في يوم آخر في الماضي .. عدت من الكلية بمفردي وكنت جائعا جدا..وكان الجو حارا للغاية..
وكنت في غاية التعب..
فتحت نار الموقد تحت حلة مليئة بالزيت إلى نصفها ( حلة تغطيس البطاطس ) حتى أقوم بعمل بطاطس محمرة .. وارتأيت أن أتمطى على ظهري في السرير قليلا حتى يسخن الزيت.. وأغلقت باب غرفتي وفتحت المكيف ..

ولم أستيقظ إلا بعد ثمان ساعات كاملة ، وقمت مفزوعا وأنا غير مصدق أني على قيد الحياة ، وفور أن فتحت باب الغرفة وجدت دخانا أسود يملأ كل مكان ولكن هواء المكيف البارد منعه من الدخول من تحت الباب .. ولكن لم يحصل حريق .. لأن ما تبقى من الزيت كان يشبه كتلة العجينة السوداء في الوعاء ، ولم يكن قد احترق كليا بعد ليسمع ببدء اشتعال حريق.. ولكن بمجرد أن استنشقت نفسا واحدا من هذا الدخان الأسود شعرت كأن القصبة الهوائية والحلق والرئتان احترقوا من شدة سمية الهواء.. واستطعت التحامل على نفسي حتى خرجت من البيت الذي لم أستطع دخوله مرة أخرى إلا بعد ثلاثة أيام..
ولم تذهب منه الرائحة تماما إلا بعد شهر...
ولم تعد جدرانه بيضاء...
و لم أعد أحب البطاطس المحمر