ان تزايد العنف في سوريا مسؤولة عنه ممارسة الحكومة السورية نفسها، وليست " ثقافة العنف لدى المواطن العربي" كما تفضل الاخ شهاب الدمشقي.
ان ثقافة العنف التي اصبحت ظاهرة في سوريا، جرى تنميتها منهجيا في ظل حكم البعث السوري على مدى عشرات السنوات من التشبث بالسلطة وتدمير البنية الاجتماعية والثقافية. عندما يصبح البعض له الحق في استخدام العنف، وعندما يصبح العنف الاسلوب الوحيد الممكن لحل المشاكل، بعد فقدان الامل من الاجهزة اللاحقوقية، تكون المسؤولي على عاتق السلطة وحدها وليست " ثقافة العنف" وكأنها اتت من اللاشئ.
سوريا لم تكن كذلك في عهد ماقبل البعث، وازدهر هذا المنطق في ظل سيطرة الوصيات والرشاوي وشراء الذمم والاخضاع الممنهج وبناء الاجهزة الامنية الخارجة عن نطاق القانون، واخيرا في ظل انهيار المنظومة الحقوقية تماما واستمداد الشرعية من منطق القوة.

وبالمناسبة لايقف الامر عند قتل الشاب، بل وان الانباء تشير الى انتشار مجاعة كبيرة في المناطق الشرقية من سوريا، حيث ارسلت الامم المتحدة مساعدات غذائية لمساعدة 110 الف شخص، مع ان المصابين بالمجاعة يقدر عددهم بالضعف ولكن الامم المتحدة لاتملك الاموال الكافية.

والمنطقة الشرقية كانت من المناطق الغنية غذائيا، ولكن المنظومة الزراعية قد انهارت في ظل الاب القائد وخليفته، فهل هي مسألة ثقافية ايضا؟؟؟