كلا لست من أزلام البعث أو من منتسبيه أو حتى ممن صفق للبعث و لو رغم أنفه. أغلب العراقيين يعانون من عداء مع عروبتهم (لعلك لست بعربي فلا أعرف) بوقت يشدد الباقين على قومياتهم في العراق، و لكنك تجد العربي من الحماقة و السطحية و البلاهة لدرجة أنه يحارب قوميته و ثقافته و مصيره بالمنطقة على حساب شعب إنتهازي يتحين الإنفصال في الشمال، أو أقليات دينية تنخر بالمجتمع العراقي كما السرطان. كل هذا مدعوما بواسطة التيارات الدينية التي تجد الإنتماء القومي (العلماني بطبيعته) خطرا يهدد ما ترسمه للمجتمع العراقي المعدّ لإرساله بآلة زمن للحقبة الطالبانية بنسختها الشيعية و السنيّة. لذا كلا، أنا لا أمزح. قلّ لي عن أي عراق تتحدث؟ ما قيمة العراق اليوم و ماذا تعني بأنه أمة؟ أنه عبارة عن مجموعات بشرية تتناحر و لا يوقفهم عن ذبح بعضهم إلا بسطار الأمريكي. هل تستطيع أن تضمن أن العراق بقادر على تناسي مشاكله لوحده و الإتحاد على شكل دولة غير قومية؟ لكن لحظة، هل هناك دولة غير قومية؟ حتى الولايات المتحدة المخلوطة الأعراق تسودها القومية الأمريكية. إذن، حينما تجد دولة بلا إحترام لماضيها، بلا شعور بالقومية/المواطنة فعندها قلدها في العراق و "خلف الله عليك".

ملاحظة أخيرة زميل: أعتقد أنك من جيل يكبرني، مما يعني أنك تعيش ردة فعل عاطفية تجاه البعثيين و تخلط بين الإنتماء العربي (كطبيعة حقيقية للشعب العراقي بغالبه) و بين جرائم عصابة صدام التي بدأت جرائمها ضد البعثيين الحقيسقيين أنفسهم إن كنت تذكر. عموما، أود أن أخبرك أن ردة الفعل هذه متزامنة مع أعمار محددة و أن القادم لن يجد سببا ليتقبل هذه النظريات.