برأي أن يفتح عيادته للدعارة أشرف بكثير ممن يتاجر بآلام الناس و أمراضهم ..لا أعرف كيف يمكن لأي إنسان لديه حد أدنى من الإيمان و الضمير أن يستغل و يتاجر في آلام الآخرين و ما يسببه لهم من إحباط .

الطب تحول لتجارة و سوق و بزنس .. و للأسف الشديد فأنا كنت و مازلت ربما من ضحايا هذا البزنس ..

من حوالي السنتين و أنا معتل صحياً أعاني ما أعانيه من أعراض تجعلني في حالة سيئة ..ذهبت لعند 5 أطباء تقريباً من عتاولة المهنة ,أحدهم يحمل البورد الأمريكي و الآخر خريج فرنسا و كلهم من ذوي السمعة الجيدة و المكانة المرموقة و لن يشفع لهم كل ذلك في أن ينجحوا في تقديم تشخيص دقيق لحالتي ,فكلما ضاق الحال بأحدهم بعد تجربة عدد من الأدوية يقول أنت خارج اختصاصي عليك مراجعة اخصائي آخر ,و طبعاً لا يفوته أن يرجح الأسباب النفسية و ضغوط مشاكل الحياة .. و سبحان الله من في الشرق الأوسط لا يكابد مشاكل و ضغوط الحياة و لا يتأثر لذلك .!

الغريب بأن أحد الأطباء (و كان متديناً بالمناسبة) حذرني من أن حالتي هي حالة نموذجية (لأن الأعراض المرضية غير واضحة عندي) لاستغلالي كضحية بنظام السوق الطبي ,و قال لي الأمر لدينا سوق حقيقي فالطبيب قد يجرك إلى تجريب و استعمال عقاقير و أدوية و أشياء ربما لا تحتاجها و يزيد من جلسات التشخيص و العلاج و لن يردعه عن ذلك إلا تدينه و إيمانه و ضميره و خوفه من يوم الحساب .!

كل ذلك قد أصابني بحالة من الإحباط من الأطباء ,و لحد الآن أعاني من أعراض تفقدني شهيتي و تسلبني الراحة و النوم ..لكني فضلت التعايش مع هذه الأعراض على وهم العلاج و الشفاء الذي أتمنى في النهاية الوصول إليه ,يبقى الأمل .