عزيزي احذروا الفتنة:

لست ألبس رداء وأخلع رداء. أنا مؤمن فعلاً وأعشق الحياة الإيمانية. في الوقت ذاته أنا إنسان صاحب عقل ولي تساؤلات ومليون سؤال وسؤال ولا أقبل شيء على علاته. لا أريد أن ينصاع إنسان ورائي بحجة إني "المبشر" الذي يخلع الرداء بهدف استقطاب الناس. الديانات كثيرة وأتباعها كثر ولكن أن تجد إنسان له إيمان شخصي صادق فهذا نادر جدًا. الديانات كثيرة ولكن أن تجد إنسان متفرد بقناعاته ويراجعها ويشك فيها إن أراد فهذا نادر جدًا. لا أريد أن أكون مغرور أو متبجح ولكن هذا النادر جدًا يا أخي العزيز هو ما أحاول أن أكون أنا عليه.

نعم أنا مؤمن ونعم أنا مسيحي بما أني مؤمن ونعم أنا دارس لاهوت وكل هذه الأمور ولكن هل هذا يعني أني حجر؟ هل هذا يعني أني أنساق وراء أراء الناس وأبلع كل ما يقولون؟ لست أنا يا عزيزي. كلمة مسيحي تعني لي ببساطة إنسان يحيا بالمسيح وفي خطى المسيح. لا تعني لي "اعتناق ديانة". لست متدين وما أريد البتة أن أكون متدينًا بل أنا إنسان طبيعي وأقل من طبيعي.

الإنسان النمطي والذي يتبع نمط معين بسبب تدينه لا يمكن أن يكون معي على نفس الخط. لذلك وصدقًا أقرب الناس لعقلي هم الملاحدة الزنادقة وليس أهل الأديان. أقرب الناس لقلبي هذه الأيام هو الكاردينال كارلو ماريا مارتيني حيث أتذوق بقلبي ما أقرأ ولست في معرض الجدل العقائدي أو الحجج العقلية.

إنسان غريب أنا. صح؟ وأنا أعرف أني أغرب إنسان غريب في أطواره سوف تلتقيه ولا مشكلة عندي في ذلك.

ودم بكل خير في حفظ الباريء تقدس اسمه.