وأشعل وديع ليل بيبلوس

كان كل شيء في المسرح البحري عند الميناء القديم في جبيل يوحي بمناسبة وطنية كبرى. الحشود والإجراءات الأمنية والشخصيات السياسية التي تتصدّر المدارج المحتشدة بآلاف المشاهدين. رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحوله وزراء ونواب وفنانون. لقد اختارت «مهرجانات بيبلوس الدولية» المُنفَتحة عادة على الأشكال الموسيقيّة الغربيّة والعصريّة، أن تفتتح دورتها هذا الصيف بسهرة كبرى مختلفة عن كل برنامجها، بعنوان «لبنان قطعة سما»، تكريماً لأحد أكبر المطربين العرب الأحياء: وديع الصافي، الذي بلغ هذا العام التسعين ويحتفل بسبعين عاماً من الفن والإبداع. الأعلام تخفق على الشاشة العملاقة في عمق المسرح، صوته في الخلفيّة، وصوره تعبر على الشاشة. وعند صعود الدبيكة إلى الخشبة، أيقنا أننا سنشهد الفولكلور بجرعات كبيرة، ومقدار لا بأس به من السذاجة والطيبة الريفية. الأسد العجوز لا يزال يملك ما يكفي من القوة كي يدبك على المسرح ويغني بصوته النادر، ترافقه أوركسترا إيلي العليا: أغنية لجبيل من كلمات الشاعر ميشال جحا، ووصلة من أشهر أغنياته. كان يدخل تارة مستنداً إلى نجوى كرم وتارة أخرى متكئاً على وائل كفوري. الأولى غنّت له «يا بني»، ثم غنى الاثنان دويتو «كبرنا». أما الثاني فغنّى له «راح حلّفك بالغصن»، ثم «يا قمر الدار»، قبل أن يغنيا معاً «قتلوني عيون السود». واختتمت السهرة، التي بدت متلعثمة بعض الشيء، بثلاثي وديع ووائل ونجوى، يؤدي «زرعنا تلالك يا بلادي»، و«سيّجنا لبنان». انطلق مهرجان بيبلوس أمس مع هذا الموعد النادر مع صاحب الصوت الماسي وديع الصافي. والآن صار بوسع البرنامج الحقيقي أن يبدأ.
(الأخبار)

http://www.al-akhbar.com/ar/node/196380