{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #27
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟




ساحة الفردوس تعيد تشكيل الخارطة السياسية
عمار البغدادي*


لم يسبق للعراقيين ان تنفسوا حرية التظاهر السياسي وأكدوا ما يرغبون به ومارسوا تقاليد الاحتجاج ـ وان بدت لافتاته السياسية والفكرية متناقضة في الشكل والمضمون ـ قبل تاريخ اسقاط النظام على يد قوات التحالف الأمريكي ـ البريطاني ـ الاسباني ـ الاسترالي المشترك. ورغم وجود مرجعية وطنية وسياسية ودينية في العراق، موزعة على مراكز واتجاهات وتيارات يسارية ويمينية موغلة في التاريخ العراقي الحديث، إلا أن ما جرى ويجري في ساحة الفردوس دون سواها من الساحات العراقية الأخرى، لا يعكس سوى رغبة شرائح كبيرة من المجتمع السياسي بتحويل الفردوس الى حزب سياسي يوحد الجهود والطاقات والشعارات السياسية، ليتحول المجتمع العراقي إلى ساحة مطالب سياسية تتعلق بالدولة والمصير الوطني وسبل التعايش الإثني، فلعل العراقيين وبهذا الحجم المتنوع واختلاف الرايات، ينتقلون من عقدة القصور في الثورة على الواقع البائد، الى بوابات الثورة على القصور السياسي الذي حول العراق الى ثكنة عسكرية طيلة العقود الثلاثة الماضية.. وربما يتحول التظاهر في ساحة الفردوس الى أمل عزيز في بلوغ (الفردوس).
إن ما جرى ويجري لم يكن صراعا بين أجنحة متناقضة في المجتمع العراقي، بل هو تعبير فلسفي لمنعكس جنائزي يؤكد بأن التيارات الأساسية العراقية حية ـ فاعلة حقيقية، واذا ارادت أن تمارس وظيفتها ومطالبها الحرة فلن تجامل في ذلك أحدا، أي أنها لا تجامل التحالف الدولي ولا المعارضة العراقية التي انتـقل بعضها من المنفى الى بغداد. لكن، ما الذي دفع هذه الاتجاهات والأحزاب والجمهور الواسع إلى الخروج عن التقاليد المتداولة في التظاهر السياسي، وحوّل التجمع اليومي العام في ساحة الفردوس الى (مقر قيادة عسكرية) تدعو الى تسخين المواجهات، وتبحث عن (سعد زغلول) عراقي ولو تحت أنـقاض البنايات والمصارف المسروقة وأكوام البيوت المحطمة، وبالتالي من الذي سعّر المعركة لتشمل طرد جماعة رجوي واشراك الحوزة في صلب تقرير المصير الوطني دون مشروع محدد، وقيام ثلة من المتصدين الجدد بخلع الشرعية الدينية على هذا الحزب واسقاطها عن ذاك؟
الشعب العراقي العريق بانتمائه للتقاليد الحزبية والسياسية المتداولة في الوطن العربي، يبدو في طريقه الى الانقلاب على تلك التقاليد واحلال نموذج سياسي لا يماثله أحد ولا يماثل أحداً. ومنشأ الفكرة أن الذي جرى في العراق إبان العهدين السابق والراهن، أطاح بالمباني والتقاليد السياسية التي كانت ترفع الشعارات المنضبطة في إطار حركة الاحتجاج الجماهيري، فالعهد السابق اغلق البلاد على صيغة الحزب الواحد، وألغى الاحزاب، وأعلن تحديه ومحاربته لصيغ التيارات السياسية السرية بتاريخ 30/8/1980، حين عاقب بالاعدام كل من ينتمي لأحزاب الحركة الاسلامية، ومن يروّج لأفكارها ومفاهيمها الدينية والسياسية.
