{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 5 صوت - 2.6 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
خراب مصر في عمار مدينة رسول الله .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #101
RE: خراب مصر في عمار مدينة رسول الله .
" يهلك في رجلان : مفرط في حبي ومفرط في بغضي !." علي بن أبي طالب .
الزميل علي نور الله .New97
أشكرك على مداخلتك التي عرضت فيها رؤية الشيعة للدولة الإسلامية ( مداخلة رقم 60) ، رغم أني أختلف مع تلك الرؤية كلية .
بداية أشير إلى أن التشيع السياسي هو تدين مؤسسي ،و الفكر الشيعي بصفة عامة يقبل المنطق ، و لكن على أساس قبول مقولات مبدئية غيبية .أي أنه – في وجهة نظري – منطق قائم على عدم المنطق ، أو على مسلمات لا دليل على صحتها .
أفضل أيضا أن أحدد موقعي من أي نقاش ، و في هذه القضية لا أرى نفسي في موقف الطرف المباشر ، أرى نفسي مواطن مصري في دولة مدنية ، و على عكس المشروع الأصولي السني ؛ لا يهددنا في مصر المشروع الشيعي السياسي بشكل مباشر ، فلا يوجد في مصر شيعة بنسبة تذكر ، فقط هناك تأثير غير مباشر بسبب تلامس المشروع الشيعي مع مصر في غزة و أحيانا في السودان ، أي في بؤر أصولية سنية تخضع للتشيع السياسي بشكل ما .
تشترك الرؤية الشيعية الأصولية لنظام الحكم مع نظيرتها السنية في عدة خصائص ، و تختلف معها في عدد من الخصائص .
فهي تشترك معها في :
1- النظر إلى الإسلام كدين و دولة ، وهما في ذلك يفترقان كلية مع مفهوم الدولة الوطنية الحديثة ،و يتناقضان معها بشكل كامل .
2- طبيعة النظام العشائري chiefdom و إعتبار الرئاسة منصبا دينيا توقيفيا ، و جعله وراثيا في قبيلة أو أسرة بعينها ، فهي عند السنة في قريش ،و هي عند الشيعة في علي و بنيه .
3- كلاهما يقيم رؤيته لنظام الحكم على أحاديث للنبي محمد ، و هي أحاديث متناقضة ،و كلها غير ثابتة الدلالة ،و معظمها موضوع لأسباب سياسية .
4- لم ينجح أيهما أن يحقق رؤيته تاريخيا ، فدولة قريش السنية استمرت طويلآ و بشكل أكثر نجاحا من دولة الشيعة التي لم تتحقق قط ،و لكن حتى دولة قريش انتهت بشكل عملي مأساوي على يد هولاكو في بغداد ، و بشكل عقائدي نهائي على يد الأتراك العثمانيين ، عندما خرجت الخلافة من قريش ، ثم إنتهت دولة الخلافة ذاتها .
5- كلا الرؤيتين تعاني مأزقا معاصرا كبيرا ، فلا يتبنى أحد الان – بما في ذلك غلاة الأصوليين السنة – فكرة إقامة دولة قريش ، أما الشيعة الإثنى عشرية فقد استعاضت عن الأئمة المعصومين بنوابهم ،و أخيرا بالولي الفقيه ، و تلك كلها صيغ تلفيقية للتحايل على مشكلة إنتهاء الصلاحية للمشروعين .
يختلف المشروعان في :
1- الإمامة : جاء في أصول (الكافي) عن أبي جعفرعليه السلام أنه قال: " بني الإسلام على خمس على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم ينادى بشيء كما نودي بالولاية " انتهى . و هكذا يرى الشيعة أن الإمامة منصب إلهي كالنبوة، فكما أن الله سبحانه يختار من يشاء من عباده للنبوة والرسالة، أو يؤيد بالمعجزة التي هي كنص من الله عليه، فكذلك يختار للإمامة من يشاء، ويقول محمد باقر المجلسي " ولا نعرف جهة لعدم اتصافهم بالنبوة إلا رعاية خاتم الأنبياء، ولا يصل عقولنا فرق بين النبوة والإمامة ".
2- الوصية : هي من عقائد الشيعة جاءت بها رواياتهم المنسوبة إلى أئمتهم المعصومين والثابتة في أهم المصادر عندهم من اعتقادهم أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الوصي من بعد النبي صلى الله عليه وسلم , وأن اختيارعلي لهذا المنصب جاء من فوق سبع سماوات من الله تعالى وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عرج به إلى السماء مائةً وعشرين مرة في كل مرة يوصيه الله تعالى بولاية علي والأئمة من بعده ويأمر نبيه بالنص عليه، وأن ينصبه إماماً للناس من بعده " .
