أخي الحبيب السلام الروحي:

تمتعت وسررت كثيرًا بقراءة مشاركتك الرائعة. ما يقوله نصر هو فعلا كذلك. وما يقوله نصر يا صديقي ليس من عنده بل هو منهج أوروبي معروف في التعاطي مع دراسة الكتاب المقدس. البعض رضخ له والبعض أصابه الهلع وخشى على نفسه من الزندقة ومن ثم أضحى أسير التفسير الأصولي للمسيحية. نحن الآن أمام قضية هرمونطيقا "التأويل" وكيف نقرأ وكيف يكون تأويلنا. كلام جميل. ولكن هذا يصطدم بالجانب التشريعي في الإسلام وينزل بالإسلام كدين وشريعة ليصبح مجرد روحانية كالبوذية أو الصوفية الجميلة أو الصوفية المسيحية إلخ. بالنسبة لنصر الإسلام لا يقول "واضربوهن" ولا يقول "وهم صاغرون" في الجزية إلخ ولكن هو يعرف إسلام أبيه وجده في طنطا وكل هؤلاء الناس الحلوين الذين أخذوا عامة بروح الدين دون الغوص في التفاصيل؛ وهذه هي القراءة التذوقية. على فكرة: هذا تعبير نصر لما غضب معي وأنا أمازحه. ثار وضحكت وهو يقول لي: وإيه المانع أنك تقرأها قراءة تذوقية؟ كلام جميل. لكن يبقى هناك وحش كاسر متخفيًا وراء القراءة التذوقية يقول للمسلم الغيور على دينه بصوت صارخ لا يخشى في الحق لومة لائم: اقتلوا إبراهيم عرفات فإنه كفر. اقتلوا المرتد النجس ابن الأنجاس. هذا أيضًا حاضر في الإسلام ولا شك. وفي حين القراءة التذوقية انتقائية فالقراءة الأصلية عن أهل السنة هي الأساس والأصل كما يبدو لي ولا مشكلة عندي في ذلك بل أنا رضيت هذا الواقع وأحترمه.