(07-02-2010, 09:39 PM)هاله كتب:  

اقتباس:بعد حوالى 1500 سنه من بناء أول مسجد فى الاسلام ودوره فى لم شمل المسلمين وتعاضدهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم حتى صاروا فى مقدمه الأمم , جاء اليوم من يسأل عن دور المساجد وأهميتها

الدور متغير مع متغيرات المجتمع يا عاشق و أنا لا أنكر ما لعبه الدين عموما من دور ايجابي في تاريخ هذه الأمة لكن كله كان زمان و انقلب الى ضده اليوم و أنت كمسلم تعلم أن المساجد باتت بؤر تصدير الفتاوي الخرنكعية و التخلف و الارهاب و حراسة السلطان. أما الكنائس فليست بأحسن حال اليوم فهي الأخرى بؤر افساد و اشعال فتن و تعصب اضافة للي بالي بالك

لا ادري الزميلة اين تعيش، ولا ادري من اين تستقي معلوماتها الاي تقول ان الكنائس مراكز للتحريض؟؟ هل هي معلومات مأخوذه من مناهج التاريخ التي تشرف عليها وزارات التربية و التعليم في الدول العربية و التي تتحدث عن حقبة القرون الوسطى؟ لا اعرف؟ و لكن الذي اعرفه جيدا جدا و كثيرا من خلال ما شاهدته شخصيا في الكنائس في فلسطين و الاردن و الدول الاوروبية هو ان الكنائس وقفت دائما و ابدا مع المضطهدين، ففي فلسطين مثلا فتحت ابوابها على مصراعيها للاجئيين الفلسطينيين و امنت لبعضهم ما استطاعت من معونات طارئة دون النظر لخلفياتهم الدينية، الكثير من الفلسطينيين ما زال يستفيد من التعليم و العلاج الذي توفره المؤسسات الكنسية و الذي يرفع عبئا ليس قليلا عن السلطة الوطنية و الحكومة الاردنية، من خلال افتتاح المدارس و المستشفيات و الجامعات كسلسلة مدارس المطران و الفرير و مدارس الراهبات و مدارس بطريركية اللاتين و الفرندز و غيرها و المستشفيات كمستشفى سان جون و اوغستا فيكتوريا في القدس و المستشفى الانجيلي في نابلس و المستشفى الطلياني بعمان و الجامعات كجامعة بيت لحم كأول جامعة فلسطينية و حديثا جامعة مادبا الخاصة. لا ادري ان كانت تعلم الزميلة ان المركز الوحيد بفلسطين الذي يستقبل الاطفال اللقطاء هو كاريتاس بيت لحم التابع للفاتيكان و يتم تحويل جميع الاطفال اللقطاء اليه الذين يتم العثور عليهم من جنين في اقصى الشمال الى الخليل في اقصى الجنوب، فإن علمت ايتها الزميلة ان عدد المسيحيين في الضفة الغربية لا يتجاوز ال ٢ بالمائة فلكي ان تتخيلي من هو المستفيد الاكبر من مراكز التحريض هذه.
اما اذا ما كنت تقصدين الكنائس باوروبا فاني اقول لك ايضا اخطأت، فهذه ليست مراكز تحريض بقدر ما هي مراكز تعمل ليل نهار لصالح المؤمنين ولا سيما المسلمين منهم بالذات. فتلك هي الكنائس التي تعتصم بها الجاليات المسلمة خوفا من الترحيل خارج اوروبا، بعد ان تكون قضيت لجوئهم رفضت من السلطات المدنية. هي ذات الكنائس التي قدمت ابراجها للمسلمين كخطوة رمزية في سويسرا تضامنا معهم حين منعوا من بناء المئآذن هناك. هي ذات الكنائس التي تحن على الطلبة العرب هناك فتقدم لهم المساعدة المادية و غيرها من المنح ليكملوا تعليمهم.
بمناسبة التحريض، اذكر شخصيا اني حضرت قداسا احتفاليا في كنيسة في جنوب المانيا في يوم الاحد من نفس الاسبوع الذي تلى تفجيرات ١١ سبتمبر، و فوجئت بعظة راعي الكنيسة للمصلين الالمان، اذ كان يحثهم عدم الانجرار وراء القول القائل ان الاسلام دين عنف (عن جهل طبعا) و ان ما حدث ليس له علاقة بالاسلام و انما للموضوع ابعاد سياسية و ليست دينية. بعض دور التحريض هذه كانت تدعو المسلمين ليتحدثوا بالكنائس عن مشاكلهم كجالية مسلمة بالغرب.
بالحقيقة هذه الكنائس التي اعرفها بالغرب و الشرق.