الزميل الفاضل طريف

فعلا كلامك صحيح لم يكن هناك حدا فى القرآن على الخمر. ولكن اعتقد ان الفقهاء يستندون فى مثل هذه الامور الى السنة والتى ثبت منها عقاب شارب الخمر على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد لاحظت انه غير ثابت فى السنة ويتراوح بين 40 و80 جلدة ولربما يرجع هذا الى مراعاة ظروف المجتمع ومدى حاجته الى شدة العقوبة وفقا لشدة الداء.

ولكن (واعتذر ان هذا خارج الموضوع) اعتقد ان النظر الى الحدود كنظرة مجردة عن باقى الاسلام وعن ظروف المجتمع اعتقد انها مثل دوران فى دائرة لا يتضح معها مخرجا وعن نفسى لا اميل الى فصل الممارسة الدينية عن المجتمع ، بمعنى ان المسلم لا ينبغى له ان يسعى الى تطبيق الحدود رغبة فى التطبيق نفسه ولكن رغبة فى اصلاح او بناء المجتمع ، فعلى سبيل المثال الخمر مثل المخدرات ولأن حاجة المجتمع فى الصين ومن اجل اصلاحه فقد وصل الامر للاعدام فى بداية عهد ماو تسى تونج ولازلنا نجد عقوبة الاعدام او السجن مدى الحياة على تجار المخدرات سواء كانت صناعية او طبيعية فى بلاد كثيرة رغم ان تأثير الخمر والمخدرات يكاد يكون واحد. وكذلك نرى عقوبة الحبس لمن يقود السيارة وهو تحت تأثير الخمر.

ربما يكون الله لم يشرع الحد صريح فى القرآن لعلمه المسبق بأن هذا امر نسبى وفقا لحالة المجتمع أو أنه أمر أهون من غيره فى التأثير الضار على المجتمع ولكن عن نفسى اعتبر هذا ميزة او مرونة وليست عيبا وكذلك أرى أنه لو أرادت دولة تطبيق حد شرب الخمر فهذا ليس انتقاصا من حرية الانسان لأن حرية الانسان تنتهى حيث تبدأ حرية الآخرين ولا شك ان من يقع تحت تأثير الخمر لن يستطيع ضبط نفسه فى معرفة حدود حرية الاخرين.

من الامور التى تواجهنى عند التفكير فى الله فى ظل الاسلام ان يحدث عندى الخلط بين الهدف من طاعة الله هل هى طاعة من اجل الطاعة لله سبحانه وتعالى ام ان هذه الطاعة لها فائدة ومنفعة شخصية للطائع.

واعتذر مرة اخرى لتطرقى لاكثر من موضوع ولكنك ممن احب قراءة ما يكتبوا وشكرا.