تناقلت وسائل الإعلام المختلفة بالأمس خبر هجوم مسلحين بالرشاشات والقنابل على مسجدين للطائفة الإسلامية الأحمدية خلال صلاة الجمعة بلاهور بباكستان، مسجد بيت النور ومسجد دار الذكر، وقد استشهد ما يزيد عن ثمانين شخصاً من الأحمديين الأبرياء خلال هذا الهجوم الوحشي.
لسنا هنا بصدد مناقشة هذه الجريمة البشعة التي تتجاوز بشاعتها كل المقاييس.. ولكننا سنناقش جريمة من نوع آخر.. فهولاء الضحايا الأبرياء قتلوا مرتين.. مرة بسلاح الغدرالغاشم.. ومرة أخرى حين قامت قناة الجزيرة ببث الخبر بشكل مضلل.. فاستبدلت كلمة (المساجد) بــ (المعابد).. واستبدلت عبارة (الجماعة الإسلامية الأحمدية) بعبارة (الطائفة القاديانية الأحمدية).. ولم تكتف قناة الجزيرة بهذا الاغتيال المعنوي البشع للحقيقة والموضوعية والحياد.. بل أضافت أيضاً مجموعة من الافتراءات التي يروّج لها بعض المسلمين الموتورين.. من أنّ أتباع هذه الجماعة هم من غير المسلمين كونهم لا يؤمنون بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء.
والجدير بالذكر أن قناة الجزيرة الإنكليزية قد بثت الخبر بشكله الصحيح ولم تقدم الخبر بالشكل الذي قدمته قناة الجزيرة العربية.. فلم تستبدل كلمة (Mosque) بـ (Temple) ... كما أنها لم تقم بنقل تلك الافتراءات الهزيلة التي نقلتها شقيقتها قناة الجزيرة العربية.. ومع أنّ قناة الجزيرة الإنكليزية تعتبر ابنة قناة الجزيرة العربية.. ومع أنّ سنين عمرها لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة إلا أنها بثت الخبر بشكل موضوعي يليق بقناة تحترم عقول مشاهديها وتقيم شأناً كبيراً لمصداقيتها بين القنوات العالمية المختلفة...
إن هذا التصرف المشين الذي قامت به قناة الجزيرة العربية يبيّن بوضوح الأسلوب الذي يتعامل فيه الإعلام العربي مع المشاهد العربي.. أسلوب رخيص يعتبر أنّ المشاهد العربي ضحل الثقافة متواضع المعرفة لا يستحق بل ولا يجب أن تُنقل له المعلومة بشكلها الحقيقي.. أسلوب يستغل حسن نية وثقة المشاهد العربي في قناة كبيرة اكتسبت شهرتها في وقت قصير.. ولأن المشاهد الغربي أكثر ثقافة وأكبر معرفة فكان لابد للجزيرة الإنكليزية نقل الخبر بالشكل الذي يليق بالمشاهد الغربي الذي يتفوق على المشاهد العربي بمراحل كبيرة!!! فهل هذه هي الرسالة التي تريد قناة الجزيرة نقلها لنا؟؟؟
إنّ جريمة قتل الرُكع السجود هذه تُعيد إلى الأذهان الجريمة التي قام بها بنو بكر في حق قبيلة خُزاعة زمن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث نقدوا العهد الذي أقاموه وأغاروا على خزاعه ليلاً سفكاً وقتلاً.. وقد أنشد عمرو بن سالم الخزاعي هذه الأبيات في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم:
يا رب إني ناشد محمدا * حلف أبينا وأبيه الأتلدا
قد كنتُمُ ولدا وكنا والدا * ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا
فانصر رسول الله نصرا أبدا * وادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا * إن سيم خسفا وجهه تربدا
في فيلق كالبحر يجري مزبدا * إن قريشا أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا * وجعلوا لي في كداء رصدا
وزعموا أن لست أدعو أحدا * فهم أذل وأقل عددا
هم بيتونا بالوتير هجدا * وقتلونا ركعا وسجدا
وعلى العموم فإن الجماعة الإسلامية الأحمدية لا تطلب من أحد أن ينصفها أو أن يصدر حكماً لها أو عليها.. فإن قضيتها ليست مرفوعة في محاكم الأرض.. بل مرفوعة في محكمة السماء حيث سيصدر القاضي الأعظم سبحانه وتعالى حكمه بحق هؤلاء المجرمين في يوم لا ينفع فيه مال و لا بنون الا من اتي الله بقلب سليم..
نسأل الله ان يتغمد هؤلاء الشهداء فسيح جناته وأن ينُزّل على ذويهم الصبر والسلوان.. وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/E4687...C6C8A6.htm
http://english.aljazeera.net/news/asia/2...01784.html
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/20..._tc2.shtml