زميل لواء الدعوة،

حالتك تشبه رجل مريض مصاب بكافة انواع الامراض و لا يعرف الطبيب من اين يبدأ العلاج معه. يعني لا اعرف من اين و كيف ابدأ معك و متى و كيف انتهي، و لكن سأحاول و امري الى الله
اولا انا لا اشتم الاسلام ولا الرسول، فهذا تفكير سطحي و ساذج، فهل من المعقول ان يشتم احدا مثلا حمورابي او شريعته او فراعنة مصر و ديانتهم، هذا جزء من التاريخ لا يعني شيئا. و لكن اذا ما كانت شخصية تاريخية ما زالت تؤثر على اسلوب حياة مجتمع فمن حق كل شخص ان يعرضها و يعرض فكرها الى البحث و النقد و التمحيص خصوصا ، كما هو الحال مع الاسلام. فعندما نقول لك ان لا عدالة في الاسلام لا يعني السب و عندما نقول لك مثلا ان محمد شبق جنسيا لا يعني الشتم بقدر ما يعني تبيان تلك الشخصية لك على حقيقتها لئلا تستمر في السير في طريق التهلكة. اذا كنت تعتقد بانني اشتم لاغيظك فانت مخطئ، فاني لا اشتم فان لم يكن من اجلك فمن اجل الكثير ممن احبهم من اصدقائي و اخواني المسلمين، هذا فضلا عن ان الشتم لا يؤدي لأي نتيجة مرجوة.

ثانيا اقول، من وضع الدين موضع النقد هو انت و من هم من امثالك الذين يريدون ان يطبقوا علينا مفاهيم صحراوية و فرض اسلوب حياة له من العمر ١٤٠٠ عام على الاقل و يريدون اقناعنا بذلك بالقرن الواحد و العشرين. لو ان الدين ظل حبيس القلب و المساجد لما تعرض له احد بنقد، فهل رأيت احد ينتقد البوذية او الهندوسية او البهائية او غيرها من العقائد الايمانية؟؟ ثق تماما بأن اقلام النقاد ستحد لتتناول تلك العقائد في اللحظة التي سيبدأ اصحابها بالتفكير بفرض رؤيتهم السياسية و الاجتماعية على الاخرين، كما هو الحاصل مع الاسلاميين. و لهذا ملخص ما اعتقده و يعتقده الكثيرين غيري الدين لله و الوطن للجميع.

ثالثا فيما يتعلق بكل ما كببته في مداخلاتك من امور تاريخية و اجتماعية و دينية، فاني اقول لك ،مع كامل احترامي لك، بان هذا تفكير ساذج ذو رؤية احادية مستقاة من كتب التاريخ المدرسية و الغير موضوعية و المؤلفة من بعض مدعين العلم المتزمتين. فلا المسلمين كانوا ملائكة ولا الصليبيين كانوا شياطين، و ليست ما يسمى بالحضارة الاسلامية اول حضارة ولا آخرها، بل قل هي في احسن الاحوال لبنة احتاجها التاريخ ليكمل مسيرته. و لهذا و اعتمادا على ما سبق، انصحك ان تتوقف عن الكتابة، و تركز على القراءة في هذا النادي و غيره، فكل ما حشوت به مداخلاتك تمت مناقشته و فكر مليا بكل ما كتب ثم بلور لك موقفا ثم تعال و اكتب. فالنقاش معك و انت في هذه المرحلة يشبه النقاش بين السلفين و غيرهم قبل ١٥ عام عندما بدأ الانترنت بالظهور، و الان قطعنا شوطا طويلا فمن العبث ان نبدأ من قصة آدم و حواء.

---

عزيزي فلسطيني كنعاني،

عندما ارى امثالك اقول ما زال الوطن بخير، و هذا هو الفلسطيني الذي تربطني معه وحدة المصير، و معه و به سأبني الدولة التي احلم بها.