وربما من سوء طالع ساحة الفردوس ان تقترن تلك الصيغة التي تدعو الى الانكماش على التيار والحزب والمرجعية الواحدة (الاحدية) بالصورة الواحدية السابقة، وقد ساهمت في الواقع قنوات فضائية باستعادة هذه الصورة،بهدف اظهار العراق الجديد وصيغ تعبيراته السياسية وتظاهراته وساحة فردوسه غير مختلفة كثيرا عن صورته السياسية السابقة، وبالتالي التأكيد ان (جينة) النظام السابق ومخلفاته ونهجه في التعارض السياسي لازالت تتحكم بالتيارات والجماعات السياسية الجديدة.
ان هذه الجماعات ترى أن من حقها دون غيرها ـ زعامة السلطة وليس من حق غيرها ان ينبس ببنت شفة، والا واجه نصوص التحريم تتحول سيوفاً وخناجر وبلطات في الشارع!
ولذا ليس مستغربا أن تظهر جماعة دينية في النجف أطلقت على نفسها (جماعة الفضلاء) هدفها، كما أعلن أمينها العام الشيخ محمد اليعقوبي، الاشراف على الاحزاب السياسية ـ وهو الوجه الآخر لسطوة غير مفهومة ولامبررة على الاحزاب السياسية ـ من دون أن يسألهم أحد عن ماهية هذا الاشراف وفلسفته وحدوده ومعناه، وعن الجهة التي دفعتهم للقيام بهذا العمل، ومن نصبهم أولياء وزعماء وقيادات ومشرفين على الامة وأحزابها؟
أليس هذا هو الجهل بعينه؟ وهل ان تلك الاصطفافات (السياسية) دخيلة على المجتمع العراقي، أم هي تعبير عن جوهر علاقات أبنائه البينية؟
إن (جدلية) الفردوس لا تعكس بالمطلق فرضيات السياسة، فضلا عن فرضيات التظاهر والاحتجاج والأمنيات العريضة بالدولة القادمة والديمقراطية المنشودة.
إن تلك الظاهرة السياسية الجديدة، التي تدّعي القيمومة على الحزب والتظاهر واللافتة، ستخرج (التجمعات الفاضلة) من دائرة النصح والتوجيه والارشاد والدعم المفترض وتدخلها في مفهوم الاكليروس الديني المتعصب، الذي حارب التوجهات الثقافية والادبية والفلسفية والسياسية والاجتماعية الانسانية في اوربا عقوداً طويلة، وظل مهيمناً بفتاوى التحريم وبلطات الكنائس، ثم كانت نهايته عبر التحول الانساني العريض الذي حدث، وأخشى ان موجة الوعي القادمة في العراق بعد أن تتضح اكثر صورة البلاد الجديدة، ستطيح بصورة (رجل الدين) بدعوى ظاهرته السياسية الاكليروسية، مع ان الصورة فيها من الفوارق والتناقضات ما يجعل نموذج المشروع الديني السياسي بمنأى عن الالتباس الراهن ويطهره من هنّات ادعياء الاشراف على قيادة الأمة.
والحقيقة المرة التي يفترض ان نذكرها في هذا الجانب، هي ان الحوزة لم تتعامل مع مكونات المجتمع العراقي وظواهره السياسية والحزبية بالصورة التي يمكن أن تؤهل رجل الدين للعب الدور الأساس في عملية التعبئة والتحريض، واحتواء أشواق الجماهير السياسية والفكرية. واذا اخذنا بالاعتبار الاستثناءات القيادية التي هيأت هذه الاجواء عبر مرجعية الامام الحكيم والشهيد الصدر الأول، وبعض فترات مرجعية الشهيد المرجع الصدر الثاني، فان الحوزة الدينية لم تفعّل عملية إحياء دور الجمهور والجماعات السياسية وغير السياسية، بل بقيت ـ عبر أسس الثقافة التقليدية التي حددت علاقة الحوزة بالمجتمع ـ كالضريح المقدس يزوره الناس ويقصدونه للتبرك والشفاء ولا يزور الناس!!
