(07-06-2010, 04:51 AM)إبراهيم كتب:  وكان أجدر به أن يترك الإسلام ورأسه مرفوعة الهامة وللأسباب التي تجعلنا نحرص على التخلص من الإسلام. بعد انتهاء المحاضرة اقترب مني وأنا وسط مجموعة من الأصدقاء الباحثين وقال ضاحكا بدعابة: "عايزين نشوف الأخ المرتد اللي هناك" عندها ضحكت وقلت له: على فكرة يا دكتور هو مش مرتد واحد اللي هنا ولكن طلعوا اتنين: أنا وأنت. احنا الاتنين مرتدين يا دكتور. انبهرت أنه ترك الناس وجاء يتحدث معي ويتزاور. في تأويلي الشخصي أنه لم يشأ التخلص من "الملوخية" بالمعنى المجازي وأصرّ على الاستبقاء على كل ما هو مرتبط بالماضي والتراث واللحمة البلدي وحلقات الذكر والذكريات الجميلة وعباءة والده وسجادة الصلاة القطيفة وكل هذه الأمور برائحة القرفة الجميلة. وهنا الصراع يحتدم: أيكون المفكر أم تجرنا العاطفة وراء رائحة الملوخية بالثوم والقرفة ورائحتها و"ذات الرائحة"؟ في حالة أبو زيد انتصرت العاطفة وأصر كما قال لي على "القراءة التذوقية" للقرآن الكريم.

الله يرحمه. كنت أتمنى لو أن يتخلص نهائيًا من الإسلام وبهذا لا يستفز المسلمين بتفكيره الشاط تمام الشطط عن الإسلام والذي يظهر فيه أمام المسلمين وكأنه يصلح النص القرآني ويهندمه ويهندسه لأنه ببساطة "نصر أبو زيد". الإسلام ديانة تنزيلية ولا تقبل بالأراء والكلام يأتي من فوق لا من البيئة كما ظن الأخ نصر أبو زيد وأراد إقناع جمهور المسلمين.

فهمك خاطئ لنصر أبو زيد
وتفسيرك معوّج

هو كان على قناعة بأن الإنسان هو من يمنح النص معناه، والقرآن نص تاريخي قابل للقراءة الحديثة.
الفرق بين تفكيرك وتفكيره أنه كان على وعي وإدراك تامين بأن التغيير في المجتمع يتم من خلال المجتمع وآلياته، ولذا كان يعمل ضمن هذا الإطار.
هو كان يسعى للإصلاح والتغيير، وأما أنت فليس المجتمع هو ما تسعى لإصلاحه، بقدر ما تسعى لاثبات وجهة نظرك الخاصة، لا تسعى إلى البناء بقدر ما تسعى إلى الهدم. تفكيرك إقصائي إلى أبعد حد، رغم أسلوبك المنمق.
لديك رؤية جامدة، ليس فيها شيء من الواقعية، بأن الإسلام جامد وأنه كما هو في مخيلتك فقط ولا شيء آخر. وما هو البديل الذي تطرحه !!
لم يسع أبو زيد لتزيين أو هندسة الإسلام بقدر ما سعى إلى تفعيله وتنشيطه وإعادته إلى دوره عبر إعادة روح النقاش والحوار والفهم المتجدد إليه.