{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
In a Relationship
fares غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,103
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #1
In a Relationship
اقتباس:قبل التحام فيسبوك بحياة مواطنينا، كان من النادر أن تجد فتى و فتاة يعلنان ارتباطهما هكذا بالصور على الملأ، بل أن تعلن فتاة أنها مرتبطة من الأصل حتى و لو لم تقل بمَنْ. اليوم أصبح ذلك معتاداً، ولكنه يحمل الكثير من الآثار الجانبية للحياة الاجتماعية المتزمتة في عالمنا العربي و التي لا تخلو من داء النميمة. فما إن تنتهي العلاقة ، حتى يبدأ الجميع في التحدث عن الطرفين بطريقة مشينة، و يهنيء أصدقاء كل طرف بخلاصه من الطرف الآخر، كنوع من التضامن المعنوي مع الصديق أو الصديقة

آخرون يضعون صورهم معاً في حالة عناق، أو متماسكي الأيدي. هذا شيء صحّي و جميل، أن تخرج العلاقات العاطفية في مجتمعاتنا المتخلفة الظلاميّة المكبوتة من الظلام إلى النور، لكنه يحمل على الجانب الآخر مظهراً من مظاهر عدم النضج، فكلّ طرفين يتسرعان بتخيّل أنهما سيكونان أسعد زوجين بعد بضعة أشهر من بدء العلاقة. التبادل العلني العارم للعواطف يجعلها مهترئة كالعملة الورقية من فرط ما تداولتها الأيدي، هذا الابتذال المميت أصبح مثيرا للسخرية، فالحبّ كما الحياة، كلاهما ليس دراميّاً إلى هذا الحدّ، حتى الكاتب ثقيل الظل المضجر السقيم المملّ حتى الموت “ميلان كونديرا”، و الذي يعشقه المتحذلقين و المتحذلقات من صبية الليبرالية المتثاقفين السّذج، لطالما كان يرسخ للعلاقات الجنسية الحرّة متعددة الأطراف، و تحدث طويلاً في أحد رواياته عن سخافة الارتباط بامرأة واحدة، و نادى باحتقار و”ثقل” فكرة الحب و الإخلاص

كثيراً ما تجد الشاب يوميا على صفحة صديقته يجلس مترصدا و مترقباً يكتب لها تحت كل حرف تعليقاً، ليثبت وجوده في حياتها بكل الطرق الممكنة أمام جميع من يعرفونها وأمام نفسه، كما يحدّد الكلب منطقته برشرشات البول المتفرّقة المتتالية في أكثر من موضع حتى تشم الحيوانات الأخرى رائحة سيطرته على منطقته، فلا تقترب. أسلوب بدائي نصف حيواني. آمنت بعمق أنّ العلنية و التباهي المبالغ فيهما، جزء من تصرفات المراهقين المفلسين اجتماعيا الذين لا يمتلكون أدوات العطاء الحقيقي للشريكة، و أنّ الصياح و الزيطة و الجلبة هي عزاء من لا خبرة لديهم بالحياة، و حياة من لا حياة لهم، فيملأون فراغ حياتهم المُطبَق معدوم الفعل بهلوسات الظهور على الفيسبوك، بلا أي امتداد واقعي في الحياة الحقيقية، حتى مقابلة ماما و بابا هي جزء من تفاهة ذلك العالم الافتراضي، فالكل يعلم أن هذا لا يعني شيئاً بالمرّة


أمّا الناضجين من الرّجال و النساء.. أما الكبار العارفين.. أمّا الملوك حقاً.. فهم من يترفعون عن عرض تفاصيل حبهم على الشعب. إن من يحبّون حقاً لا يبتذلون حبّهم بعرضه أمام الغادي و الرائح، بل يظل محفوظاً كالآلئ الثمينة في نطاق صفووي نخبوي من وسط العائلة الضيّق و الأصدقاء المقرّبين. إنّ الحب الحقيقي.. والجنس الحقيقي.. يملآن المرء بالرضا الصامت، فالسعداء لا يتحدّثون عن سعادتهم بهذا الابتذال، و لا يثرثرون بها في كلّ فرصة تسنح فيما يشبه توزيع علكة للمضغ ليكون مصيرها في النهاية هو البصق، و لا يعلنون عن ممارساتهم العاطفية بإطلاق الصواريخ النارية على فيسبوك من صور و تعليقات و كتابات هنا و هناك و في كلّ مكان.. بينما يعوي المرتبكون و الخائفون و المزيّفون و المجوّفون بما معناه: “أنظروا إلينا أرجوكم فنحن سعداء! سعداء! نحن متحابين سعداء!” في تمثيليّة متصلة بلا هوادة. و في نهاية اليوم بعد أن تفرغ كل بطاريات الألعاب المتحرّكة و تنطفيء أنوار الصواريخ الناريّة، تبدو كلّ هذه العواطف المعلنة سمجة و سخيفة و مبتذلة و رذيلة و مثيرة للاستهزاء و لا تحتمل

إن العارفين بالحبيب يصمتون صَمت العارفين.. صَمت الفاهم الحكيم.. الذي يرفض أن تبتذل عواطفه السعيدة المقدّسة، لتهبط من قصرها الذهبي إلى ألسنة العامة من أراذل الناس فيلوكونها كالحلوى الرخيصة بالنقد أو بالاستحسان. حتى هؤلاء الذين يحبّون حقاً حين يقررون الزواج، لا يقيمون حفلات زفاف ضخمة ليبهروا بها الآخرين ويشتروا رضاهم الاجتماعي، بل يقيمون أبسط حفل زفافٍ ممكن، بل لا يقيمون زفافاً من الأصل. بينما لا يملك صبية الليبرالية السذج و مدّعو الحريّة، و الأصدقاء في دائرتهم المتواضعة، و غيرهم من المراهقين ذهنياً و نفسيّاً، أي شيء حقيقي ليقدموه للشريك، فكل ما يملكون تقديمه للشريك هو بعض الكلام و بعض النوتس و بعض التاجز على الصور و الكثير من الكومنتس و اللايكس هنا وهناك

بعد أن ينتهي المهرجان.. و تنطفيء مصابيح الطريق.. و تُنتزع أقنعة الحرير من فوق الوجوه.. و يعود المحتفلون ثملين مترنّحين إلى بيوتهم.. و يكنس الكناسون أوراق التيجان الورقية الملوّنة و شرائط الساتان الحمراء الخضراء الملقاة في كلّ مكان.. تنغلق الأبواب على السعداء و التعساء على السواء، دون أن يعرف أحد ماذا يدور وراء كل باب و نافذة

أميرة طاهر

موش مرتاح للكلام ده
أيه رأيكم أنتم
06-28-2010, 05:42 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
In a Relationship - بواسطة fares - 06-28-2010, 05:42 AM
RE: In a Relationship - بواسطة كمبيوترجي - 06-28-2010, 05:53 AM,
RE: In a Relationship - بواسطة Blue Diamond - 06-28-2010, 06:04 AM,
RE: In a Relationship - بواسطة fares - 06-28-2010, 06:20 AM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS