(06-21-2010, 05:25 AM)السلام الروحي كتب:  

اقتباس:كأن العنف بين بعض أفراد الشعب يعطي الحق في أن يتجاوز الجهاز الأمني السوري

نقطة مهمة جدا لا ينبغي أن نميع القضية بهكذا تبرير فلدينا هنا سلطة عليها تحمل المسؤولية أما تضييع القضية بوجود مجرمين بالمجتمع فتعني القبول بإجرام السلطة وهو ما يعني أن هذه الفكرة جريمة بحد ذاتها.

تحيتي

تحياتي عزيزي السلام الروحي ..

عندما كتبت مداخلتي السابقة لم يكن في نيتي تبرير قمع السلطة أو القبول بإجرام السلطة أو حتى ( تمييع القضية) على حد تعبيرك ! ..

عنف الأجهزة الأمنية في تعاملها مع المواطن أمر معروف ومشهور ومفضوح ! .. وهو قطعا مرفوض ومدان .. ولكن ما قصدته في مداخلتي هو الحرص على التركيز على أسباب العنف الحكومي إن أردنا فعلا حل مشكلة عنف الأجهزة الأمنية ..

لقد اعتدنا دائما على تحميل السلطة (أي سلطة كانت) بلاوي الواقع العربي كله، فلا نترك رزية أو خطئية إلا وجعلناها نتاج النظام .. والنظام السوري الحالي بلا أدنى تردد نظام قمعي وقهري .. ولكن هل صحيح أن غالبية سلبيات الواقع السوري اليوم هي نتاج النظام بحيث إذا زال النظام أمكن بيسر تحسين الوضع الداخلي وحل جميع الاشكاليات على كافة المستويات ؟ ..

لطالما آمنت أن النظام السياسي هو نتاج المجتمع نفسه، فالسلطة ليست نبت خارج عن السياق الاجتماعي أو طفرة سياسية واخلاقية ! .. إنها ببساطة ثمرة المجتمع نفسه بسلبياته وايجابياته .. فالمجتمع الذي تسوده ثقافة الاقصاء والقمع والاحتماء بالجماعة والعنف في التعامل مع الآخر لا بد أن تجد ظلالا لهذه الخطايا في بنية النظام السياسي ..

تأمل في المعارضة السورية كنموج، وانظر في آلية تعاملها مع بضعها أو تعاملها مع الآخر غير المنتمي لها، ستجدها تكرر ذات آليات النظام !! .. وهذا ما يجعلني اوقن أن معالجة ظاهرة الاستبداد والقمع والعنف والاقصاء هي مهمة اجتماعية قبل أن تكون رسالة سياسية .. وتحميل النظام وحده كامل المسؤولية، والانشغال - بالتالي - في المطالبة بتغيره كحل لهذه المشكلات هو - برأيي - تهرب من مواجهة المشكلة الحقيقية ..

باختصار: الخلل من وجهة نظري اجتماعي لا سياسي .. ولن يفيد الجرح المتقيح أن تنشغل بتنظيفه دون أن تبحث عن سبب العطب نفسه وتزيله ! ..