Nineteen Eighty-Four
1984
( 1 من 2 )

«نعم، إن نبوءات أورويل قد تحققت، وأن ما حذرنا منه قد وقع بالفعل، على الأقل فى جوهره» ناعوم تشومسكى


الإنتاج بريطاني – عام 1984 .
الفلم مأخوذ من رواية جورج اورويل George Orwell الشهيرة التي تحمل نفس الإسم .
اخترت هذا الفلم كأحد أهم الأفلام في تاريخ السينما ، لأنه يقوم على رواية عظيمة بشكل كامل .
رواية "1984 " هي واحدة من أفضل وأعمق ما كتبه الإنسان في كل زمان , أبدعها الروائي والصحفي الإنجليزي "جورج أورويل" (1903- 1950), عام 1949.رواية أورويول قد تكون مستلهمة من الحكم السوفيتي تحت ديكتاتورية الحزب الشيوعي ، و أن الأخ الأكبر الذي يسكن تحت جلد كل مواطن و يشكل ضميره هو نسخة من "ستالين " ، ولكن عبقرية أورويل الإستثنائية نجحت في تجريد التجربة الشمولية من تفاصيلها السوفيتية ، و أن يطلقها لتكون تجربة الإنسان الفرد في مواجهة الأنظمة الشمولية في العصر الحديث ، بل استطاع ببصيرة معجزة أن يرى التكنولوجيا في خدمة الإستبداد و طمس الحقائق و تزيف الوعي ، و أخيرآ في صناعة الإنسان الذي يفقد روحه و ضميره و يقدمهما على محراب الأخ الأكبر . أليس هذا ما يحدث بالفعل في الأنظمة الشمولية الآن ؛ و الإسلامية منها على الأخص ؟ . هل منا أحد لا يرى الأخ الكبير في صور الطغاة التي تملأ عواصم الشرق الأوسط ؟، الأخ القائد ، الولي الفقيه ، القائد الضرورة ، أمير المقاومة ،الإسلام هو الحل .... كلهم الbig brother .
رواية “1984″ هي أحد الروايات الخالدة التي تتنبأ بظهور الشموليات الحديثة و تحذر منها ، هناك أيضا رواية “نحن” للأديب الروسي” يفنجي زامياتين” ، ورواية “عالم جديد شجاع” لـ “ألدوس هكسلي” ، ورواية " هذا لا يمكن أن يحدث لنا " للكاتب الأمريكي "سنكلير لويس" . تلك الروايات كان لها تأثيرا كبيرا على خلق الشعور العالمي المعادي للشموليات ، و كان لها أيضا تأثيرا كبيرا على غيرها من الروايات التي تناولت نفس الموضوع ؛ فقد أثرت في رواية “فهرنهايت 451″ لـ “راي برادبوري”, و”الرجل الراكض” لـ “ستيفن كنج”, و “البرتقالة الميكانيكية” لـ “أرثر بيرجس”.
ليس هذا فقط بل كان لهذه الرواية تأثيرآ كبيرآ على اللغة الإنجليزية ذاتها ؛ فقد شاع استخدام العديد من المفردات التي ابتكرت في هذه الرواية مثل: (الأخ الأكبر - Big Brother), (الغرفة 101 - Room 101), (شرطة الفكر - Thought police), ( التفكير المزدوج- Doublethink), ( اللغة الجديدة – Newspeak), بل لقد درج استخدم مصطلح (أورويلي – Orwellian) كطريقة لوصف الحالات, أو المشاهد, أو الأفكار, أو طرق التحدث التي تشبه ما جاء في أعمال أورويل عموماً وهذه الرواية خصوصاً.
العنوان الأصلي لهذه الرواية كان “أخر رجل في أوروبا” ولكن الناشر اقترح على أورويل تغييره, وبالرغم من المحاولات العديدة لتفسير سبب اختيار أورويل لعام “1984″ بالضبط كي يكون عنواناً للرواية, إلا أنها كلها غير مؤكدة, والاقتناع السائد الذي يُذكر غالباً بهذا الخصوص أن عنوان الرواية هو عكس لأخر رقمين من سنة 1948, وهي السنة التي أتم فيها أورويل كتابة الرواية والتي استغرقت كتابتها ثلاث سنوات بداية من 1945, ونشرت في عام 1949. ترجمت هذه الرواية لـ 62 لغة, جدير بالذكر أن مجلة “التايم” اختارت هذه الرواية كواحدة من أفضل 100 رواية كتبت بالإنجليزية من عام 1923 وحتى عام 2005, هذا بالرغم من أنها منعت في الكثير من الدول والكثير من المكتبات حين صدورها باعتبارها رواية خطره سياسياً .
تم تحويل الرواية لفيلم سينمائي, وقد كان توقيت عرض الفيلم مثير جداً؛ فقد صدر الفيلم في عام 1984, وفي ذلك العام أيضاً أصدرت شركة “Apple” جهازها “ماكنتوش” وروّجت له بإعلان شهير جداً مستوحى من رواية 1984, تظهر فيه شركة IBM كأنها “الأخ الأكبر” ، وهو يتحدث للشعب من على إحدى الشاشات الكبيرة, وتظهر شركة “Apple” كأنها فتاة تجري حاملة مطرقة, والجنود يطاردونها, ثم تحطم الفتاة الشاشة, بعد ذلك يظهر شعار الإعلان, وقد كان: شركة أبل سوف تقدم لكم ماكنتوش وسوف تعرفون لماذا 1984 لن يشبه “1984″.
“إنها رواية تقرأ، ثم تقرأ من جديد”.
و الفلم يشاهد مرة ، كي يشاهد مرة أخرى ".