{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
" الديمقراطية " .. " المجتمع السعودي "
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #2
" الديمقراطية " .. " المجتمع السعودي "
[CENTER](2)
مسيــــرة الديمقــــراطية
أثينا : المحطة الأولى ... [/CENTER]

" أجواء ديموقراطية " ... وصف ، تكاد تنطق به المرحلة التي نعيش فيها نحن اليوم . فيها من التقلب والجري على غير المألوف ما يكسبها حروف " الأجواء " بجدارة . وهذه " الأجواء " طارئة ، وجديدة علينا ؛ نحن الذين نعبد الساكن والمألوف .. والجديد ، بما هو جديد ، هو دائما : متهم .. إن لم يكن مذنبا . وبالطرف المقابل ، الجديد يحثنا على التساؤل ، والتساؤل هو – في نهاية التحليل : ممارسة التفكير . والتساؤل عن الجديد يتركز حول مفردات هذا السؤال : هل يناسبنا ؟ وهو سؤال يفضي إلى ثلاثة أسئلة ، ستدور حولها كل المداخلات القادمة : ماهو الجديد ؟ ومن نحن ؟ وما هو معيار التناسب ؟ ... لنبدأ بالسؤال الأول ، ونرحل ، جميعا ، مع الديموقراطية في مسيرتها التاريخية .


التاريخ ، هذا الذي نجهل أكثره ، ينبئنا أن اليونان هم أقدم الامم تبنيا للديمقراطية كنظام حكم . تأتي اللغة لتشهد لهذا التاريخ ، فكلمة " الديموقراطية " ذاتها ، كلمة ذات أصول أغريقية ، تعني : حكومة الشعب . هذه الأسبقية ، لا تعود إلى امتيازات بيولوجية أو عرقية أو جغرافية ، أو لمعجزات تهبط من السماء على الإغريق . إنما هو تقاطع حالات محددة ، مع رغبة الإنسان في اختيار انسب الطرق للبقاء آمنا قدر الإمكان .

المدن اليونانية التي لم يكن يجمعها شيئا ، اجتمعت فيما بينها ، وتحالفت ، لصد الخطر الفارسي . كان الفرس أمة عظيمة ذلك الوقت ، وكانت أطماعهم تتطلع إلى البحر المتوسط الذي تكاد تتزعمه المدن اليونانية ، ويشكل – هذا البحر- عصب حياتها على نحو تقريبي . اجتمعت المدن ، واشتبكت مع الفرس في صراع ، انتهى لمصلحة اليونان ، بقيادة أثينا . كان هذا الإجتماع وذاك الإشتباك ، سببان من أسباب ظهور الديمقراطية . فأثينا عندما ردت الفرس لم تردها كأمة واحدة ، بل ردتها كمجموعة من المدن المتكافئة ، والتكافؤ يقتضي أن يكون القرار الذي يجري على الكل ، قرارا أفقيا ، لا قرارا هرميا . قرارا يأتي بالتشاور ، لا بالأمر . والإشتباك مع الفرس رائدة المدنية في ذلك الوقت جعلهم يتعرفون على كثير من مظاهر هذه المدنية ، كما تعرف الصليبيين - فيما بعد - على المدنية ، جراء التحامهم مع العرب والمسلمين . فالتكافؤ وظهور المدينة ، كانا نتيجتان من نتائج هذه الحروب . أما الأمر الثالث فهو : الكتابة . فارتياد اليونان للمتوسط ، يقتضي منها أن تتعامل مع أقدم من عرف الكتابة من الأمم ، أعني : الفينيقيين .

كل هذه الأشياء التي عرفتها أثينا ، كانت هي المسرح التي انتظمت فيها هذه الأشياء . فالولاء أصبح للمدينة ، بدل أن يكون للعشيرة والقبيلة والملك – ظل الله على الأرض . والكتابة ، تحولت من كونها كتابة تجارية إلى كتابة سياسية ، إذا أخذنا بمبالغات الغرب عن انفسهم . وكان كل هذا ، إلى سبب الإنتصار في الحرب ، وهو التكافؤ ، كل هذا جعل من الديمقراطية : الخيار الأنسب لليونان . إذ أن باقي الخيارات ستنفي ، أول ما تنفي ، إذا طبقت : الأمن ... الذي يفترض به أن يكون الغاية من نظام الحكم .


