أطرف ما في المقال احتجاجه بما هو عمدة في الحجة عليه :
اكتتبها...و قال القرآن يوثق و صدق....وثقها القرآن...بأنها اكتتاب و الاكتتاب على صيغة استفعال و هي صيغة طلب شيء من الآخر...اي ان قريشا اتهموه صلى الله عليه و سلم بانه يطلب من غيره ان يكتب له ...ذلك انهم لما رأوا عدم قدرته على الكتابة و حاروا في ذلك..- كما يحير الآن أصدقاؤنا في تبرير كم العلوم الموجودة في الوحي الا بادمان القراءة- اتهموه بأنه يستعين بغيره ليكتب له..و هذا ادل على امية الوسط آنذاك و هو ما لايعني في الجهة المقابلة ان لا يكون هناك من يحسن الكتابة و القراءة و هم اناس معدودون معروفون باسمائهم...فهذا أبلغ رد...اذ هذا نص تاريخي على اعلى درجات التوثيق معاصرة للحدث..لا كلام جمع بعد 400 سنة بدون اسناد و لا خطام و لو صح لم يكن فيه الا رأي رجل من الرجال لم يعاصر هو ايضا...و دون صحته خرط القتاد...
مع ان العرب اتهمته بشتى التهم و اكثرها قذاعة..انه مجنون و ساحر وغير ذلك..و نقلت كل التهم و دونت و لم يفلتها التاريخ..و ما زال اصحابنا الآن يلوكونها بنفس الطريقة ...و مع ذلك لم ينقل عن احدهم و لو نصف كلمة باتهامه صلى الله عليه و سلم بأنه كان يحسن الكتابة و يخفيها...و النص الآخر في نفس ان تكون يمينه تخط ...دليل آخر معاصر يوثق و الكل صامتون لا يقدرون ان يردوا على انه لا يحسن الكتابة و لا القراءة...
اما انه حين مرضه طلب الكتابة فطريف طريف طريف...و معروف من عادته صلى الله عليه و سلم انه حين يدعو للكتابة لا يلزم منها انه يكتب بنفسه كما فعل مع ابن ابي اوفى او مع المؤلفة او مع غيرهم مئات المرات..يدعو من يكتب فيكتب بحضرته...
اما كتابته في الحدييبية فظاهرة في نفس سياق القصة و لكن العجب ممن تنطلي عليه حيل هكذا ضعيفة...فلو كان يحسن الكتابة لما طلب مرة تلو الأخرى من علي ان يكتب...و هل يفعل ذلك الا من كان اصلا لا يقدر على الكتابة فيصر على غيره ان يفعل؟؟ و الا لتولى الكتابة هو نفسه...أما انه كتب بعدها فحلوة...اذ من قال ان الأمي لا يستطيع كتابة اي شيء و لو كان توقيعه او اسمه؟.؟؟ و الروايات دالة على ذلك في محاولته كتابة صورة اسمه..فما الغريب في ذلك؟؟؟ يعني جنازة و الميت فأر؟؟ بمجرد انه استطاع ان يكتب اسمه او توقيعه فهو يعرف الكتابة بل و القراءة بل و مدمن عليهما؟؟ هكذا يكون الاستدلال و الا فلا...