المتظاهرون تزودوا بأنفعالات الأسبوع الفائت... وأحداثه (حازم الأمين)
بيروت - حازم الأمين الحياة 2005/03/15


فتيات شاركن في التجمع مع لافتة كتب عليها «يا رذيل». (علي سلطان)
لم يكن من الممكن ان تضبط عين بشرية الحشود في تظاهرة المعارضة اللبنانية امس. فساحة الشهداء لم تكن وحدها مسرحاً للقادمين بأعلامهم من المحافظات اللبنانية كلها ليشاركوا في ذكرى مرور شهر على جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري, انما الساحات الكثيرة المحيطة وكذلك الطرق والأزقة التي تربط بينها. ولكن النظر بعين اضيق الى الجموع المتقدمة باتجاه الساحة يكشف اسراراً اخرى خلف هذه الحشود, اذ ان السؤال الذي يتبادر لأي ناظر ذهلته الحشود يتمثل في سر القوة الدافعة لهؤلاء الناس الى الساحة والى التظاهر؟ انها شيء اقوى من دعوة المعارضة من دون شك. ثمة شيء حرك الجموع خلال الأسبوع الفائت ويمكن رصده في اللافتات الصغيرة التي حملها المشاركون وكتبوا عليها انفعالاتهم الخاصة خلال الأسبوع الفائت. وهنا امكن الاشارة الى بعض ما دارت حوله الشعارات الصغيرة التي حملها متظاهرو الأمس من خارج الجموع الحزبية:

- احتلت عبارة رئيس الجمهورية التي قالها الى الصحافيين والتي وصف فيها جريمة قتل الرئيس الحريري بالـ»رذالة» المرتبة الأولى في تهكمات متظاهري الأمس, واستعملت الكلمة في اكثر من تعبير وكتب على آلاف اللافتات وبالأحرف العربية واللاتينية.

- قضية نفي رئيس الجمهورية ما اشيع عن ممارسته السباحة اثناء تشييع الرئيس رفيق الحريري كانت ثاني اهتمامات المتظاهرين من خلال لافتاتهم الكبيرة والصغيرة, اذ استعملت في عدد من النكات والمطالبات بالاستقالة و«التفرغ للسباحة» التي قال الرئيس انه يمارسها كل يوم.

- لا شك في ان الرد على تظاهرة يوم الثلثاء الفائت الموالية مثل جزءاً اساسياً من هموم متظاهري الأمس وهو شكل دافعاً حقيقياً لعشرات الآلاف للخروج امس من منازلهم للرد على زعم الكثرة بكثرة تفوقها, اذ يمكن في تظاهرة الأمس رصد العديد من الشعارات التي تفضي الى هذا الاستنتاج, منها مثلاً عبارة «لبنانيون مئة في المئة» التي تغمز من قناة مشاركة مواطنين سوريين في تظاهرة الموالاة.

- صور قادة الأجهزة الأمنية الذين يطالب المتظاهرون بإقالتهم تضاعفت في تظاهرة امس وزاد عددها بين ايدي المتظاهرين مذيلة بعبارة «ارحلوا معهم», [SIZE=5]وشملت هذه الصور كلاً من مدير عام قوى الأمن الداخلي العميد علي الحاج ومدير عام الأمن العام جميل السيد وقائد الحرس الجمهوري مصطفى حمدان ومدير عام امن الدولة ادوار منصور ومدعي عام التمييز الوزير عدنان عضوم,


:nocomment:



وكان واضحاً ان مناصري «تيار المستقبل» هم من وزعوا وحملوا هذه الصور.

- لم تبرز على نحو لافت ردود على شعارات تظاهرة الموالاة التي حصلت أول من أمس في مدينة النبطية والتي تعرضت لرموز المعارضة لا سيما للنائب وليد جنبلاط, ولكن ظهرت ردود على الشعارات غير السياسية التي حملها المتظاهرون الموالون خصوصاً تلك التي تهكموا فيها على نوعية متظاهري المعارضة عبر وصفهم بـ»فوفو» او عبر تعرضهم لجريدة النهار, فرد المعارضون بشعارات من النوع نفسه.

- سجلت على تظاهرة المعارضة خروقات قام بها شبان متفرقون فأطلقوا شعارات كان سبق للمعارضة ان اكدت انها لن تسقط في افخاخها تتناول الشعب السوري والعمال السوريين في لبنان.

إضافة الى هذه الملاحظات السريعة لا بد من ذكر حقيقة التنوع الكبير الذي شهدته تظاهرة الأمس، اذ كان من الصعب على المراقب التقاط ملامح مناطقية او طائفية للمجموعات المتقدمة باتجاه الساحة, وذلك بسبب اختلاط وتقارب هذه المجموعات القادمة من مناطقها المختلفة. فمن مدخل بيروت الشمالي وصل ابناء عكار وطرابلس والضنية والتقوا بأبناء البترون وكسروان وجبيل والمتن وبدأوا مسيرة راجلة من منطقة الدورة وصولاً الى ساحة الشهداء. ومن المدخل الشرقي ثمة تداخل متشابه, بحيث تحولت الشوارع المؤدية الى الوسط التجاري الى ما يشبه سلاسل بشرية متصلة ومعقودة عند ساحة الشهداء.

ولكن وعلى رغم شدة التداخل لا بد من ملاحظة كثافة المشاركة السنية في تظاهرة الأمس, هذه المشاركة التي لم تقتصر على ابناء بيروت وانما شملت ابناء الطائفة في كل لبنان, وإضافة طبعاً الى المشاركة المسيحية غير المسبوقة لجهة الكثافة والتدفق, وكذلك المشاركة الدرزية المعهودة.