أخي الفاضل..لفظ "كنتم"للماضي لكنه يفيد الاستمرارية..وهو يحوي على وصف لحال الامة فضلا عن امر بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر..كقوله تعالى في سورة ال عمران"فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ"حيث تتحدث الاية عن البيت الحرام ولفظ الاية ومن دخله كان امنا فإن الناظر في هذه الاية يعتقد انه لفظ امان مطلق وتعهد من الله بأن يكون البيت الحرام امن على رواده امانا كاملا.. لكن الحقيقة تختلف عن ذلك.. فهي امر من الله بأن لا حرب ولا دماء في ساحة المسجد الحرام..

حال الامة اليوم يرثى له في كثير من الامور..فالامة ابتعدت عن الكثير من الامور التي تتعلق باصل شريعتنا بل بأصل عقيدتنا..فحدود الله واوامره ونواهيه بات في تطبيقها قصور كبير جدا جدا..وحالة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تأثرت كما تأثرت الاحكام الاخرى..فلم يعد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قائم الا على ثلة من الناس في كل مجتمع..لذلك ترى ان وعيد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي اتيت لك به في المشاركة السابقة قد تحقق عمليا"والذي نفسي بيده لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر ، أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم"فهل ترى في حال الامة ما يسر..بلاد الاسلام محتلة في غير موضع..دماء المسلمين ارخص من دماء النعاج..ندعوا الله بعد ذلك بالنصر لكننا لم نر استجابة كما كان العهد مع سلفنا في غزوة بدر "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ"فما كان على الصحابة والنبي الا الدعاء..فاتت الاستجابة فورية عند بدء المعركة..

لكن خيرية الامة لن تنقطع..لان الامة حملت على عاتقها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر..وما تعانيه اليوم امتنا عبارة عن كبوة وغفوة لا بد ان تستيقظ الامة منها لا محالة..
فامة محمد تضم كل اتباع النبي صلى الله عليه وسلم منذ بعثته الى يوم القيامة..ومن المجحف جدا ان تأتي لحال الامة وهي مثخنة بالجراح والغزو الفكري ينخر بها الى العظم لتسقط عدم الخيرية على الامة الى الابد..