(05-11-2010, 07:24 PM)مجدي نصر كتب: أستاذ علماني
وعلى هذا يحق لأميركا تحطيم أي دعوة تهدد سطوتها وقوتها القائمة على امتصاص دماء الآخرين؟ وتكون هذه الدعوة هى العدوانية الظالمة من الألف إلى الياء؟
وهل يعني هذا انه علينا السكوت على الظلم حتى لا نكون عدوانيين؟؟
وهل كان على محمد وأتباعه السكوت على الظلم وعدم مهاجمته حتى لا يكونوا عدوانيين أصحاب دعوة دموية؟؟
أستاذ علماني، منعاً للإطالة، ولكن : هل سُجلت واقعة اعتداء واحدة من قبل المسلمين ضد القرشيين قبل الهجرة؟؟
الرد العنيف من قبل القرشيين كان لتهديد مكانتهم كما أشرت، وليس لأي عدوانية مُدعاة، فهذه العدوانية لم تكن هناك أي إشارات لها في ذلك الوقت.
ومقولة "لا إله إلا الله" تهدد مجتمع العبودية في الحقيقة (حيث تنفي العبودية إلا لله)، وتهدد تعدد الأصنام، كما تمثل باتجاهها التوحيدي تقدماً كبيراً في الوعي الاجتماعي حينها.
كما ان أي دعوة ثورية هى دعوة عدوانية بطبيعتها (بغض النظر طبعاً عن حدود هذه الثورية وعما يصيب هذه الدعوات بعد ذلك)
فقليلاً من الموضوعية أستاذ علماني
أهلين مجدي ...
خمس نقاط :
1) لا أظن أن مقارنتك "قريش" "بالولايات المتحدة" هي مقارنة جادة، لذلك سوف أتجاوز عنها.
2) بالطبع لم تسجل واقعة "اعتداء واحدة" من قبل المسلمين قبل الهجرة. فالمسلمون قبل الهجرة كانوا بضعة نفر لا حول لهم ولا قوة أمام قبيلة بحجم "قريش". فهل يرمون بأنفسهم إلى التهلكة ويقومون بالاعتداء؟ (تذكر، وقتها كانت دعوة محمد بن عبدالله قد فشلت في قريش - باعتراف "عمرو خالد"

- وفشلت في الطائف ).
3) نفي العبودية "إلا" لله (وضع ألف خط تحت أداة الاستثناء "إلا") هي بحد ذاتها انتقال من "عبودية إلى عبودية" (كما يقول "سيف البحر" في "صيف 1840" إذا كنت من هواة مسرحيات الرحابنة).
الإسلام لم يحارب العبودية بل كرّسها ورسخها وتعامل معها حتى القرن العشرين دون شجب أو إنكار. ولعلك لو قابلت شعوب "وسط أفريقيا" لقال لك منهم الكثير بأنهم ما زالوا يخافون من "العرب المسلمين" نتيجة لاحتراف هؤلاء المتاجرة "بالعبيد الأفارقة".
آه، "بلال بن رباح"؟ أحد الاستثناءات التي تؤكد القاعدة ولا تنفيها، فأسواق العبيد والإماء والغلمان والجواري كانت تملأ الشرق في العصور الخوالي، ولم يكن يوماً على أجندة الإسلام، لا أيام الرسول الكريم ولا أيام دولة الخلافة الطويلة ما يشي بأن الحال سوف يتغير.
لنعد قليلاً الآن إلى كلام "ربعي" أمام ملك الفرس الذي يلوكه الإسلاميون اليوم والذي يدعو إلى الانتقال بالعباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. لنعد ونقول أن هذا الكلام "حكي فاضي" وجملة منمقة يستطيع أن يتاجر بها "محمد عمارة" ومن هم على شاكلته، ولكنها لا تستطيع أن تصمد أمام قليل من المنطق، إذ ما معنى أن ننقل العباد من عبادة إلعباد إلى عبادة رب العباد والإسلام لم يحرم العبودية؟ وما هذه الحرية المرهونة بالانتقال من "عبودية إلى عبودية"؟ ومتى أنجبت العبودية "حرية"؟ وما هذا التحرير الغريب العجيب الذي يستعبدك ليس في علانيتك فقط، بل في سرك وعلانيتك؟ فإله المسلمين إله كثير الطلبات لا يتركك في النهار ولا في الليل. فأنت أمامه عبد أوله نطفة وآخره عذرة كما يقولون، وعليك أن تتقدم إليه كل يوم ذليلاً تصلي وتسبح ابتغاء مرضاته. وعليك أن تطيعه طاعة عمياء في التعزير والجلد والرجم واغتصاب حقوق النساء وضربهن (ضرباً غير مبرح طبعاً) وإطاعة ولي الأمر، كما عليك أن تطيعه في الزواج والميراث وفي دينك ودنياك باختصار. وبعد ذلك كله تتفوه بكلمة واحدة في غير مكانها فيضعك في النار "سبعين خريفاً". وهو في كل ذلك قد وضع حولك جواسيسه

(منكر ونكير) يحصون عليك جميع تصرفاتك ويسجلونها في كتاب معلوم.
طيب، هل هذه حرية؟ إذا كانت هذه حرية فمرحباً بالعبودية. هنا تذكر، أنك قد تكون مسلماً وعبداً أيضاً (فالإسلام كما قلنا لم يحارب العبودية البشرية) بمعنى أن عليك أن تتحمل العبودية تجاه بني جلدتك وعبوديتك تجاه ربك، فهل هذه حرية؟ (مرحبا حرية

).
يا صاحبي، جملة "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" هي عدوانية بامتياز عندما لا يكون لك خيار إلا قبولها أو الموت. إنها قبول رسالة دينية بالإكراه وهذا معناه "اغتصاب ضميرك ووجدانك" أو "الموت" دونهما. طبعاً، تستطيع أن تكون مثل "كثير من العرب" الذين خافوا من سيوف المسلمين وارتدوا بعد ذلك (ولم ينفعهم ارتدادهم) أو أن تكون مثل "أبو سفيان" الذي أسلم عشية فتح مكة، عندما علم أن الأمر قد قضي ولم يعد ينفع للزمن الآتي إلا ركوب الموجة.
4) هل الانتقال من "تعدد الآلهة" إلى "عبادة الإله الواحد" عبارة عن "تقدم اجتماعي"؟
لا أعتقد بأن للمجتمع والاجتماعيات شأن في هذه المسائل اللاهوتية المعقدة. فهل هو تطور عقلي؟ إذا أردنا أن نوافق على هذا الزعم فإننا نكون قد وافقنا أن مجتمع الجزيرة العربية أعلى شأواً، على الصعيد العقلي، من مجتمع اليونان القديمة (تعدد آلهة)؟ فهل أنت متأكد أن مستوى تفكير "عرب الجزيرة" وقتها كان في مستوى تفكير "سقراط" و"أفلاطون" الذين آمنوا بتعدد الآلهة؟ بالمناسبة، هل تعلم يا "مجدي" بأن "الفيلسوف الألماني هيجل" آمن في فترة من حياته بتعدد الآلهة وركض خلف آلهة اليونان؟
5) التعالي والتنابز والتحقير هي صفات "دينية ابراهيمية" بامتياز ولعل جملاً مثل "شعب الله المختار" و"خير أمة أخرجت للناس" فيها الكثير من هذا جميعه.