لم تآت بجديد يا تموز فالمؤمن يرى ان الحوار مع الكافر مجرد تضيع وقت لا فائدة منه .. وتجد ان المؤمن يقول عن الكافرين انهم مثل الانعام أى انه يصف الكافرين بالقطيع الذى لا يرى إلا امام عينه فقط.

ونفس المشكلة تقابل المؤمن انه مضطر للعيش مع هذه القطعان ويراهم اينما توجه.

ومن ينفى وجود الله هو انسان يعبر عن ضيق العقل والتعصب وتراه لا يملك رؤية واضحة للكون ولكنه يردد كفره ليقنع نفسه وليس ليقنع غيره بأن الله غير موجود.

ونجد ان العقلاء العادلين مع أنفسهم يقولون غير هذا فنرى عمانوئيل كانط يقول " أنه لا دليل عقلي أو علمي على وجود الله" و "أنه ليس هنالك من دليل عقلي أو علمي على عدم وجود الله "

بينما ألبرت أينشتاين يقول : " مثلنا إزاء العالم مثل رجل أتى بكتاب قيم لا يعرف عنه شيئا ، فلما أخذ في مطالعته وتدرج من ذلك لدرسه وبان له ما فيه من أوجه التناسق الفكري شعر بأن وراء كلمات الكتاب شيئا غامضا لا يصل لكنهه ، هذا الشيء الغامض الذي عجز عن الوصول إليه هو عقل مؤلفه ، فإذا ما ترقى به التفكير عرف أن هذه الأثار نتيجة لعقل إنسان عبقري أبدعه. كذلك نحن إزاء العالم ، فنحن نشعر بأن وراء نظامه شيئا غامضا لا تصل إلى إدراكه عقولنا ، هذا الشيء هو الله "

فأين أنت من هؤلاء ومن أين لك أن تحكم إن كان هناك إله أم لا ، إن مثلك مثل من تنتقضهم ، ملحد لا يملك رؤية وبنى حكم من عدم ومن كتابات غيره ومؤمن لا يملك رؤية وبنى حكم من تعاليم وكتابات توارثها. وقد يكون وقتها المؤمن افضل لأنه بنى رأيه على مرجعية عاشت آلاف السنين ولكن الكافر مرجعيته عقله والعصر الذى يعيش فيه أى ان مرجعيته نفس مرجعية قطعان الانعام التى تحكم وفقا لعقلها وما تراه عينها.

وما دليلك لنفى وجود الله او تأكيد ان غيرك مخطئ فى تأكيد وجود الله،... للأسف نفس القطيع ولكن يختلف اللون فيه.

وترى الكافر يصر على المغالطة لنفسه ويدعى كذبا ان البشر تقاتلوا وتباغضوا من اجل الدين رغم ان اكبر حروب شهدتها البشرية لم تكن من اجل الدين .. فهل كانت الحرب العالمية الاولى والثانية من اجل التبشير بالصراط المستقيم .. ام أن الرؤية غير متضحة لك يا صديقى وتحتاج الى الصدق مع نفسك بدلا من محاولة اقناعنا بكفرك بالله.