وأثينا كانت ابنة عصرها ، كانت مدينة طبقية . فهناك طبقة الأثينيين ( الذين ولدوا من أب وأم أثينيين ) وكانوا هم : المواطنون ، الذين يحق لهم التمتع بالحقوق السياسية . يتلوهم في المنزلة : الغرباء ، وهم احرار جاءوا من خارج أثينا للعمل ، والبقاء . وكان اغلب هؤلاء من الصناع والتجار . المعتقون ، هم الطبقة الثالثة بعد الغرباء ، وهم العبيد الذين أعتقوا ، إما بأن ابتاعوا أنفسهم من أسيادهم او ان هؤلاء الأسياد قد حرروهم ..إلخ . والطبقة الأخيرة ، وهي : طبقة الأرقاء والعبيد ، وغالبيتهم أسرى الحروب . هذه الطبقية أثرت كثيرا في ديمقراطية اثينا ، وكانت من ضمن المناقص التي تؤخذ عليها .


بعد ان نقل " إفيلتيز " السلطات القضائية من مجلس الشيوخ إلى العامة، قام المحافظون الذين لم يعجبهم هذا القرار باغتياله . فخلفه " بركليز " ، الذي كان بمثابة ( المستبد العادل ) ، فرغم كل الصلاحيات التي تفتح له أبواب التسلط والإستبداد ، اختار أن يجعل من هذه الصلاحيات ، الأساس الذي تبنى عليه الديمقراطية متمما بذلك سيرة خلفه .

كانت الديموقراطية الأثينينة مقصورة على طبقة المواطنين ، وكانت هذه الطبقة أقل الطبقات عددا . إضافة إلى أنه ليس كل أفراد هذه الطبقة له الحق في المشاركة السياسية ، بل إن النساء ومن دون الواحدة والعشرين من الذكور كانوا محرومين من المشاركة . وفي ساحة عامة ، تدعى " الآغورا " يجتمع كل من توافرت فيه الصفات ، واستطاع الحضور ، يجتمعون أربع مرات كل شهر . وفي هذا الإجتماع يتم تقرير القرارات والتصويت عليها والترشيح للمناصب ، في جو يسوده روح الخطاب ولغة البيان . ولعل تقريرها بهذا الشكل ، وما يتبعه من تفرغ ومتابعة ، هو السبب في حصرها على الأحرار دون الأرقاء والرجال دون النساء . لكن هذا الضيق في المشتركين ، كان يعوضه نوع من المساواة التامة بينهم ، فكلهم في الساحة سواء لا تمايز بينهم . وكان الحاضرين منهم إلى الساحة ، هم وحدهم الذين يشرعون للمدينة .



هذه التجربة ، التي استمرت قرنين من الزمان . كانت هي المعين الذي نهلت منه رومة نظامها في تكوين جمهوريتها ، الذي أنتج قانونها الذي سيصبح المرجعية للقوانين الغربية الحديثة . ولكن ، هل الديموقراطية في روما اتخذت نفس الشكل الذي اتخذته في أثينا ؟ ولماذا استقدمت روما الديموقراطية ؟ ولماذا لفظتها..أو استبدلتها بقيصر ؟ اسئلة تجيب عنها المداخلة القادمة .

03-15-2005, 09:30 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
" الديمقراطية " .. " المجتمع السعودي " - بواسطة العاقل - 03-15-2005, 09:30 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  فلسفة المجتمع العربي الإسلامي حسن عجمي 0 423 06-16-2014, 12:32 AM
آخر رد: حسن عجمي
  لماذا الديمقراطية أولاً ؟ فارس اللواء 0 428 03-24-2014, 12:16 AM
آخر رد: فارس اللواء
  عناوين مثقلة بالمعان الانسانية تستخدم اليوم ضد الانسانية مثل الديمقراطية والحرية وحقو نوئيل عيسى 0 485 10-05-2013, 10:30 PM
آخر رد: نوئيل عيسى
  الديمقراطية وعوائقها في العالم العربي الكندي 11 2,204 05-26-2012, 03:10 AM
آخر رد: الكندي
  إضحك على مهزلة التطبيق العملي ل الديمقراطية في العالم مؤمن مصلح 3 1,146 04-23-2012, 08:22 AM
آخر رد: مؤمن مصلح

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS