(06-29-2010, 06:19 AM)ابن نجد كتب: .........
ولا الومك فمن يولد باجواء حرة ليس كمن اعتنق مباديء الحرية وهو كبير ، فالطبع يغلب التطبع .
ابن نجد .
محوت تعليقا يلائم ردك المرتبك ،ثم فكرت طالما سأعلق لم لا يكون تعليقا أكثر فائدة .
أخشى يا صديقي أن البديهيات لم تعد كذلك .
هناك فارق بين الحريات السياسية التقليدية ، و بين الحريات الثقافية و الإجتماعية . مثال : كان الإتحاد السوفيتي يتبنى نموذجا سياسيا هو الديمقراطية الشعبية ، و هو نموذج يخلو من الحريات السياسية المعتادة من تكوين احزاب و إصدار صحف خاصة ... الخ ،و لكنه في الوقت نفسه كان يتبنى ثقافة تقدمية تقوم على العدالة ، و المساواة بين البشر ، و التفاؤل التاريخي ،و الأممية التي لا تعرف بالفروق بين القوميات او الطبقات ... الخ .
لو استوعبت هذا ستفهمني عندما أقول لك :" أني اكتسبت شخصيتي الأساسية أو طبعي الذي أفخر بانه يغلب أي نوع من التطبع من ثقافة الزمن الناصري ،وهي ثقافة تقدمية تشمل القاسم المشترك من ليبرالية 1919 و إشتراكية الستينات في العالم كله – بما في ذلك الغرب – " ، ثقافة تقوم على المساواة بين الناس بصرف النظر عن الدين و اللون و الجنس و المستوى الإقتصادي ، ثقافة تقوم على نوع من العروبة التقدمية و ليس الشوفينية القومية العمياء ، ثقافة تحتقر التعصب الديني كبهيمية عجماء، ثقافة تقوم على العلوم و الفنون ، ثقافة تقوم على الإخاء بين الشعوب ، ثقافة متفائلة تستمد مرجعيتها من أرقى معايير القرن 20 .
لو بحثت في كل ما أكتبه وهو عديد لن تجد شيئا يتناقض مع هذا الطبع ، لن تجد أبدآ تعصبا دينيا ،و لن تجد أبدآ تحيزا ضد المرأة ولا المسيحي ، ستجد إنتماءا عربيا تقدميا معاديا للشوفينية و منفتحا على شركائنا من أكراد و أمازيج و أتراك و إيرانيين ، ستجد عداءا واعيا عقلانيا للإمبريالية و الظلم و الصهيونية و .... ، ستجد تمسكا بالعلمانية و عداءا للتعصب الديني و التدين السياسي ، أفعل ذلك ليس عن تطلأني بدلت طبعي بل عن طبع أصيل نشأت عليه منذ طفولتي و صباي في مصر الناصرية العظيمة . لقد تنفست المبادئ الإنسانية العظيمة مع هواء الدلتا النقي ، و أحببت كل البشر مع صوت جمال عبد الناصر القادم من تاريخ مصر و حضارتها العريقة .
إن موقفي المنحاز لحقوق المرأة هو موقف ناصري المنشأ ، نعم هذا الطبع هو الذي سيغلب التطبع ( لم يكن هناك أبدآ تطبع بفضل إرادتي وحدها ) . لم أتأثر بثقافة الزمن الوهابي الرديء،و لم أبع روحي لأموال البترول السوداء . من جاش بالوحي المقدس قلبه لم يحتفل ببلاهة الفقهاء . هناك الآن بالفعل قدر من الحريات الليبرالية ، لم تكن موجودة زمن عبد الناصر ، و لكنها حريات شكلية عديمة الجدوى . ما الفائدة التي ستعود علي الناس لو أعطيت أبلها ميكروفونا ، سوف يهذي طول الوقت ، أليس هو حال الأصوليين الآن ، يملكون أقوى وسائل الإعلام في الخليج و غيره ،و لكن ماذا يفعلون به ؟. يهذون طول الوقت .. هل هناك جواب آخر ؟.
لقد أنفق الوهابيون ######## ## على نشر الخرافات ما لو انفقوه على العلم لصنعوا معجزة علمية و لمحو أمية العرب ، و لكن كيف يصنع الحضارة اعداؤها ؟.