جزاك الله خيرا عزيزي علي

أعود لك يا زميلي العزيز فودكا، والحكي للجميع....

القضية ليست قضية سواك ومسواك، هي قضية أسلوب قبل كل شيء ومنهج متبع، منهج التقزيز من الأصول بالسخرية من الفروع... هو منهج خطر إبان ضعف المستزئ به وإبان قوته، وأخطر ما يكون الاستهزاء هو الهزء بضعيف قد يقوى، أو قليل يكثر، أو ذليل يعتز، وليست كل الناس على منهج أنتم الطلقاء، أو منهج لا نمنعكم ما لم تحدثوا أو تؤووا محدثا، فهو أمر عزيز لا يقدر عليه إلا من قارب في الصبر الرسول أو أمير المؤمنين...

قد يفخر البعض أمام قومه بقدرته على السخرية من أفكار العوام وتصوراتهم الساذجة، لكنه لن يحصد منهم إلا كراهيتهم، ذلك أن العوام يتبعون عادة ما ألفوه، أو الدولة الحاكمة، أو الأكثرية... لكنه لن يدرك أبدا أمرا بحوار من هو أهل للحوار، ذلك أني عهدت في هذا الباب من يؤبه به يتعفف عن التلطخ بحوار غير مجد مع الساخرين والمقززين والسوفسطائيين، ورب امرئ على بينة من ربه وبصيرة من أمره لا يتخذ لنفسه محاورا إلا من علت نفسه وسمى سلوكه وقوله فكان أهلا للنظر في مقاله، أما المستهزئين فقد كفاناهم الله قديما، وسيكفيناهم اليوم، ولن ينظر امرؤ في رأي طرحوه ليفسدوه، أو ليفسدوا به، أمر ما بدا لهم، فليهنؤوا به حتى الثمالة...

هذا القول، وغيره الكثير، لن يغير من أمر الناس بشيء، ما يغير أمر الناس هو الأحداث الطاحنة الماحقة فقط لا غير، التي تعيد تركيب الأمم وتصويرها نشأة أخرى، كما ابتدأت أو على هيئة أخرى...