عزيزى السيد أنس
اشكرك كثيرا على مراعاتك لمشاعرى وانت تناقش أمورا لا تقتنع بها بل قد تدفعك للسخرية او الإشمئزاز احيانا. واسمح لى ان اعرض ما أؤمن به عسى ان أتمكن من إيصال صورة صحيحة يقبلها عقلك. ولك منى كل التقدير والمحبة.
(06-07-2010, 11:57 AM)anass كتب: حسام الدين قال:
فلن يستطيع تلميذ الابتدائى فهم اهمية وقيمة حساب المثلثات مثلا أو فهم لماذا يضربه والده او ينهره لأنه يلعب كثيرا.
الحواب:
التلميذ في الإيتدائي يكون فهمه وإدراكه محدود بحيث يجب التعامل معه حسب مستواه وكل كلام عن المثلثات او أشياء من هذا القبيل معه هو مضيعة للوقت
كلامك صحيح يا سيد أنس وكذلك معرفة الله درجات وتعليمات الله درجات ويعجبنى رواية سمعتها عن عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه تتناول هذا التدريج ومعناها ان الله زم الخمر مرتين ثم حرمها ، فلذلك ارى ان العلم بالله أو تنفيذ تعليمات الله يجب ان يراعى فيها التدرج المعرفى او التدرج فى التحمل من الاقل الى الاكبر.
اقتباس:ولا يمكن للمعلم ان يمتحنه في اشياء لايفهمها إلا هو ويؤاخده على عدم فهمها .
لذلك الله لا يحاسب العبد عن ما يجهله او لا يعرفه. ولكن صعوبة تصور حساب الله وكيفيته ترجع الى ان الانسان منا لا يستطيع ادراك بصورة واضحة لماذا يفعل الانسان الذنب فليس كل الزنا مثل بعضه وليس كل السرقة مثل بعضها لا فى الكيفية ولا فى الآثر الناتج عن الفعل، لذلك نجد ان الله سبحانه وتعالى يقول انه يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، فحسب ايمانى ان الله يحاسب العبد على ما يدركه فعلا.
اقتباس:واما فهم لماذا يضربه والده او ينهره لأنه يلعب كثيرا فلأن قدرة الوالد محدودة ولهذا التجأ الى الضرب كحل أخيرأما الله فهو على كل شيئ قدير.أليس هو القائل:"ولو شاء الله لجعل الناس امة واحدة ولأجل ذلك خلقهم"لو كان للأب حلآ آخرغير الضرب ما ضرب إبنه
اعتقد انه بالنسبة للأية الكريمة "لو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة" يكون لها مشكلة كبيرة على الانسان لو تم تطبيقها ، فكما اوضح لنا الله سبحانه وتعالى انه خلق مخلوقات اتت طوعا مثل الشمس والقمر والنجوم ، ولكن ان يكون الناس امة واحدة ثم تستحق الجنة بعد ذلك ، فإن هذا لا يستقيم مع ميزة التكليف والعقل والغرائز والرغبات .
اقتباس:وقلت ايضا:
اعتقد انه لا يتعذر ادراك عدل الله لمن يؤمن بوجوده. فلابد من الايمان بالله اولا حتى ادرك عدله.
ويأتى بعد الايمان المعرفة بالله، وكلما زادت المعرفة زاد اليقين فى العدل والاقتناع به
والجواب:
كيف يمكن ان تدرك عدل شيئ أنت لا تعرفه مسبقا ؟وكيف تزداد معرفتك بشيئ يقول عن نفسه "ليس كمثله شيئ"وحتى الأبصار لا تدركه .وهل المؤمن يدرك عدل شيئ
ليس كمثله شيئ؟ وادعاء المؤمن بمعرفة شيئ غير مدرك وغير معروف أليس هو ضرب من الجنون ؟وهل التلميذ في الإبتدائي بطاعته لمعلمه يمكن ان يفهم قيمة وأهمية المثلثات؟حسب مثالك
الطاعة هى اول الطريق لفهم ما يريد المعلم ، ونحن لن ندرك الله ونقدره حق قدره ولكن ندرك فى حدود المسموح لنا وفقا لقدرتنا وايماننا ، وهناك بعض الصالحين من تراه يعيش فى "معية الله" وهى كلمة صوفية ولكن يشعر بها اصحابها حقا ، وكم من الصالحين احب الله وعبده كأنه يراه فعلا ، فالمؤمن يستشعر روح الله ويستشعر محبة الله فى قلبه.
وهذا ليس جنون ولكن عملية روحية وتجربة ذاتية تتفوات من بين شخص لآخر.
