عودة إلى النقطة المملة من نظر ختيارنا ، تحديداً إلى الذاكرة

اقتباس:الذاكرة يا سيدي توجد مراكزها في المخ الأوسط بالذات في mammillary bodies and dorsomedial thalamus و أي تلف يصيب هذه الأجزاء يؤدي إلى تلف الذاكرة .

إن تفسير العلم للذاكرة مازال محدوداً وكل ما وصلنا عبارة عن نظريات ابتداءاً من نظرية الأثر وصولاً إلى النظرية البنائية الحديثة وهي تحاول أن تقدم لن تفسيراً للذاكرة كنظام معالجة للمعلومات ، بما يتضمنه هذا النظام من مراحل الترميز والاحتفاظ والتذكر .
وعندما تم دراسة الذاكرة في المختبر لم يتم تفسير آلية الترميز أو الاحتفاظ أو حتى الاسترجاع ، فالنتائج المخبرية أكدت ِأن هناك علاقة بين نقاط محددة في المخ والذاكرة لكنها لم تستطع توضيح أين يتم تشفير الذاكرة .

انطلاقا من هذه النقطة سأحاول تقديم هذه النظرية أو بالأصح هذا التفسير :
إن المخ البيني والحصين (قرن آمون ) ماهي إلا نقاط يتم فيها استقبال إشارات من عالم الروح ويتم فيها تحويل الإشارة إلى نبض الكتروني ينتقل بدوره عبر كابلات الأعصاب إلى نقاط أخرى ومن ثم إلى عضلة اللسان .
تماما كما يحدث عند استقبال الراديو للموجات اللاسلكية سواءاً كانت طويلة التردد أو قصيرة التردد ، فمن المعلوم أن الجزء الخاص باستقبال الترددات الطويلة غير الجزء الذي يتم فيه استقبال الترددات القصيرة .
وإذا حدث خلل مثلاً في الجزء الخاص بالترددات القصيرة فليس معني هذا أن الراديو لا يستطيع استقبال الترددات الطويلة وتحويلها إلى نبضة كهر بائية مسموعة ، كذلك فإن عجز الراديو من استقبال أي موجة لا سلكية لايعني أن الخلل في الموجة فالموجات لا تزال مستمرة لكن الخلل هو في جهاز الراديو .
بالمثل فإن عجز النقاط في المخ البيني عن استقبال الإشارات هو عجز في عملية التحويل لا عملية الإرسال .

الملاحظات التالية توضح أن تشفير الذاكرة لا يتم في المخ البيني و لا الحصين :
1) المصاب بمرض كورساكوف المصاحب لإدمان الخمر يتميز بفقدان الذاكرة التام للأحداث القريبة ، مع بقاء قدرته على تذكر جميع الأحداث البعيدة .
2) حتى فقدان الذاكرة التام للأحداث القريبة في مرض كورساكوف كما تصفه الدكتورة كرستين تمبل في كتابها المخ البشري ( إن الذكريات لم تختفي تماما ، فاستعادة الذكريات تكون احياناً على شكل رقع متناثرة ، والمعلومات التي تستعصي على الاستحضار في موقف معين قد يتم تذكرها فجأة ، مما يعني أن الذكريات موجودة حتى حين لا يتم تذكرها .
3) دراسة (سكويرز /وسليتر 1978 )لشخص أصيب بطعنة اخترقت المخ وقد أتلفت الطعنة المهاد الإنسي الخلفي في المخ البيني بأن فقدانه للذاكرة يتسم بأنه يتعلق إلى حد كبير بالأحداث التالية لوقت الإصابة وإلي حد ضئيل جدا بالأحداث السابقة عليها .
4) الشخص الذي استؤصل تلفيف الحصين عنده من قبل الجراح سكوفيل قد تمكن من اكتساب بعض الأفعال وتكرارها بدقة بعد مرور أيام عديدة . يكمن ايضاً ان ترجع إلى الحالة التي تمت دراستها من قبل ( سوفيي وميلتر ، 1957 ) في كتاب المخ البشري .
5) الملاحظة التي قدمها تساروفيليس على شخص فاقد الذاكرة ، فقد كان هذا الشخص يهوي العزف علي البيانو ِ، , وإذا طلب منه تعلم لحن جديد غير معروف لديه ، ثم طلب منه في اليوم التالي اعادة اللحن فإنه لا يتذكر ، كما أنه لا يتذكر أنه سبق أن تعلم اللحن ، ولكن يكفي أن يدندن المجرب بداية اللحن حتى يتمكن هذا الشخص من عزف المقطوعة كاملة . من خلال 4 ، 5 تظهر لنا النتائج أن الشخص فاقد الذاكرة قادر على تكوين ذكريات طويلة الأمد في بعض الظروف كما تبين أن العجز لدى اولئك المفحوصين لا يكون في عملية التخزين بل يتمثل في استحالة إيجاد المعلومات وهو العجز عن الاسترجاع .
6) هناك حالات يتم فيها فقدان الذاكرة دون أن يكون هناك أي خلل عضوي في المخ البيني أو فرس النهر كفقدان الذاكرة المرحلي الناتج من التعرض لصدمات نفسية ، أو فقدان الذاكرة للأحداث القريبة المصاحب للأمراض المزمنة التي تحدث تأكسداً أو خللاً في عملية الأيض في القشرة المخية كأمراض القلب والرئة ومرض الكلي المزمن .
7) إن تلف المخ الكلي الناشئ من أورام سرطانية أو تسمم أو كسور لا يوازيه فقدان ذاكرة كلي ، وإنما يحدث فقدان للذاكرة تدريجي .

من خلال الملاحظات نستنج أن تشفير الذاكرة لا يتم في المخ ، فأين إذاً يتم تشفير الذاكرة ؟ ألا يمكن أن يكون في عالم الروح و ما وظيفة هذه النقاط في المخ سوى استقبال إشارات من هذه الروح وتحويلها ِإلى نبض الكتروني يُمكنا من استحضار المعلومات وبتالي التذكر .

يمكن من مناقشة الموضوع عبر الإيميل
abowalad@hotmail.com



abowalad