مواطن مصري .
عندما آمن البرابرة بالمسيحية تبربرت المسيحية ، ظلت المسيحية لقرون ثلاث تمارس الدعوة السلمية ، و كان يحق للمسيحيين الأوائل التباهي بأنهم كانوا عند كلمة سيدهم :" دع ما للإله للإله و دع ما لقيصر لقيصر " ، التعصب المسيحي ظهر عندما تحولت الدولة الرومانية للمسيحية Christianisation، و هذا حدث في زمن الإمبراطور قسطنطين ، الذي ألغى ابنه التضحيات الوثتية عام 341 ،و يمكن إعتبار هذا التاريخ هو بداية فرض المسيحية عمليا على الإمبراطورية الرومانية ، أما إعلان روما كإمبراطورية مسيحية فكان في عام 380 على يد الإمبراطورTheodosius و ستجد أن مأساة هيباتيا كانت في العام 391 ، أي بعد تحول الدولة للمسيحية ، لهذا لا أجد هناك ما يربط اضطهاد المسيحيين و قتلهم في حلبات المصارعة بقتل هيباتيا بتلك الطريقة البشعة ، فمن قتل هيباتيا لم يفعل ذلك انتقاما لشهداء المسيحية ، بل رفضا للعلم و حرية التفكير التي أعتبرت ضد الرب ،و عموما فلا يعتقد أحد ان هيباتيا تلقي بالمسيحيين للأسود ،و لكنها تلقي بالعلم في عقول الناس بما في ذلك المسيحيين !..
إضطهاد المسيحيين كانت ممارسة للدولة الرومانية و ليس للشعب ، و لكن اضطهاد الفلاسفة و أصحاب العقائد القديمة و اليهود ، جرى بواسطة الغوغاء المغرر بهم ،و بتحريض من رجال الدين المسيحي ، أما موقف الدولة فكان ضعيفا ،و فضلت التضحية بالضعفاء إرضاء لغرائز الرعاع و استجلابا لرضاها ، حتى استأسد رجال مثل سيريل و تحدى الدولة ذاتها ، نفس الدولة التي استمد منها قوته في البداية . شيئا شبيها بهذا يحدث الآن في مصر ، فالإسلاميون الذين صنعهم السادات قتلوه و تحدوا الدولة ،و مارسوا التحريض و الإجرام ضد الأقليات و معارضيهم من أصحاب الفكر الحر ،وأرى هناك تشابها كبيرا بين هيباتيا و فرج فوده ، سواء من حيث شجاعة التصدي للظلامية الدينية و ديكتاتورية الغوغاء أو الإستشهاد تحت مظلة دولة منسحبة لا تحمي مواطنيها .
أحب أيضا أن أصحح معلومة .. فال Colosseum أو Coliseumالروماني لم يكن أساسا لتعذيب المسيحيين ، و لكنه كان مبنى يتسع ل 50000 مقعد ، في وسطه ساحة للمصارعين و ممارسة الألعاب الرياضية ، و تقليد المعارك البحرية الشهيرة !، و صيد الحيوانات ، بل و حتى ممارسة الطقوس المسيحية لاحقا ، لهذا فربطه فقط بتعذيب المسيحيين خطأ شائع .