اقتباس:وقلت ايضا:
وكل انسان يتم حسابه وفقا لعقله وليس حسابا واحدا.
وأين هو هذا العقل الذي يفكر او يقبل بشيئ هو لا يدركه؟
العقل لا يستطيع ان يدرك الله حق قدره ولكن يستطيع ان يفهم بعض من حكمة الله ويستطيع ان يفهم بعض من قدرة الله، وأعتقد اننى قرأت عن ان هناك تجارب اجريت على حب الخير لدى الانسان واعتقد انها توصلت الى ان الخير هو الاصل فى الانسان والشر دخيل عليه بحكم البيئة ولكنى قرأت هذا من زمن بعيد ، وبالنسبة للحساب وفقا للعقل فهذا فى اعتقادى من ضمن عدل الله ، فنحن لو نظرنا الى احد اطفال الشوارع والذى لم يتلقى اى تعليم او قيم اخلاقية ودينية وعاش حياته مثل الحيوان الضال يقاتل من اجل اللقمة ، فهل تعتقد ان الله سيحاسبه مثلما يحاسب الانسان الذى تلقى التعليم والتربية وعرف الصح من الخطأ.
ولهذا فمن عدل الله انه جعل العذاب درجات والنعيم درجات
اقتباس:وقلت أيضا:
وإن كنت ارى يا عزيزى ان هناك خلطا فى سؤالك بين مفهوم العدالة فى الدنيا وبين مفهوم العدالة فى الآخرة
الجواب:
كيف استطعت انت ان تفهم مفهوم العدالة بين الدنيا والآخرة؟وهل للعدالة وجهان او مفهومان؟ مفهوم العدالة في الدنيا مفهوم,وكيف عرفت مفهوم العدالة في الاخرة؟وما هي ادلتك؟تبقى مسلمات وتكهنات لاحجة عليها.
من الصعب ان اشرح لك يا صديقى كيف فهمت العدالة فى الدنيا وفى الاخرة ، فمراحل الايمان تتغلغل داخل الروح ومن الصعب ان أشرحها ولكن سأحاول ان اقول ما يقرب الصورة التى أؤمن بها ، فالعدالة ليست فى الدنيا ولكنها محاولة للعدل من البشر وفقا لما يشرعه لهم الله ولكن شرط القصاص لم يتحقق دائما ولذلك يأتى يوم الحساب ليتم العدل.
اما فى الدنيا فليس هذا هو العدل بمفهومه المطلق ولكن الدنيا دار اختبار وليست هى محل العدل الإلهى بصورته المطلقة ولكنها حقل اختبار لعدل البشر فيما يؤتيهم الله من خير او شر.
ومعرفتى بعدالة الآخرة كانت عن طريق كتاب الله او آحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. ويدخل فيها كما تقول تكهنات ولكنها ليست تكهنات ولكن توقعات وعلاقات ربط بين صفات الله وما قد يكون.
اقتباس:حسب رأيي وهو قابل للخطئ والصواب وحسب الدين الإسلامي ان الوجود عبارة عن" مسرحية"كتب سيناريوهاتها الخالق بعد أن قسم الأدوار حسب معرفته بأبعاد ومغزى هذه المسرحية واعتذر على كلمة مسرحية..وإلا ما معنى قوله تعالى:"ولو شئنا لآتينا كل نفس تقواها ولكن سبقت كلمة مني لأملأن جهنم من الجنة والناس"
حكمة الوجود من اصعب الامور فى فهمها ولا يستطيع احد ان يقولها كما ينبغى ولكن كيفية التعامل مع الوجود هى السبيل الوحيد لفهم حكمة الوجود او الاقتراب من فهمه. اما المسرحية المكتوب السيناريو لها فهى ليست مثل السيناريو البشرى الذى يحدد الادوار للممثلين ولكنه علم مسبق من الله الذى خلق الزمن ويعلم ما سنفعله دون ان يجبرنا على أن نفعله.
وقوله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم "ولو شئنا لآتينا كل نفس تقواها ولكن سبقت كلمة مني لأملأن جهنم من الجنة والناس" صدق الله العظيم
هى مقولة تفهم من خلال موقفها وهو كما يلى
بسم الله الرحمن الرحيم
قالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ{77} وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ{78} قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{79} قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ{80} إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ{81} قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{83} قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ{84} لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ{85}
صدق الله العظيم
فمن الواضح ان الكلمة التى سبقت هى انه من اطاع الشيطان فله النار.
مع خالص التقدير والمحبة