ألف شكر على دعمك الذي اقدره عاليا يا أستاذ بهجت
الحلول التي طرحها الزملاء من الممكن أن تتسبب في مصيبة أخرى و لكن في طرف الشاب المعتدي هذه المرة. فالتسرع بتسليمه للشرطة ممكن أن يضيع مستقبله الدراسي و يجعله ذا سوابق مما يعقد حياته فيما بعد نفسيا و عمليا و بذلك نخسره و نخسره نفسه بأيدينا! أما حفلات الضرب فأراها أقرب للعنف و البلطجة منها للبناء و ما كنت يوما من أنصار هكذا معاملة ولا عمري مديت ايدي على ابن أو بنت بل هم حفظوها غيبا منذ طفولتهم: "اللي ما عنده دماغ هو اللي بيستعمل عضلاته... تفاهموا"! و بالعنف نحن ننفس غضبنا و قهرنا و لكن قد نحقن الآخر بها. فما بالك حين يكون هذا الآخر "مراهقا" يمر بأعقد مرحلة من مراحل تطور الشخصية و البحث عن هوية و مسلك و هدف و تتسم ردود أفعاله بالحدة و التشنج و التحدي ... الخ. و المشكلة أن هذا العنف لن يحل المشكلة من جذرها فالشاب و غيره سيظلوا يعانوا من الحاج الغريزة و لسوؤ حظهم حتى الله لم يقدم لهم حلا و ضحك عليهم بالصوم و الصلاة حتى يبقوا في الحمامات للوضوء و على سجادات الصلاة بالجوع!
بالتالي أشدد على أهمية معرفة دماغ الآخر حتى نعرف نوع و حجم العقاب الناجعين له دون أن نتسبب في خسائر نفسية و اجتماعية كارثية لم نكن نريدها يوما.
قالت العرب "ان من الكلام لسهاما" فمن الممكن تهزئة الشاب تهزئة قاسية حادة النبرات مع تعريفه بتوقعات العائلة منه (فهذا مدخل البناء في العقاب). أي اسماعه عبارات مثل: أبدلا من أن تحمي أخاك الصغير من أذى الآخرين و من أي شر يمسه تعتدي عليه أنت و نحن الذين نعتبرك سنده و حاميه في غياب أخيك الأكبر؟ و ماذا سيقول عنك أخوك الكبير الذي ظن أنه خلف رجلا وراءه يكون سندا لنا و يمكننا الاعتماد عليه؟ (هكذا عبارات محفزة لسلوك اجتماعي ايجابي و تلفت نظر الشاب الى تقدير ايجابي أيضا له من العائلة) هل سيسرك أن يعرف أخوك الغائب بما فعلت و هل سيحترمك بعدها؟ و هل فكرت في حجم الهم و الغم الذي ستسببه له و هو بعيد عنا مكبل اليدين؟ و ماذا ان عرف أبوك؟ هل تريد أن تتسبب له في مشكلة صحية؟ و أخوك الصغير هل سيسعدك أم يجلب لك العار حين يصبح فريسة لأولاد الحي؟ ...الخ. كما اقترح حبسه في حجرة أخرى ان أمكن و حرمانه من أي وسيلة ترفيه أو تسلية أو اتصال بالأصدقاء و معاملته بغضب و احتقار تتضح حتى في نظرات العيون. كما يجب تهديده بتسليمه الى الشرطة و سجنه ان أساء السلوك يوما. أعتبر هذا الحل هو الأفضل ان لم يكن الشاب "مشروع مجرم" بل شاب عادي او averageو ذو قدرات عقلية normal
نقطة مهمة لم أتطرق اليها هي اخبار الوالد. فان كانت حالته الصحية لا تحتمل هكذا خبر فبلاش منه. أنا طلقت زوجي منذ سنين و حتى الآن أبي لا يعلم لأنه ممكن يطب ساكت فهل أعالج مشكلة بأكبر منها؟. أما ان كان على ما يرام فليعلم حتى يقوم بدوره على الخطين: مع الشاب المعتدي و مع الصغير الضحية و حتى يتشاور مع الوالدة كلما لزم الأمر. اذ لا بد من تضافر العائلة أمام هكذا مشكلة.
لا أراكم الله مشاكل .. لا بهذا الحجم و لا بغيره
زميلنا الشايب
أتمنى أن تحاول السيطرة على ما تعانيه من stress و قلق و هم كما تفضلت في أول الموضوع حتى لا تتسبب لك في مشاكل صحية و عملية. حاول أن تعمل بقول باولو كويليو: السيطرة في حالة انفلات السيطرة. و أن تلجأ الى التعامل مع المشكلة كأنما هي لشخص آخر فتفكر بهدوء: تلخصها. تحدد ماذا تريد أو ما العمل (على راي لينين) ثم كيف تريد تنفيذه. و واصل اقناع نفسك بأنها ليست نهاية العالم و الشمس تشرق دائما.