{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 5 صوت - 2.6 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
خراب مصر في عمار مدينة رسول الله .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #222
RE: خراب مصر في عمار مدينة رسول الله .
ثانيا : تأثير الفكر الوهابي على مصر و العالم .
يعتقد ابن نجد أن ما يشغلني بعض المظاهر مثل النقاب و السروال و اللحية و " زبيبة " الصلاة و الأشكال الفولكلورية المتأسلمة ،و هذا تسطيح للأمور . ما يشغلني هو ما تعبر عنه كل تلك المظاهر ، فهذه كلها أعراض مرض الأصولية ، و ليست المرض ذاته . أعلم أن السيدة السعودية التي تحمل شهادة الدكتوراه و تنشط في مجال حقوق الإنسان ترتدي النقاب ، فهذا بالنسبة لها زي تقليدي كالساري بالنسبة للهنديات ، ولكنه ليس خيارا ثقافيا أو سياسيا ، الأمر نفسه بالنسبة إلى اللحية للرجال في الخليج . و لكن الحال مختلف في بلد مثل مصر ، هذه الأزياء ليست نابعة من تقاليد مصرية ،و لكنها خيار ثقافي / سياسي ومؤشر على إنتشار الأصولية " الوهابية " الإسلامية .
تبقى حقيقة أنه ليست العمالة المصرية في السعودية هي فقط أداة نشر النموذج الوهابي في مصر و العالم ،و لكن هناك أموالا ضخمة انفقت لنشر الوهابية الى أصقاع العالم ، تصل بها التقديرات المعتدلة إلى سبعين مليار دولار ،وهنا مربط الفرس .
نعلم جميعا أن المملكة العربية السعودية ظلت طويلآ الحاضنة الوحيدة للحركة الوهابية و بقوة السيف. ولم ينجح الفكر الوهابي في الوصول إلى أي مكان خارج النفوذ السعودي ، وكان من الطبيعي أن يتكلس الفكر الوهابي في صحارى الجزيرة العربية ،و يختفي كما حدث للعديد من الفرق والمذاهب التي مرت على المنطقة.
لكننا نجد الآن هذا الفكر و قد تمدد إلى كل مكان من العالم ، من أصغر القرى في اندونيسيا الى ضواحي لوس انجلوس ولندن، ومن سهول الشيشان الى أدغال افريقيا. حتى وصل الامر ببعض الولايات في نيجيريا الى الاعلان عن اقامة حكم الشريعة الاسلامية! ، فانتشى مريدوه بهذه الفتوحات الجديدة وكأنها ارادة إلهية ! . كيف وصل هذا الفكر المحدود المتطرف في صحارى الجزيرة العربية إلى هذه العالم أجمع ؟. القصة طويلة و لكن يمكن فهمها لو بحثنا عن المال .
شهدت المنطقة العربية في الخمسينات و الستينات صراعا مصيريا بين القوميين الناصريين من جهة و بين الرجعية العربية و رمزها الأكبر المملكة العربية السعودية ، و كانت حرب اليمن عام 1962 ذروة هذا الصراع ، ومع وجود 50 ألف جندي مصري في اليمن شعرت السعودية بالتهديد . في حربها ضد عبدالناصر والفكر القومي شهرت السعودية سلاح الدعوة الوهابية لمواجهة نفوذ الازهر ودعاته الشافعيين حول العالم . وهنا سخرت السعودية قدراتها المالية البترولية الهائلة لنشر الفكر الوهابي،و تطور الأمر لاحقا مع الطفرة البترولية في السبعينات .
تؤكد تقارير وزارة الخارجية الأمريكية أن حجم ما أنفقته السعودية على المشروع الدعوي الوهابي منذ الطفرة النفطية فى نهاية السبعينيات وحتى الآن تجاوز مبلغ 70 مليار دولار أى حوالى 2 مليار دولار سنويًا من عوائد النفط الضخمة . بُنيت مئات الجامعات والمعاهد والمدارس و المراكز الاسلامية، ليس في السعودية فقط ولكن حول العالم أيضا. واخذت الجامعات الاسلامية السعودية تقذف بعشرات الآلاف من الخريجين، من سعوديين وغيرهم. ومنحت البعثات والمساعدات للطلبة المسلمين من آسيا وافريقيا وبقية دول المنطقة للدراسة في المعاهد السعودية. وشيدت المساجد والمراكز الاسلامية الضخمة لنشر العقيدة الوهابية. وطبعت ملايين الكتب وأرسل الدعاة السعوديون في البداية، ثم جُيِّش خريجو المعاهد السعودية الاجانب لهذا الغرض. بالإضافة لذلك تمول المؤسسة الوهابية أكثر من 3000 من الدعاة و أكثر من 1000 مدرسة و مسجد ،و تقوم بطبع 13 مليون نسخة من كتب الدعاية . يبقى أن تعرف أني لا أضع بيانا بهذه الأهمية بدون توثيق، لأني معتاد على أسلوب الإسلاميين في التكذيب و الإنكار و المساجلات الشكلية . هذا الرقم ورد في جريدة القاهرة المصرية بتاريخ 29/7/2003 ، كما جاء في كتاب عولمة الحركة الإسلامية الراديكالية للدكتور جهاد عودة ص 207 ،ولو كان الخبر كاذبا او مبالغ فيه لكذبته الجهات السعودية .
هذا المجهود حظي بالرعاية الخاصة من الدولة السعودية، وكان غرضه في البداية محاربة النفوذ القومي و الأفكار التقدمية و الثورية . لكن سرعان ما انقلبت الموازين وتحول الناشطون من خريجي هذا المشروع الدعوي الى حركة جهادية سلفية تحمل السلاح والفكر وذات أغراض سياسية متطرفة. هذه الحركة تريد إحياء دولة الخلافة بكل الوسائل، بما فيها وسائل العنف اللفظي والارهاب والمجازر، وبنموذج مشوش حتى في اذهان اتباعها. بعضهم يشهر السلاح في وجه الدولة السعودية ويفخخ الحافلات، وحتى المصاحف، ولا يجد حرمة في الاقتتال في ساحة الحرم المكي. واتباعها لا يحرمون الذبح والتمثيل البشع بضحاياهم كما يمارسونه في الجزائر وافغانستان طالبان واخيرا في العراق.
الآن نشهد سيطرة هذا الفكر على أكبر مؤسسة دينية فى مصر والعالم الإسلامى هى الأزهر, فهناك الآلاف من وكلاء الوهابية نجحوا فى أن يخترقوا أبواب وأسوار الأزهر لنشر هذا الفكر داخله، حتى تحول الأزهر إلى بؤرة لنشر الفكر الوهابي ، والغريب أيضًا وجود عدد كبير من الدعاة الجدد أمثال أبو اسحاق الحويني و محمد حسان ضمن قافلة وكلاء هذا المذهب تقوم بنشره وسط النخبة التى يسيطرون على عقولها.
الأسلحة الأخطر التى يستخدمها وكلاء هذا المذهب فى مصر هو الكتاب حيث وجد دعاة الفكرة الوهابى ضالتهم فبدأوا فى تأليف الكتب بتمويل سعودى وترويجها داخل وخارج الأزهر، وهذه الكتب لا تختلف كثيرًا عن أى منشور لأى جماعة متطرفة، ومن هذه الكتب "تساؤلات الأمريكان حول أصول الإسلام" للدكتور صلاح الصاوى أستاذ الفقه بجامعة الأزهر ، وكذلك كتاب "مع الخالدين" للدكتور إبراهيم بيومى ، وكتاب "العقيدة اليهودية وخطرها على الإنسانية" للدكتور سعد الدين صالح ، وكتاب "على خطى الحبيب" لعمرو خالد ، وكتاب "مصدر القرآن" للدكتور إبراهيم عوض وغيرها الكثير، كما أن الدعاة لهذا الفكر سواء داخل الأزهر أو خارجه كثيرون جدًا، ومنهم الدكتور العجمى الدمنهورى، والدكتور يحيى إسماعيل، والدكتور محمد أحمد المسير والدكتور جمال المراكبى، والدكتور جمال الجنيدى والشيخ عبدالرحمن العدوى.
وهناك بعض الأساتذة قد أدخلوا بعض الأفكار على مناهجهم التى يدرسونها للطلاب كمناهج الفقه والتفسير وغيرها من المواد الدراسية التى يدرسها الطلاب.. كتب الدكتور محمد عمارة مثل "استراتيجية التنصير فى العالم الإسلامى" ، وكذلك كتب الدكتور سعد الدين صالح ككتاب "احذروا الأساليب الحديثة فى مواجهة الإسلام" ، وكتاب "مشكلات العقيدة النصرانية"، وكتاب "انهيار الشيوعية فى العالم الإسلامى"، وكتاب "مشكلات التصوف المعاصر".. ومثل مؤلفات الدكتور صلاح الصاوى الذى عمل أستاذًا بجامعة أم القرى من عام 1981 حتى عام 1986 وهو من أخطر الدعاة للفكر الوهابى، ومنها كتاب "أصول الإيمان وما لا يسع المسلم جهله"، وكتاب "تأملات فى سيرة العمل الإسلامى" وكتاب "تهذيب وشرح الطحاوية"، إضافة إلى مشاركته فى العديد من المحاضرات والندوات فى المملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان للترويج للفكر الوهابى.
الكتب ليس الوسيلة الوحيدة لترويج الفكر الوهابى فى مصر، حيث ظهرت جمعيات ومؤسسات ومراكز تدعو لهذا الفكر مثل جبهة علماء الأزهر التى يرأسها الدكتور العجمى الدمنهورى خليفة، وهذه الجبهة قامت ككيان مواز للأزهر، ونشط فيها فصيلان: الأول يقوده عائدون من جامعات سعودية"أم القرى" و"آل سعود" بالرياض و"الجامعة الإسلامية"بالمدينة المنورة، وفريق آخر يقوده منظرو الإخوان المسلمين، ليدشنا معًا تحالفًا وهابيًا - إخوانيًا، سعى بقوة إلى اختراق الأزهر. ومنها أيضًا مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامى بجامعة الأزهر، والذى يشكل مساحة جديدة للاختراق السلفى للأزهر، حيث يجرى من خلاله استقطاب بعض علماء الأزهر سواء بالعمل أو المساهمة فى أنشطة هذا المركز بمقابل مادى كبير، الأمر الذى ترتب عليه تبنى مواقف متشددة سواء فى الفتوى أو المعالجات الفقهية للقضايا المعاصرة، كالموقف مثلاً من البنوك والبورصة وشركات التأمين والعودة إلى المسيحية واختلاق الأزمات بسبب الفتاوى غير المسئولة من بعض علمائه، خلافًا للمواقف الأزهرية التقليدية التى كانت تتعامل مع هذه القضايا بقدر كبير من التسامح والقبول والوعى بمتغيرات العصر، بل والتأصيل الفقهى لهذه المستجدات على الساحة الاقتصادية.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-15-2010, 09:26 PM بواسطة بهجت.)
07-15-2010, 09:08 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
RE: خراب مصر في عمار مدينة رسول الله . - بواسطة بهجت - 07-15-2010, 09:08 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الا السيادة المصرية ... على نغمة " الا رسول الله " نسمه عطرة 23 5,695 04-19-2009, 02:04 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  مدينة الحدائق... مجرد حلم thunder75 10 3,666 02-10-2009, 09:43 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  عمار يامصر - دامت لكي ألاعياد دوماً بردوعي 27 5,565 11-08-2008, 01:40 PM
آخر رد: -ليلى-
  منتدى العلمانيين العرب ...مدينة دكتاتورية صغيرة القلعة 9 5,796 10-06-2008, 01:38 AM
آخر رد: صانع المطر
  إلّا أنت يا رسول الله طارق الطوزي 7 1,594 08-19-2008, 07:28 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 6 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS