أخى العزيز أنس
فعلا كما تقول يجب ان يكون الحكم بالعقل والمنطق هو الاساس خاصة اننا قد تجاوزنا عصر المعجزات وحسب معلوماتى ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يؤتى معجزة سوى القرآن ، وقد يقع البعض فى ردود الفعل المتشنجة بسبب ضعف الايمان العقلى او الربط العقلى بين اجزاء الايمان او التعرض للاستفزاز وبإذن الله لن يكون بيننا هذا لما تتسم به انت والزميل اندروبوف بحسن الخلق. ولكن أحب ان ألفت نظرك يا انس اننى لا املك كل الاجابات ، ففى بعض الامور استند لما قبله فى قبول ما لا افهمه فلا تعيب وقتها على الدين ولكن تعيب علىًّ قلة علمى.
(06-12-2010, 05:06 PM)anass كتب: طاعة الله سبحانه لا خلاف عليها إذا كانت لنا صورة واضحة للخالق سبحانه
.والمعلم حسب الصورة المتعارف عليها والمتفق عليها هو لتربيتنا وتعليمنا وتهذيبنا هذها هو هدفه وغايته.والغرق هنا ان المعلم لم يقل للتلاميذ انه هو الذي شاء ان يكون فلان كسولا وعلان مجتهد بل فلان قر وعلان اجتهد كل حسب ظروفه ومعنوياته.بخلاف الله في الإسلام هو الذي حدد مسبقامصير كل فرد وهذه هي الإشكالية التي تتعارض مع العقل والمنطق لا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدى .وانا دائما استشهد بهذه الاية "ولو شئنا لآتينا كل نفس تقواها ولكن سبقت كلمة مني لأملن جهنم من الجنة والناس"
هذه الآيةالتي حيرتني ولم أجد لها جوابا مقنعا من الإخوة سوى أجوبة لاتتماشى مع العقل والمنطق إن لم تكن تستخغف به.
هذه الآية الكريمة لا يمكن فهمها فهما صحيحا دون الرجوع لقصة بدء الخليقة، حيث قرر الله ان يخلق الانسان ويهبه من روحه ويهبه العقل الذى يميز به الصحيح والخطأ، فالله سبحانه وتعالى حينما خلق السموات والارض عرض عليها التكليف والاستقلال ففضلت السموات والارض ان يكونوا مسخرين لمشيئة الله بدون اى تدخل منهم وعليهم ان يكونوا فى خدمة حركة الكون الى ما شاء الله لا علاقة لهم ببر وفاجر ، فترى الارض تخرج خيرها للصالح وللظالم وتجد كوارثها تصيب الصالح والفاجر ، فالسموات والارض خارج نطاق التكليف ومن ثم الحساب.
ولكن الله خلق مخلوقات اخرى مثل الملائكة وهم مثل السموات والارض وخلق الجن وهو له عقل ولكن علمنا عنه محدود وخلق الانسان وله عقل ، ويوضح الله انه لو شاء لآتى كل نفس تقواها ولكن لو حدث هذا فلن تكن حياتنا كما هى الآن فلن يكن لنا غرائز وسعادة وحزن وتفكير ولكن سنكون مجبولين على تحقيق مشيئة الله لمخلوقات أخرى تملك العقل لتفعل الخير والشر وقد نكون وقتها مثل الانعام يتم تربيتنا وتسميننا ثم أكلنا وقد نكون مثل الحيوانات الآليفة بالنسبة للبشر وهكذا... والكلمة التى سبقت من الله هى انه من اطاع الشيطان وفعل الشر فله النار وهناك اية تقول عن هذا الحوار بين الله والشيطان.
ولكن من المهم ان يفهم الانسان المحدود العقل والادراك بأن الله هو ارحم الراحمين واعدل الحاكمين ، فمن لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم لأنه لم يجد من يخبره عنه بصورة تقبلها النفس ، فإن الله لن يظلم هذا الانسان ، فمن يصله صورة عن سيدنا محمد بأنه يحب النساء وان المسلمون بعثوا بالسيف على رقاب المخالفين لهم فى الدين وأن المسلمون يسبون النساء ولا هم لهم إلا جماع النساء ، فمن الطبيعى أن أى انسان مستقيم الروح والعقل لن يرضى بهذه الوحشية والبربرية ، وهنا لا يمكن ان يغضب الله من هذا الانسان بل يغضب من من نقل له هذه الصورة عن الاسلام سواء كان مسلم او غير مسلم.
إيمانى بالله ان يعذب فاعل الشر وليس فاعل الخير وفاعل الشر قد يكون مسلم او غير مسلم وفاعل الخير قد يكون مسلم او غير مسلم (أقصد مسلم كدين بين البشر) ولكن يقول الله أن الدين عند الله الاسلام وأن دعوة كل الرسل هى الاسلام ، وأرى أن كثير ممن لا يدينون بالاسلام هم يفعلون افعال المسلمون الذين يريدهم الله.
نحن نحكم وفقا لما ترى اعيننا ولكن الله يعلم ما فى صدورنا ، فكيف يرفض انسان فكرة ملكات اليمين لما فيها من مذلة ومهانة ويغضب منه الله. إن الله قد حرم الظلم على نفسه.
هذا هو جزء من مفهوم الإله كما افهمه وهناك نصوص تؤيد ذلك الفهم كما اعتقد ويمكن فى مداخلات قادمة عرضها وفقا لظروفها حتى لا اتكلم مثل المحاضر الذى يحفظ المحاضرة ولا يتفاعل معها فتفقد اهم جزء فيها وهو التواصل القلبى قبل العقلى.