(06-21-2010, 04:02 AM)Wang Bo كتب:  عندما تبدأ بوصف ديني بانه فاشي
فانت حقيقة انهيت النقاش قبل ان تبدأ
انت تتهمني بالفاشية
دون دليل تقول انت مسلم وتعتقد بدينك اذا انت فاشي ويجب حماية الدولة الفرنسية منك

شوف يا سندي،

"فاشية الإسلام السياسي" ليست موضع جدال كبير، فهي – كما أعتقد – واضحة بما فيه الكفاية، كيف؟
"الفاشية" عبارة عن أيديولوجية عرقية تقوم على "تراتبية العرق", أي وجود "عرق نقي صاف" هو الأفضل والأرقى بين سلالات البشر. والفاشية الدينية تقوم على "تراتبية الأديان" وعلى وجود "دين" واحد صحيح صادر عن الذات الخالقة، أما ما عداه فهو تشويه وتزوير وتحريف ومقاربة ليس إلا.
فاشية "هتلر" نستطيع اختصارها بجملة مشهورة تقول: "ألمانيا فوق الجميع"، وفاشية الإسلامويين نستطيع اختصارها بجملتين : "إن الدين عند الله الإسلام" و"كنتم خير أمة أخرجت للناس". هنا، طبعاً، يشترك المسلمون واليهود والمسيحيون في نفس هذه الفاشية الاستعلائية الدينية (التي يمكن أن ندعوها بالفاشية الإبراهيمية) فيزعم اليهود أنهم "شعب الله المختار" ويلقب المسيحيون أنفسهم بأنهم "شعب الله" أيضاً، ولكن اليهود والمسيحيين ليسوا مشكلتنا في هذا المقام.

هذه الفاشية الاستعلائية الدينية لا مشكلة معها ما زالت تتعامل مع الخالق ويوم الحشر والحور العين والغلمان المخلدين، فهي بعبارة "أرسطو"، تكون في هذه الحالة "فاشية بالقوة". ولكنها تصبح "فاشية بالفعل" ومشكلة عويصة في المجتمعات والدول عندما تتجسد عبر تيارات ومشاريع سياسية كالذي رأيناه ونراه في عالمنا اليوم. لذلك فكل صاحب مشروع "إسلاموي" سياسي هو بالضرورة "فاشي استعلائي" يشهر بوجه كل مجتمع "حديث" "صمصامة عمرو بن معدي كرب" و"سيف خالد بن الوليد" ولسان حاله يقول: سلّم تسلم.
هذا السيف القديم المهتريء ليس عنفاً اجتماعياً فقط، وليس تغريباً لإنسان القرن العشرين عن عصره وزمنه فقط، وليس عمليات تفجيرية تحصد آلاف الضحايا فقط، ولكنه أيضاً "نزعة جارفة إلى تفتيت الوطن الواحد من خلال فرزه فرزاً طائفياً مقيتاً، ودفعه نحو حرب أهلية قائمة على أساس ديني طائفي مذهبي يختصره الحديث المنسوب الى الرسول القائل: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإن قالوها عصموا مني دماءهم وأرواحهم" (أو كما قال).

لذلك،أن تصف "الإسلاموي" (أي صاحب المشروع السياسي الإسلامي) بأنه "فاشي" أو "استعلائي" أو "طائفي" لهي صفات تليق به ويليق بها وليس في ذلك حرج. إذ ليس من حرج عليك أن تقول عن الشخص الذي لا ينبت شعر على رأسه بأنه أصلع، ولا حرج عليك أن تقول عن الأرض الصحراوية التي لا نبت فيه بأنها صحراء مقفرة. .. "وبس، آدي الحكاية" – كما يقول أخوتنا في مصر -.

أخيراً، يبقى السؤال الضنك الصعب الذي حاول صديقنا "جعفر علي" الإجابة عليه هو محك التصرف الصحيح. فالدول الديمقراطية الغربية هي دول حديثة تقوم على العلمانية والمجتمع المدني ومؤسساته ومفهوم الوطن المؤسس على وحدة التراب والفصل بين السياسة والدين (الدولة والكنيسة في فرنسا). وما يحدث اليوم هو أن بضعة نفر من أبناء الجاليات الأجنبية الوافدة إلى هذه الدول يسعى إلى هدم هذه المفاهيم الحديثة للدولة والعقد الاجتماعي المبنية على أساسه، واستبدال كل ذلك بمفاهيم غابرة متخلفة مثل "دار الإسلام ودار الحرب" و"المؤمن والكافر" و"مجتمع الطوائف" و"الكود الأخلاقي والقانوني" لدولة الخلافة المقبورة ( بما فيه القوانين الجزائية البربرية الوحشية) وسلطة " الشيوخ والفقهاء"، فإلى أي مدى يمكن أن تقبل "الدولة العلمانية الديمقراطية" هذه الفأس التي تضرب ساقها كل يوم؟ وهل من حرج على بعض الفرنسيين لو صرخوا "لا" كبيرة في وجه بعض الرعاع الذين يريدون هدم فرنسا وعيشها وحياتها وعاداتها وتقاليدها؟

ملاحظة مهمة جداً ينبغي ألا تغيب عن البال: أنا لا أتحدث عن مسلمين يعبدون ربهم ويؤمنون بالله وملائكته ورسله وأنبيائه واليوم الآخر والقدر خيره وشره .. إلخ. مع حرص شديد على مجتمعاتهم الحديثة والتمسك بالجمهورية وأسسها العلمانية الديمقراطية. ولكني أتحدث عن مؤدلجين وطلاب دنيا وفوضى، يعلكون "قات الدين وأفيونه" في "مدارس الوهابية والإخوان والحركات المتشددة الأخرى" ويقلبون حياتنا وحياتهم رأساً على عقب منذ جيل وأكثر في دولنا العربية نفسها.

واسلم لي
العلماني