3- يرى الشيعة أن الخلافة محصورة في علي بن أبي طالب و ذريته ، على خلاف في سلسلة الأئمة ، و دليلهم في ذلك حديث غدير خم ، وهو حديث متواتر رواه المحدثون عن أصحاب النبي و عن التابعين بصيغٍ مختلفة ، تؤكد جميعها على إمامة الإمام أمير المؤمنين ، لكون الجوهر الأصلي فيه واحد و إن اختلفت بعض العبارات ، فقال النبي : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟ ، قالوا : بلى. فاخذ بيد علي فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ". فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. فمنذ ذلك اليوم أصبح يوم غدير خم هو يوم يحتفل فيه الشيعة بعيد الولاية وتنصيب علي بن ابي طالب إماما عيد الغدير الأغر هكذا يسمي الشيعة هذا اليوم ، و هناك أيضا حديث الكساء حسب الروايات المتفق عليها أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم جمع علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام تحت كساء يماني أخضر وأخذ يدعو الله لاهل بيتهِ يحب من أحبهم ويبغض من أبغضهم وأن هؤلاء هم أهل بيته وخاصته لحمهم لحمه ودمهم دمه صلوات الله عليهم اجمعين وتتفق الروايات أن النبي قرأ تحت الكساء (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). بينما يرى السنة أن الخلافة في قريش ،و يتبعون في ذلك آلية البيعة ،و ليس الوصية .
أولآ : مشروع الدولة الشيعية من منظور الحضارة المعاصرة .
1- الدولة Nation state بالمفهوم السياسي المعاصر لم تكن معروفة في الإسلام ، و لكنها مفهوم حديث لم يظهر قبل معاهدة و ستفاليا (Treaty of Westphalia) في 1648 م ،و بالتالي لا يتصور عاقل أن تقام دولة حديثة على أساس مشروع سياسي / ديني سابق لظهورها بأكثر من 900 سنة ، ما يتحدث عنه الفقهاء شيء مختلف كلية عن الدولة الحديثة ، فهم يتحدثون عن إمارة لجماعة من الناس غير محددة بوطن ذي سيادة ، شيء لا علاقة له أبدأ بالنموذج الذي تم تعميمه الآن في العالم بأسره ،و تحقيق المشروع السياسي الإسلامي الشيعي و السني أيضا يعني أن نعيد تشكيل العالم كله رأسا على عقب ليلائم تصورات الفقهاء الضيقة ، هذا أشبه بأن نقطع أرجل النزيل كي يلائم السرير !. سبق أن تطرقت لهذه النقطة عند تمحيص ردود الأصوليين السنة ،ولا داعي للمزيد الآن للتوسع في هذه النقطة ، إلا لو ظهرت الحاجة لذلك مستقبلآ .
2- هناك مبالغة في النتائج التي يرتبها الشيعة على حديث خم ،و غيره من الأحاديث و الروايات التي تتحدث عن جدارة علي بن أبي طالب بخلافة النبي ، فهناك أيضا من الأحاديث ما يجعل الحكم في بني العباس حتى يوم القيامة !. عن العباس بن عبدالمطلب قال: كنت عند النبي ذات ليلة فقال : ((انظر هل ترى في السماء من نجم)) قال : قلت نعم قال : ((ما ترى)) قال : قلت أرى الثريا قال : ((أما إنه يلي هذه الأمة بعددها من صلبك اثنين في فتنة)) حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3217 و هذا الحديث كغيره كثير لم يتحقق ، و نحن نعلم أن كل تلك الأحاديث أو معظمها موضوع لأغراض النعرات السياسية .
3- الأمر أهون كثيرا من أن نرتب نظاما سياسيا على الأحاديث منعزلة ، بل و هناك كثير غيرها يشيد بغير الإمام علي ، بل هناك الأحاديث التي تضع أبا بكر و عمرآ في منزلة تفوق تلك لعلي . فعن ابن عباس أن رسول الله قال: (أبو بكر وعمر من هذا الدين كمنزلة السمع والبصر من الرأس)، أخرجه ابن النجار، وأخرجه الخطيب عن جابر أيضا. عن ابن عمر أن رسول الله قال: (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه). حديث صحيح أخرجه الترمذي وغيره. عن علي كرم الله وجهه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر).أخرجه ابن عساكر.
4- لو فهم المسلمون ما يفهمه الشيعة الآن من حديث غدير خم و غيره من الأحاديث المشابهة ،و أنها وصية من النبي لعلي بخلافته ، فنحن إذا أمام مؤامرة يشترك فيها كل أصحاب النبي لسلب عليا حقا إلهيا ، بل أكثر من ذلك نحن ندين عليا نفسه بأنه بتخليه -ليس عن حقه - بل عن واجبه في الحفاظ على أمانته و شرف كلمة الله بين الناس ، و هذا يستحيل تصوره خاصة بعد وفاة النبي مباشرة . أغلب الظن أن الناس فهموا من ذلك الحديث و حديث الغطاء ما نفهمه نحن منهما ، مجرد ثناء على علي كما أثنى النبي على العديد .. العديد من أصحابه و أقاربه .
