اقتباس: ولكن هذا الملحد سيتزوج وينجب اولاد .. ترى ما هي القيم التي سيربيه عليه ..

هذا سؤال جميل جدا.
إنه الشغل الشاغل للكثيرين بحثا عن "الأمان" الذي يعتقد البعض أنه وليد حضور "الإيمان". يمكننا أن نصوغ السؤال بشكل آخر:
هل هناك بنية أخلاقية يرتكز عليها الإلحاد أم أن الإلحاد يدعو لنقض القيم؟ هل الدين هو المؤسسة الوحيدة التي تدعو لمؤسسة الحلال والحرام؟ و ما هو الحلال والحرام في الإلحاد؟

بالنسبة لي إذا أخذت الموضوع من زاوية الإنجيل، أجد ما لم يخطر على بال الكثيرين منا. بأسلوب فلسفي شيق يعالج بولس هذه القضية في الفصل الثاني من رسالته إلى أهل رومة:
14فغَير اليَهودِ مِنَ الأُمَمِ، الذينَ بلا شريعةٍ، إذا عَمِلوا بالفِطرةِ ما تأمُرُ بِه الشريعةُ، كانوا شريعةً لأنفُسِهِم، معَ أنَّهُم بِلا شَريعةٍ. 15فيُـثبِتونَ أنَّ ما تأمُرُ بِه الشريعةُ مكتوبٌ في قُلوبِهِم وتَشهَدُ لهُم ضمائِرُهُم وأفكارُهُم، فهيَ مرَّةً تَتَّهِمُهُم ومرَّةً تُدافِـعُ عَنهُم.

عبارة مهمة: كانوا شريعة لأنفسهم، مع أنهم بلا شريعة.
إذا، كيف يستمدون التشريع يا بولس؟
يأتي الجواب الغني من بولس في العبارة الخطيرة الآتية:
فيُـثبِتونَ أنَّ ما تأمُرُ بِه الشريعةُ مكتوبٌ في قُلوبِهِم وتَشهَدُ لهُم ضمائِرُهُم وأفكارُهُم،

هناك شريعة منقوشة على القلوب، و تشهد لها الضمائر الإنسانية.
فعلا! هذا صحيح!

المسيح نفسه شهد لرقي الطبيعة الإنسانية فقال لمستمعيه "وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا صالحة"...يعني الإنسان مهما وصل، فبذرة الخير موجودة بداخله، و ينبوع الحنان الإنساني يتدفق من داخله. طبعا هذا عكس ما قامت بقوله الحركة البروتستانتية إن الإنسان فاسد تماما من أعلى رأسه لأخمص قدميه. هذا القول مريض و يرى الإنسان غيره أردياء بسبب رداءة قلبه من الأصل.
في إنتظار مزيد من التعليقات.

إبراهيم