الإنسان واتخاذ الإجراءات التي تضع حداً لها. وفي نفس الوقت، نأمل بأن يشجع التقدم الذي تحقق بصعوبة في مجال الحريات الإنسانية الواردة في التقارير أولئك الذين لا يزالون يسعون إلى نيل حقوقهم، وأحياناً كثيرة بوجه ظروف محبطة. رابط لتقرير عام 2009 باللغة العربية
ومع أنني لا اعتقد انك كنت جادا حول موضوع استيراد اجهزة التعذيب من الولايات المتحدة ألا أنني سوف أسألك ان كنت تعتقد فعلا ان الحبال والسلاسل وكابلات واسلاك الكهرباء التي استخدمها بعض الطغاة في العالم العربي في التعذيب هي مستوردة من امريكا؟! والحقيقة أن الولايات المتحدة تمتلك سيطرة قوية على تصدير الاسلحة ومعدات الشرطة لضمان ان يتم استخدامها للغرض الصحيح. كما أنني لا أريد أن أدخل معاك في جدال حول الاماكن التي فعلا تدرب فيها “اباطرة التعذيب” في العالم الثالث كما اسميتهم، ولكن أنا متأكد أنك نعلم جيدا انها كانت في دول اخرى غير الولايات المتحدة.
وأخيرا، وبما أنك طلبت دليلا علميا ومنطقيا يشرح انهيار برجي مركز التجارة العالمي بعد ان هاجمهما الارهابيون بطائرات مدنية فسوف ارفق لك هذا الفيديو القصير وهو عبارة عن محاكاة لاصطدام الطائرات ببرجي مركز التجارة العالمي انتجت باستخدام برامج حاسوبية وهندسية معقدة. وأسألك هنا من الناحية العلمية ماذا تعتقد سوف يحصل عندما تصدم طائرة كبيرة، مليئة بوقود الطائرات المتفجر، بناية عملاقة مثل برج مركز التجارة؟