(07-22-2010, 05:05 PM)مرسيل كتب:  يا زلمي .. ما بتقدر تشلح المنظور الديني ع طرف .. وتتفهم الألم الإنساني ..
بغض النظر عن اسبابه ( ما حدا فينا بيحقلو يفترض الأسباب اللي بتحرك إي إنسان )
وإي محاولة لتشريح وتحليل شخص من ورا شاشة وكيبورد لتعرف ليش هيك ساوا هي " علاك نفسي " يا زلمي إذا كان فهم أسباب الانتحار بهالسهولة .. ما بعرف ليش بيعملو دراسات وطب نفسي وبيضيعوا وقت ومصاري .. مدام السبب واحد وواضح ليكو بهالبساطة !

شخصيا أعتقد أن الإيمان بإله موجود في مكان ما ...( ومانك مضطر على الإطلاق أنك تتعامل مع ضعفو واختلافو .. ) هو موضوع أسهل من قبول البني أدم اللي جنبك
لأنو وقتا منكتشف قدي نحنا قاسين بحق بعض وقدي منحب الصور اللي بتشبهنا

لك هادا اللي كاتب عنو رد بهالبرادة ، شخص عم يتألم ! متلي ومتلك ومتل كلنا .. يمكن هو أجرأ من بعضنا أنو يقول أنا عم أتألم
رح حاول أجي معك .. وافترض انو عم يلفت نظر .. ما هي بالأخير لفت النظر حاجة .. " وحاجة عند معظمنا"

يا زلمي .. اللي ما بيقدر يقبل ضعف الآخرين .. بالأساس عندو مشكلة يتصالح مع الضعف اللي فيه

ما بعرف كيف وصلتوا للنقاش بالأديان ! والحديث الممل جدا ً اللي عم تخوضوه

الزميلة مرسيل

مقدر لك انفعالك الانسانى ورقة احساسك بمن حولك ، ولكنك مثل الام الحنون التى تريد ان تربت على ابنها ولا تريد ان تواجهه بعيوبه التى ينبغى له ان يعدلها ويصلح من نفسه مما يترتب عليه ضياعه.

قد احترم محدودية القدرة الانسانية ولكن لا احترم الضعف الانسانى الذى يصل بصاحبه الى هذه الدرجة، ولدى القناعة بأن الزميل لم يفعل هذا من اجل الانتحار ولم يفكر فى الانتحار بجدية ولكنه يمارس نوعا من العيش فى عالمه الخاص. ويمارس نوعا من الطفولة وليست كما قال احد الزملاء "البكاء من اجل المساعدة" ولكن كالطفل يمارس "البكاء من اجل لفت الانتباه".

سأفترض ان ما بالصورة دماء فعلا - فلو نظرنا الى ما فعله لوجدنا انه يفترض فى المنتحر انه وصل الى قمة اليأس ، فهل من كان قى قمة يأسه يصور نفسه ، مجرد تصوير النفس فى هذا الموقف يدل على انه يدرك جيدا انه سيشاهد تلك الصور بعد ذلك أى انه نفى صفة الانتحار عن الفعل لأنه يفترض استمرار الحياة بعد الفعل من خلال مشاهدة الصور ، فالأمر لا يعدوا ان يكون اكثر نوع من امتهان المروءة ووضع النفس فى صورة مزرية امام الاخرين فلا هو رغبة فى البكاء على الذات ولا رغبة فى تعاطف الاخرين ولكنه رغبة فى ايهام نفسه بأنه يستطيع ان يفعل ما لا يفعله غيره وهو نوع من المغالطة باختيار المجال الخاطئ لاثبات المقدرة. تماما كما فعل من قبل وأثبت لمن حوله بانه يستطيع ان يفعل ما لم يفعلوه فأشرك بالله، وهو يظن انه نجح فيما لم ينجح فيه الاخرين.

الزميل هو انسان كان يحتاج للعطف الذى بمثابة وعاء مرن لتقويم عيوب الشخصية فيما سبق، ولكن العيوب بلغت من الصلابة ما تحتاج معه الى وعاء حديدى لتقويمها. وتأكدى أن التربيت عليه والكلمة الطيبة لن تجدى نفعا فى المرحلة التى هو بها ، بل يحتاج الى واقع مرير يواجهه قبل الوصول الى مرحلة يترتب فيها على مواجهة الواقع الحقيقى ان يحدث له انهيار يؤدى به الى الانتحار فعلا.

اعلم ان الزميل قد خضع لعلاجات سابقة قد تكون أثرت عليه وعلى تفكيره ، ولكن الواقع يثبت انه لازال يتمتع ببقايا ارادة وتفكير تؤهله لاجتياز تلك المرحلة التى يتمرد فيها على الإله فقط ولا يتمرد على شئ اخر بل لا يتمرد فيها على شيطانه الذى أوصله لمثل تلك الحالة.

وتحليلى لمشكلة الزميل من وجهة نظر دينية ، فهذه تعود الى طبيعته ، فهو كان مسلم وكان ازهرى ، ومن كان هكذا فهو بداخله شرخ نفسى كبير بسبب الالحاد وحتى وإن حاول ان لا يظهره ولكنه بداخله ، وسيظل مفتقدا للرضا لعلمه جيدا بأنه أرتكب خطأ كبير بل ارتكب اكبر الاخطاء متمثلا فى الشرك بالله، وحالة عدم الرضا والشعور بالذنب التى تلازمه بسبب الشرك بالله بدون سبب مقنع او بدون فائدة حققها من شركه ، ستجعله يشعر بالاحباط الدائم وكلما دخل فى مجال اجتماعى وهو بداخله هذا الشعور كلما انسحب منه سريعا بدون ان يعرف لماذا ينسحب ، ولكنه ينسحب بسبب تأثير الحالة النفسية بداخله والمتمثلة بالاخفاق الاكبر فى حياته وبأن نتيجة شركه بالله إنه هالك لا محالة، فهو تستوى عنده النتائج لكل الاعمال لأن النتيجة واحدة بداخله انه هالك لا محالة.

والزميل حتى الان لن يستطيع ان يجيب على هذا السؤال بصراحة امام نفسه ، هل كفرت بالله لأنك تعتقد انه غير موجود ام لأنه لم يعطك الحياة التى كنت تتمناها؟

فشركه بالله لم يكن عن قناعة عقلية ولكن محاولة النجاح فيما لا يستطيعه غيره ، هو يريد ان يقنع نفسه بأنه يقدر على فعل شئ بل ويتفوق فيه على من حوله.

إنه يذكرنى بأحد الشباب الذى بعث بمشكلته للدكتور مصطفى محمود حيث قال انه يعانى من مرض الكليبتومانيا او مرض السرقة ، فقال له إن هذا المرض لا يحتاج الى طبيب نفسى ولكنه يحتاج الى صفعات رجال الشرطة حتى تشفى منه تماما.

واخيرا سامحينا اننا حللنا من وراء الكيبورد ، فالزميل هو الذى فرض علينا هذا ولسنا نحن الذين اقحمنا انفسنا فى حياته.