5- لو صحت تلك المؤامرة لكانت خلافة أبي بكر إلى جانب كونها خروج عن التوصية الإلهية ، وخلاف لما أوصى به الرسول (ص) من ضرورة التمسك بولاية الإمام علي بن أبي طالب ، كانت تلك الخلافة بمثابة انقلاب واستيلاء حزب سياسي على الحكم كما يحدث في العصر الحديث . و لكان وصول أبو بكر إلى الخلافة بتخطيط من عمر بن الخطاب لا بكفاءة أبي بكر ولا برغبة من أحد . ومما يبعث على الدهشة أن يذكر الرواة أن عمر نفسه أعترف بتلك المؤامرة عندما تولى الخلافة حيث قال عن خلافة أبي بكر أنها كانت فلتة وقى الله شرها . وطالب بقتال من يعود لمثل تلك البيعة ! .
6- خلال كل الحوارات و المساجلات التي نقلت إلينا بعيد وفاة النبي ، سواء في سقيفة بني ساعدة أو في المدينة ، لم نسمع أحدا يحتج بحديث الغدير أو غيره من نظائره ، والذي يهمنا هنا أنه في معضلة بهذه المفصلية والخطورة احتج الصحابة بكل شيء من العصبية القبلية إلى النصرة إلى السابقة إلى القوة إلى القرابة إلى الأفضلية إلى الشجرة إلى الثمرة, ولكن –وهذا مما يثير الاستغراب – لم يحاول أحدهم أن يستدعي أي من الخزين الدسم من القرآن والسنة الذي كان متوفرا طازجاً وفي متناول العقول والألسن ومتناثر بين جوانح المجتمعون وأفئدتهم, وكيف لا وهم الرعيل الأول من المهاجرين والأنصار الذين شهدوا الإسلام وليداً يحبو ورعوه يافعا وبذلوا من اجله المال والدماء والأهل والعشير.وهم ذوي الرأي والسابقة والخبرة وممن شهد لهم النبي بالجنة ومنهم من شهد بدر وغيرها من المعارك مع النبي.
7- لنفترض أن كل ما قيل عن أحقية علي بن أبي طالب في خلافة النبي صحيح ،و أن قريش سلبته حقه ، حسنا .. ماذا نرتب على ذلك ؟، هل يمكننا أن نعيد التاريخ مرة أخرى لتصحيحه ؟، إن العالم أكثر جدية من التوقف عند لحظة تاريخية بعينها ، مهما كان كثافة المأساة فيها و جيشان العواطف حيالها ، إن العقلية الإرتجاعية التي تريد أن تصحح أخطاء الماضي باستلاب الحاضر و إلغاء المستقبل ، يمكن أن تكون أخطر ما يهدد العربي المعاصر و ليس الشيعي فقط .
8- لا يمكن قبول الغياب في العقلية القانوينة لأكثر من متوسط عمر الإنسان الطبيعي ،ولا يمكن بالتالي قبول غياب الإمام الإثنى عشر " محمد بن الحسن المهدي" أكثر من 1070 سنة إنتظارا لعودته ، " هو اليوم في غيبته الكبرى التي بدأت من ( 940) م حتى يومنا الحاضر!" . لا يمكن إقامة دولة بلا رأس إنتظارا لرأس تعود وفقا لأسطورة لم تتحقق ابدآ .هذا استخفاف تام بمصائر الناس و مصالحهم و مستقبلهم إرتهانا لأسطورة دينية لا يصدقها غير معتنقيها .
9- أهم ما ينتقد به المشروع الشيعي أنه لم يتحقق في الوقت المفترض أن يتحقق فيه ، أي أنه مشروع مؤجل إلى مالا نهاية ، المشروع الشيعي السياسي أشبه بمن يريد أن يستأنف المباراة بعد إنتهائها و إنصراف المشاهدين ب1200 عام .
05-22-2010, 11:26 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
RE: خراب مصر في عمار مدينة رسول الله . - بواسطة بهجت - 05-22-2010, 11:26 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الا السيادة المصرية ... على نغمة " الا رسول الله " نسمه عطرة 23 5,708 04-19-2009, 02:04 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  مدينة الحدائق... مجرد حلم thunder75 10 3,677 02-10-2009, 09:43 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  عمار يامصر - دامت لكي ألاعياد دوماً بردوعي 27 5,577 11-08-2008, 01:40 PM
آخر رد: -ليلى-
  منتدى العلمانيين العرب ...مدينة دكتاتورية صغيرة القلعة 9 5,797 10-06-2008, 01:38 AM
آخر رد: صانع المطر
  إلّا أنت يا رسول الله طارق الطوزي 7 1,594 08-19-2008, 07:28 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS