عزيزتي هالة:

كلامك من الناحية الحقائقية ممتاز (وممتاز جدًا بصراحة) ولكن لنضع في الاعتبار أمر هام. عندما يسأل إنسان عن مصير آخر فإنما هو يريد أن يستفسر عن شيء أهم من المكان وهو الأمان. عندما يسألون عن "أم الرسول" أو زوج فلانة فالبحث هنا عن الأمان. قال الطفل لأمه وهي تحممه: ماما؛ بابا سيدخل الجنة (السما) معنا؟ أجابت الأم: ربنا يعلم مصيرنا يا صغيري. شيء من هذا القبيل لتبين الاحترام لزوجها وبعث الأمان في نفس طفلها. من عجائب الأمر أن هذا الأب الذي ألحد كان مسيحيا في الأساس وقابلته زوجته في مؤسسة إرسالية يرسلون من خلالها البعثات التبشيرية لأفريقيا وغيرها وكان غيور ونابغ في كل ما يعمل. تدور الدوائر ويتحول المبشر بالإنجيل لرجل ملحد مع مرتبة الشرف وهو على فكرة صديق حبيب لي. البحث عن الجنة والنار هو بحث صادر عن عقلية بدائية لم يكفيها إسرافها على نفسها في دنياها وتبديدها لطاقاتهم فيها وإنما أيضا يبحثون عن المصير الأخروي بما أن "ولا الآخرة خير لك من الأولى".

شكرًا على الرابط وفعلا أعجبني وأسعدني وسمعته بسرور وأنا أكتب الرد عليكِ. تقديري الصادق لكِ.