من الجميل ان نجد شخصا اسرائيليا يجرأ على النقد ومعالجة المعطيات بعين الباحث عن الحقيقة، غير انه يجب ان نتذكر ان دحض اساطير اليهود يعني في ذات الوقت دحض لجزء من اساطير العرب، مثلا ان العرب القحطانيين او العدنانيين (لااتذكر بالتحديد) هم من احفاد اسماعيل في حين لايوجد اسماعيل اصلا، والى حد كبير يمكن القول ان الشعب العربي تم اختراعه بطريقة مماثلة بشكل ما.

بالتأكيد ان " اليهود" ليسوا شعبا اثنيا او دينيا ولكنهم يشعرون بإنتماء واحد على كل الاحوال وهذا لايمنع وجود صراعات بين مكوناتهم، تماما كما بين العرب اليوم، بما فيهم العرب الذي يجمعهم انحدار اثني واحد كالخليجيين مثلا.

والاساطير التي جرى خلقها لتوحدهم كانت وظيفتها بالاساس اعطاء المبررات الاخلاقية لاقامة الدولة، ولكن بعد اقامة الدولة لم تعد لهذه الاساطير وظيفة ودحضها لن يؤدي الى اسقاط الدولة.

من جهة اخرى فإن ضرورة هذه الاساطير كان من زاوية نظر الصهيونيين وليس المؤمنين اليهود الذين يؤمنون انهم محكومين بالتشرد الى حين قدوم المسيح، وبالتالي فهم يرفضون الدولة، بل وحتى كانوا مشاركين في حكومة ياسر عرفات...

ولكن ماذا عن الامة الاسلامية؟ اليس هناك البعض الذي يدين بالولاء للامة الاسلامية ويرفض الولاء لشعبه؟ الا يعني ذلك ان المسألة بكاملها مسألة مفاهيم يجري تقويتها بعوامل اخرى حسب الامكانية، وفي الحالة الاسرائيلية جرى تقويتها بالعامل الاقتصادي والسياسي والميثالوجي.. وبالتالي فإن طريقة تفكير الصهيونيين لاتختلف كثيرا عن طريقة تفكير العديد من اتباع الشعوب المجاورة لاسرائيل، كما ان النتائج فعالة.. بمعنى ليس الحقيقة على الدوام هي التي على حق

وفي النهاية علينا التعاطي مع مااصبح حقيقة على الارض اليوم بغض النظر عن الطريقة التي تشكل بها