ابن سوريا
يا حيف .. أخ ويا حيف
المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
|
ما فائدة حوار الأديان. الى أين قد يقودنا
العزيز جداً محمد:
أصاب كلامك مقتلاً.
و أريد أن أسر لك بأني لم أعد أتحمل كثيراً هذه الساحة بما تحمله من غث و لا سمين يذكر.
أذكر أن هذه الساحة بالذات كانت أفضل ساحات النادي منذ فترة, بفضل بعض ملحديها و لا دينييها و مسليها و مسيحييها.
كان لدينا نخبة تكتب الجميل العلمي و الموضوعي, فلماذا صارت بهذه الحالة؟ هذا سؤال جيد.
ربما أنها الحرية و توسع الشريحة التي تكتب بالنادي لتشمل طبقات أخرى مختلفة عن سابقيها. ربما هذه ضريبة الحرية, فالأقليات الدينية و خلال بعض شخوصها تعبر عن هواجسها التاريخية و هذا لا بد لنا منه لنخرج من عالم الصمت الذي كنا نعيش به, فليعبر كلٌ عن رأيه.
و لكنني أتوق و بصراحة, لتلك الأيام حين كانت الساحة تعج بالمواضيع القيمة "المتعوب عليها".
لا أن تكون مواضيعاً سطحية, عن التبول و عذرية مريم.
يتوق الإنسان لموضوع مثل معجزات القرآن و الذي كنت به متألقاً.
أو خواطر إلحادية "مختيرة" :)
أو دراسات حيران و ردود ابن العرب , أو نقد شهاب الدمشقي و مواضيع الحكيم الرائي و القبطان.
تلك كانت مواضيع زخمة ثرية اتسمت بالإحترام بين المتعارضين رغم الإختلاف. و هذه المواضيع نحتاجها كما نحتاج لتحليل الواقع السياسي , بل و أكثر.
لأن الدين كما قلت يأخذ حيزاً مهماً في نشأة العربي منذ صغره و له دور كبير في حياته. لذلك فإن التحرر من الدوغمائيات في هذا المجال و فتح مجال الحوار, ضمن الإحترام المتبادل هو أمر ضروري.
و لكن ردود شخص كياويكا و الملك زبيب, تعبر عن هواجس و ردود أفعال طفولية لا تليق بنوادي الحوار للأسف.
أنظر للأخ الملك زبيب و ما يسوقه كتبرير, يوضح بأنه يجيب برد الفعل لا بتفكير عميق.
و أقول للملك:
هل تعتبر أنك بشتمك لمريم تعبر بذلك عن قضية ما؟ أم أنك فقط "تفش" خلقك؟
و هل إذا واجهت شخصاً جاهلاً فإن جل ما تستطيع أن تتعامل معه به هي الشتائم؟ لتظهر بذلك بأنك و هو قبيحان , و أن دينك و دينه قبيحان.
أنا كملحد عندما أنظر لحواركما فسأرى بأنكما تمثلان تماماً أخلاق الديانات التوحيدية. و سأحمد ربي على نعمة الإلحاد التي صقلت أخلاقي على محبة الإنسان أياً كان و أبعدتني عن الشتائم و التقبيح و تجريح الأشخاص بسبب مذهبهم أو عرقهم.
هل فكرت و لو للحظة بأنك حين تشتم مريم, سيقرأ كلماتك الجارحة شخص مهذب وقور و من أعلام النادي كالدكتور جمال الصباغ و هو مسيحي و هناك غيرهم الكثير من المهذبين الذين سيتجرحهم عباراتك البذيئة كابن العرب و الذي ظنه البعض أحياناً مسلماً لشدة موضوعيته.
أم هل ننسى أن جورج حبش و الذي قامت ثورة ضد مجيئه لفرنسا للعلاج هو مسيحي أيضاً. أم هل تنسى كل الأدباء العرب منذ الأخطل الكبير حتى الصغير مروراً بإيليا أبو ماضي و مي زيادة و جبران خليل جبران و كل من أهدانا درراً جمالية لا تنسى . ثم تتصرف بردة الفعل و تكيل بالشتائم لشخصية مقدسة عند أخوان لك بالإنسانية و العروبة, و ذلك لمجرد أن كلام شخص أو شخصين من متبعي طائفة ما أزعجك؟
أما إذا نظرنا للتاريخ, فلن تسلم طائفة من الجرائم التاريخية . كلها. و قضية الصرب تجعلنا نفكر لماذا انتصرت أمريكاالمسيحية أيضاً للمسلمين ضد الصرب مرتين؟ فكر و اتعظ يا صاح.
و فكر أيضاً بأن جرائم ارتكبت بلبنان ضد المسيحيين أيضاً من قبل مسلمين, منها القتل و الإغتصاب.
الشيء الوحيد الذي يدعو الإنسان للقتل هي الحماقة و الجهل, و ليس الدين. و إن كان الدين يستعمل عادة كأداة لها.
مع فائق الإحترام للجميع.
زرادشت.
|
|
05-22-2003, 03:37 AM |
|