((صورة من فساد المؤسسة الدينية))
في ثمانينات القرن الماضي ,أراد الطاغية صدام ان يحكم سيطرته الامنية على مدينة النجف ,وكانت هنالك محلة العمارة وقسم من محلة الحويش في المدينة القديمة تشتهر بازقتها الضيقة جدا والتي يصعب دخول اي مركبة فيها,فعمد نظام البعث الى استملاك المنطقة الممتدة من جامع صافي صفا الى الصحن الحيدري الشريف,وقد اعطى تعويض لاصحابها مبلغ قدره عشرة ألالاف دينار عراقي مع قطعة ارض سكنية مساحتها 300 م في الاحياء الشمالية من مدينة النجف ,الغرض المعلن من الاستملاك هو توسيع وتطوير مدينة النجف القديمة وانشاء منطقة تسمى (مدينة الزائرين),في حينها أستنكرت المرجعية الدينية هذا الاجراء واعتبرته تطاولا على قدسية المدينة ,حيث ان المنطقة التي تم تهديمها تحتوي على اكثر من مائة جامع وحسينية ومدرسة دينية ومقبرة,ولم تجز لاحد البناء في هذه المنطقة كونها اخذت غصبا من أصحابها كما تدعي,,,,بعد ذلك انشغل صدام بالحرب العراقية الايرانية ولم ينفذ ما وعد به من انشاء مدينة للزائرين,وفي التسعينات أعطى النظام تلك المنطقة وفق نظام المساطحة لاستثمارها من قبل الاهالي لبناء فنادق سياحية,ولمدد مختلفة منها خمسة عشر سنة ومنها عشرين سنة,وفعلا تم بناء فنادق درجة اولى سياحية في المنطقة.
بعد سقوط النظام أستحوذ ت المرجعية على الصحن الحيدري وجميع المراقد الدينية الاخرى بعد أن كانت بعهدة وزارة الاوقاف في النظام البائد,وأوعزت الى حكومة المالكي باستملاك تلك المنطقة بحجة تطوير الصحن الحيدري وضمها اليه,,,,
وفعلا تم تعويض الستةعشر فندق المشيدة في تلك المنطقة بمبلغ 48 مليار دينار عراقي عن قيمة المنافع للمدة المتبقية من المساطحة وتم تهديم الفنادق وجمعت انقاضها من شيش حديد التسليح بالاطنان, والابواب والشبابيك والمصاعد الكهربائية والصحيات والكهربائيات وكاشي الارضيات والطابوق ,والشيلمان,وبدلا من أن تعود ملكيتها للدولة لانها الجهة المعوضة ,فأصبحت بفتوى واحدة ملكا للصحن الحيدري,بحجة حاجتهم للمال لاستكمال مشاريع التطوير الجارية في الصحن الحيدري منذ سقوط النظام ولم تكتمل لحد الان ولم تنجز على الامد الطويل ,كون الشركة المنفذة هي ليست شركة اعمار حقيقة بقدر كونها واجهة للمخابرات الايرانية(أطلاعات)وبعد أيام وضع اعلان في شارع زين العابدين لاجراء مزايدة علنية لبيع الانقاض وقدرت قيمتها الاولية بمائة مليون دينار عداحديد شيش التسليح ,وبعدها بايام تم رفع الاعلان ولم تجر أي مزايدة علنية والانقاض بقدرة قادر اختفت من اماكنها ولم يعرف احد اين ذهبت وأي جهة مستفيدة منها,,,
أما حديد شيش التسليح فقد تم اعطائه هبة للشركة الايرانية العاملة في الصحن وفق مبدأ (وهب الامير بما لا يملك),
من هذا نستنتج عدة أشياء منها :
أن المرجعية بتبديها اموال الوقف العلوي معناها عدم حرصها على تبديد أموال الشعب العراقي الاخرى.ومبروك عليها حينما أمتدالنهب من ضريح الامام علي(ع) وصولا للقصر الجمهوري وبأسم الدين والاسلام والمذهب وحماية المقدسات,...
أين الاموال الطائلة التي تودع في الضريح ومن المستفيد منها ,؟وهل للفقراء نصيب فيها وعلي بن أبي طالب أبو الفقراءوهذه امواله....
علي الشمري
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=217804