ان ما يحدث في ساحة الفردوس انقلاب على صورة (الضريح) الذي يُزار ولا يزور، لكن المشكلة تكمن في الواقع باستخدام لغة القيمومة على حركة الشارع بتنوعاته اليسارية والاسلامية والوطنية والقومية بدل المشاركة في بناء العراق الجديد. كما أن بعض جماعات الحوزة الدينية تريد ان تنشّط من دورها وتستكمل المشوار الذي كانت بدأته القيادات الدينية الاستثنائية، وتطرح شعارات تنسجم وأهداف الشارع العريضة، لكنها تتجاهل بقية الأصوات، ولا ترى وجودا لها ظنا منها ان تلك الشعارات ستدفع بالقيمين على رعاية مشروع الحكومة الانتقالية الالتفات الى دورهم ومساحتهم المفترضة. إلا أن الذي حدث هو تجاهل الآخرين للدور على خلفية استبعاد القوى الاكليروسية، او تلك المرتبطة او الموالية او الطامحة بتأسيس نموذج اسلامي كنموذج ايران. ولأن تلك الجماعات واللافتات لم تستطع ان تقنع الشارع بجدية طروحاتها وتصوراتها ازاء الدولة ومستقبل المجتمع وحركيتها الداخلية وعلاقاتها البنيوية مع الاتجاهات السياسية العراقية، ولأنها بالطريقة التي تحتج بها وتتظاهر لم تستطع الارتقاء لمستوى النبض الحقيقي الذي يقرع أجراس الموت والجوع ونقص الاموال والأنفس والثمرات، وهي مخلفات النظام البائد، لم يندهش المراقبون حين رأوا مفارقة الأداء السياسي الهائلة لبعض الأحزاب العراقية في عيد العمال، حين اخرج الشيوعيون العراقيون مسيرة بالآلاف للعمال العراقيين وهم يرفعون شعارات المطالبة بتحسين ظروف العمل، والعودة إلى الوظائف، في وقت يتجمع البعض في حاضرة العلم والمعرفة والانفتاح والاجتهاد (النجف) لاعلان القيمومة على الحياة السياسية الجديدة في العراق دون تكليف!
أخيرا نقول، ليس غريبا ان تتجه الأنظار الى ساحة الفردوس لتقرأ اتجاهات خريطة القوى السياسية العراقية وليس الى القصر الجمهوري، فتلك الساحة وفندقها المجاور، ستشهد ولادات ومشاريع وتجارب قديمة وحديثة يحاول كل منها استعادة دور مفقود وتوسيع هامش مشروع محدود.
*المتحدث الرسمي لحركة الوفاق الاسلامي في العراق ـ القيادة الجديدة



:9:
05-09-2003, 12:42 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟ - بواسطة Awarfie - 05-09-2003, 12:42 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الاسرى العراقيون بسجون الاحتلالات الامريكية والايرانية ...نداء عاجل !!! زحل بن شمسين 6 1,149 12-31-2012, 06:52 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
Lightbulb المداخل (الخلفية) للهيمنة الكونية الامريكية والصهيونية .............؟؟؟!!!!!!!!! زحل بن شمسين 2 868 12-04-2012, 10:25 PM
آخر رد: زحل بن شمسين
  سبب الازمة الاقتصادية الامريكية والعالمية ؟ لواء الدعوة 10 3,019 01-06-2012, 05:04 AM
آخر رد: لواء الدعوة
  ليبيا الخيارات الامريكية المطروحة على الطاولة AbuNatalie 0 897 06-20-2011, 11:23 PM
آخر رد: AbuNatalie
  الادارة الامريكية ومحاولة اكل الثورة وابنائها رحمة العاملي 44 10,960 03-16-2011, 01:39 AM
آخر رد: أبو نواس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS