(07-09-2010, 06:43 AM)hotmail كتب:  هل أقول الماركسية أم الإشتراكية أم الشيوعية
أجد هذه المصطلحات تذكر سوية فلم أعد أعلم هل هي كلها تؤدي إلى نفس المعنى أم أن كل منها ينبغي فهمه على حده

هاك عزيزي شرحاً مقتضباً للمفاهيم الثلاث :

* الاشتراكية أو الشيوعية الدنيا : هى المرحلة الأولى - حسب الترسيمة الستالينية الكلاسيكية - من التطبيق الشيوعي، والتي تقود - بتطورها الذاتي - إلى ما سماه ماركس بالشيوعية العليا، وخلالها تسود ديكتاتورية البروليتاريا بدلاً من ديكتاتورية البرجوازية (والمقصود بالديكتاتورية هنا سيادة طبقة، وليس الديكتاتورية بالمعنى التقليدي الذي يغيب أي نوع من الديموقراطية، فأميركا وأوربا الغربية نفسها محكومة بديكتاتورية البرجوازية بغض النظر عن الشكل الديموقراطي الانتخابي، الذي لا تنتقل من خلاله السيادة الطبقية أبداً، فلا يعدو الأمر تبديلاً في خدم الطبقة وتبادلاً بين شرائحها المختلفة)، ويكون المبدأالحاكم في الاقتصاد القومي هو التخطيط (الذي لا يشترط كونه مركزياً)، وهو ما يحمى الاشتراكية من تقلبات الفوضى الرأسمالية (التي عجز معها منظرو الرأسمالية فاعتبروها عامل خلق بعدما عجزوا عن إيجاد حل لها)، المتمثلة في الدورات الاقتصادية من كساد وتضخم (وأوضح مثال هو حالة الاتحاد السوفييتي الذي نجا من الكساد الكبير بينما تحطمت على صخرته كبرى الاقتصادات الرأسمالية)، ومن المنطقى أن يستند هذا التخطيط للملكية العامة لوسائل الإنتاج، وتبقى فقط وسائل الاستهلاك متاحة للامتلاك الشخصي الفردي وغير الفردي، ولا يُستثنى من هذه القاعدة سوى الملكيات التعاونية المكونة من تجمعات لفلاحين - غالباً - يضمون معاً ممتلكاتهم الفردية من أراضي وأدوات عمل ومعدات، بحيث تصبح التعاونية شخصية معنوية مستقلة قانونياً وإنتاجياً، ولا تمثل هذه التعاونيات سوى مرحلة وسيطة تفرضها طبيعة التطور الممكن لطبقة الفلاحين المتمسكة بالأرض، يتم بعدها وفي سياق التطور ذاته تلاشي هذا الشكل لصالح الملكية العامة الشاملة (وإن كان هذا التصور غير مُؤكد على أي حال حيث تحكم الظروف بما ينبغي في النهاية)، ومن ناحية التوزيع يحكم مبدأ العدل (وليس المساواة)، فـ "من كل بقدر طاقته، ولكل بحسب عمله".


* الشيوعية العليا : وهى المرحلة النهائية التي ينتهي فيها القهر الاقتصادي، وذلك بتحقق الوفرة الشاملة التي تمكن المجتمع من تحقيق مبدأ "من كل بقدر طاقته، ولكل بقدر حاجته"، وذلك بعد تحقق تطور هائل في القوى الإنتاجية، وتطور موازٍ في الوعي البشري، ويمكنك أن تجد تفصيلاً فيما سأدرجه من مراجع، ويمكنك أيضاً مراجعة المداخلة (16) من هذا الشريط، حيث قلت رأيي في هذه المرحلة غير الواقعية، والتي يمكن حذفها من نظرية الاشتراكية العلمية دون أي تأثير ذي قيمة على بنيان النظرية، ودون أدنى شعور بالذنب!!!!


* الإشتراكية العلمية أو الماركسية : وهي النظرية التي كونها ماركس وإنجلز من شتات المعارف الفلسفية والتاريخية والاقتصادية والسياسية المتراكمة حتى أواسط القرن التاسع العشر، ويعود الفضل الأكبر لماركس فيها ليس في الإضافات الأصيلة له، بقدر ما كان في قدرته على امتلاك رؤية شمولية مكنته من تجاوز الجزئيات المبعثرة هنا وهناك لتكوين تلك الرؤية القادرة على فهم كامل حركة المجتمع بكافة تفاصيلها، مكوناً بذلك النواة الحقيقية لعلم الاجتماع الحقيقي الشمولي، وليس ذلك العلم المُجزأ الزائف الذي تروجه البرجوازية لإخفاء سطوتها الطبقية، وعموماً فبحسب لينين تكونت الماركسية مما يلي :

1 - الفلسفة الألمانية : حيث جمع ماركس بين شقيها المادي (فيورباخ) والمثالي (هيجل)، أو بالأصح نقل ماركس جدل هيجل المثالي كلب ثوري ووضعه في إطار مادي إقتبسه من فيورباخ آخر منظري المادية الاستاتيكية (غير الجدلية) ؛ ليكون بذك المادية الجدلية التي تتميز عن المادية التقليدية بتضمينها مفهوم الحركة ضمن مفهوم المادة ذاته أولاً (فالحركة ذاتية داخلية وليست خارجية)، وبتوسيع مفهوم المادة ذاته ليشمل كل الواقع الموضوعي بما في ذلك الأفكار ذات التأثير والفاعلية البشرية بعامة ثانياً، وهو ما يعني كونها مادية ثورية تتضمن الفعل البشري وليس الحتمية التي تعني فيما تعني السلبية والجلوس في انتظار الأحد الذي لا يأتي أبداً (إلا بالإيجابية الإنسانية).

2 - الاقتصاد السياسي البريطاني : حيث قام ماركس بكشف الأكاذيب التي كانت تلفقها مدارس الاقتصاد البرجوازي المبتذلة للدفاع عن سيادة البرجوازية، وذلك بالرجوع لعباقرة هذا العلم ومؤسسيه ذاتهم، آدم سميت وديفيد ريكاردو، الذين بنى ماركس على مفاهيمهما (بعد تعميقها) صرح الاقتصاد السياسي الماركسي الذي يكشف آليات عمل النظام الرأسمالي، وكيفية إنتقال القيمة عبر النظام الاقتصادي عبر عمل علاقات الإنتاج (وهذا هو لب وجوهر القوانين الاقتصادية لأي نظام اجتماعي)، وما يتم خلالها من استغلال، كذا آفاق التطور الرأسمالي،والتي أثبت التطور اللاحق مدى صحتها، مهما كذب المدلسون البرجوازيون ومهما أهالوا التراب على الفرضيات التي وضع على أساسها تنبؤاته مخالفين أبسط أساليب المنهج العلمي.

3 - الاشتراكية الفرنسية : وهى تتكون في رأيي من جانبين :
أ - مفاهيم تاريخية : وهى تشمل بالأساس إدخال مفهوم الطبقة في دراسة التاريخ على يد "فيكو" بالدرجة الأولى، وهو المفهوم الثوري الذي نقل دراسة التاريخ من السرد الممل للأحداث التاريخية إلى الدراسة العلمية في سبيل الوعي بمنطق الحركة التاريخية، وذلك بعد دمجه بمفاهيم الاقتصاد السياسي، وذلك ضمن تطبيق المادية الجدلية على التاريخ، لنخرج من كل هذا المركب المُعقد بأحد أعظم المنجزات العملية ليس للقرن التاسع عشر وحسب بل للألفية الثانية بأسرها، وهو "المادية التاريخية"، التي بها تكون علم المجتمع والتاريخ الحقيقي.
ب - مفاهيم سياسية : وهى مجموعة من المفاهيم الديموقراطية والاجتماعية الرافضة للملكية الخاصة والسيادة الطبقية والقهر الاقتصادي التي اختلطت بمفاهيم طوبوية وضعها الاشتراكيون الخياليون، والتي كان من ضمنها مبدأ التوزيع الشيوعي "من كل بقدر طاقته، ولكل بقدر حاجته"، الذي ترك أثراً في الماركسية، وهو ما أرى شخصياً إستبعاده تطهيراً لها من الطوبوية، والاحتفاظ فقط بالمفاهيم الديموقراطية كجانب قيمي، لا نسمح بطغيانه على العلم، ولكن فقط يوجه تفكيرنا ومطامحنا المستقبلية.

(07-09-2010, 06:43 AM)hotmail كتب:  بماذا أبدأ لمعرفة كل هذا
وبماذا تنصحوني أن أبدأ به لفهم ذلك ... بالعربي كوني لا أجيد الإنجليزية

هذه مجموعة جيدة للبدء، وجميعها موجود بهذا الشريط :

مصادر الماركسية وأقسامها المكونة الثلاثة..مقالات_فلاديمير لينين

الماركسية_هنري لوفيفر

الاشتراكية الطوباوية والاشتراكية العلمية_فريدريك إنجلز

العمل المأجور ورأس المال_كارل ماركس

الأجور والأسعار والأرباح_كارل ماركس

المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية_جوزيف ستالين

موجز رأس المال_فريدريك إنجلز

ضد دوهرنج_فريدريك إنجلز

عشرة أيام هزت العالم_جون ريد

كما أنصحك بزيارة هذا الموقع http://www.ahewar.org/lc/
وقراءة نصوص ماركس ولينين وتروتسكي وستالين، ولا تتعجل المعرفة، فخذ الأمر هويناً هويناً
-----------------------------------------------------------------------------

أرجو أن أكون قد أفدتك عزيزي هوتميل، وأعذرني للتآخر والإيجاز
وأحب أن أنوه لأني سأتغيب في الفترة القادمة، لضرورات علاجية ولاحتمالات تغييرات مكانية ما سيجعل دخولي للمنتدى صعباً، شاكراً حسن تفهمكم.