(2)

الحمد لله وحده..
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..
اللهم يا مفتح الأبواب..
ويامسبب الأسباب..
ويادليل الحائرين..
توكلت عليك يارب العالمين..
وأفوض أمري إلى الله..
إن الله بصير بالعباد

الإخوة والأخوات..

اتفقنا على أن هناك 4 نقط خلاف رئيسية بين المسلم والمسيحي فيما يتعلق بالمسيح عليه وعلى نبينا السلام..

وألى هذه النقاط هي :

1- الألوهية :

يؤمن المسيحي بأن المسيح هو الله.. والمسلم ينكر هذا وبشدة .. ويقول أن مسيح نبي ورسول وعبد الله..

ولتوضيح الأمر... فإن المسيحين يؤمنون بشيء تعجز الكلمات عن وصفه.. وهو أن الله واحد.. وموجود في ثلاث صور.. الآب ( الله الرحيم ) .. الابن ( المسيح ) .. الروح القدس ( الملاك جبريل ) .. وهؤلاء الثلاثة هم واحد !!!!..

وحينما تسألهم عن المعنى فيلجؤون إلى تفسيرات عجيبة لايضاح الأمر.. مثل أن الشمس لها وجود وتشعر بحرارتها وترى ضوءها في وقت واحد.. أو أن هناك فرد له أكثر من شخصية.. أو أنك تستطيع أن تتحدث وتحرك يدك ورجلك في وقت واحد !!!!.. انه مفهوم مازال غاماض.. ولن يستطيع أحد تفسيره إلا بفلسفة وابهام.. حتى يشعرك بأنك أنت الذي لا تفهم !!!!

فالحكاية أن المسيح عندهم هو الله المتجسد في الأرض في صورة ابن الله !!!!

دعونا نتعرض لهذه القضية بحياد..
انها قضية.. وكل منها هذه الخلافات تعتبر قضايا.. ولا أظن أحدا يختلف معي في هذا .. أن كل الخلافات تعتبر قضايا بين الطرفين..

لن أدخل في تفاصيل كثيرة.. ولكن دعونا نتعرض للأمر من وجهة نظر عملية عصرية بحتة...

نحن المسلمون لا نؤمن بشيء إلا بنص صريح...
ولا نطبق حكما إلا بشواهد لا تقبل التأويل..
ولذلك كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستخدم اللفظة المتوفرة الوحيدة في اللغة العربية ( أنكتها ) وهو يسأل الزاني عن فعلة الزنا بجميع ما تحمله الكلمة من معان والتي تعبر عن ايلاج العضو الذكري في حري المرأة.. لأن الأمر لا يحتاج لتأوييل.. فالرجل سيموت تبعا لهذا !!!. وكان منه تشريعا صلى الله عليه وسلم.. أنه لا بد من الدليل البين عند الحكم...
الدليل الذي لا يقبل التأويل أبدا أبدا..
وخاصة في الأمور المصيرية.

ومن نفس هذا المنطلق.. كانت رفع عيسى جسدا أو روحا أو كلاهما مسألة خلافية.. وكانت عودة عيسى عليه السلام مسألة خلافية.. وكان المسيخ الدجال مسألة خلافية.. وكان الناسخ والمنسوخ مسألة خلافية... وكان وجوب الاعتقاد في الغيبيات بالحديث الآحاد مسألة خلافية.. وغيرها من الفروع.. التي لا تؤثر بأي حال من الأحوال على عقيدتنا كمسلمين.. [U]فمازلنا نشهد بأنه لا إله إلا الله.. وأن محمد رسول الله.. ونقيم الصلاة والزكاة .. ونصوم ونحج.. ونؤمن بالجنة والنار والبعث والحساب... وأن الله لا شريك له وليس له ولد .. ونؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين.. ونؤمن بضرورة تمسكنا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. لذلك نشأ علم التوثيق.. لمعرفة إذا ماكان وصلنا من أخبار وأحاديث يتصل بالرسول الكريم أم لا.. وصنفت الأحاديث لآحاد ومتواتر.. ودوما دوما... نحتاج لنص صريح في تحليل أو تحريم..وإذا لم يوجد فهو للاجتهاد والقياس رحمة بين المسلمين.. كقضايا مثل إجبار الفتيات على خلع الحجاب في فرنسا وكيفية تعامل المسلم معها.. وقضاياالاكثار من سماع الموسيقى .. والسلام باليد بين الجنسين هل ينقض الوضوء أم لا ( بالنسبة للطرفين )..

ولكن في الأساسيات.. فالحمد لله رب العالمين.؟.. ( ما كان ربك نسيا )


[U]والآن نأتي لقضية الألوهية المزعومة للمسيح... ونفتح ملف هذه القضية :

في أي قضية... تعيين الشهود والمستندات القانونية مطلب أساسي... سواء كانت القضية مدنية.. أو جنائية.. أو حتى لاهوتية..
ووفق هذا.. فإن أول الشهود في هذه القضية... يجب أن يكون المسيح عليه السلام نفسه ...
لن نأتي بالمسيح الآن ونضعه أما عين القضاء.. ولكننا سنطلب منه أن يقدم نفسه.. ويعرفنا بنفسه.. ترى ماذا سيقول ؟؟
بالطبع هو لا يتكلم الآن إلى أي واحد منا...
فما علينا إلا أن نتتبع الآثار الباقية من كلامه.. سواء ما ذكره القرآن.. أو ما ذكره الكتاب المقدس ..
كيف يعرف المسيح نفسه أمامنا هنا ؟
وفقا للقرآن... فإن الله هو الذي تحدث عن المسيح عليه السلام وقال عنه الكثير والكثير..
ولكن فيما اقتبسه الله من كلام المسيح ليحكيه لنا.. وما يتعلق بتعريف المسيح نفسه لألوهيته.. فنقتبس الآتي ...


{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} (30) سورة مريم

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّه عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ( المائدة 72 )

وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَن أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ {116} مَاقُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {117} إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

( المائدة 116 , 117 )


هذا هو ما يحكيه الله عن لسان المسيح.. في نفيه واعترافه القاطع بأنه ليس الله.. وأنه ليس مكافئا لله أبدا.. وإنه عبد الله النبي الرسول..

هذا ما يعنينا في هذه القضة.. وهو اعترف المسيح نفسه سواء بالألوهية.. أو بنفيها..

أما باقي الآيات التي لا يكون فيها إخبار من الله عن ( قول المسيح ).. فأنها واضحة وصريحة في تكفير من يقول بأن المسيح إله مثل قوله سبحانه وتعالى :

{لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا} (172) سورة النساء

وقوله :

{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (17) سورة المائدة

نفي قاطع قاطع قاطع في هذه القضية...

نأتي الآن للشاهد الثاني في الأمر..

وهو المسيح عليه السلام أيضا... ولكن في الكتاب المقدس..

الكثير من القارئين المسلمين ليس لديهم أي فكرة عن الكتاب المقدس.. والفرق بين الكتاب المقدس والقرآن في النسب إلى الله تعالى .. يتضح من أول فقرة في كليهما!!!!

على عكس القرآن الكريم الذي نجد فيها دوما أن الكلام مباشر من الله سبحانه وتعالى.. يتحدث هو بقوله بصيغة المتكلم المفرد والجمع للتعظيم.. وأحيانا بصيغة الغائب مبرزا بذلك أسمى وأقوى مظاهر جمال اللغة العربية في الرواية عن ذاه العليا بصيغة الغائب.. وغيرها من التنويعات والتعبيرات.. التي لا يشعر معها القارئيء أبدا .. أن المتكلم قد غير في أي فرة من الفقرات !!!

أما الكتاب المقدس فهو عكس هذا تماما... فلا توجد فيه كلمة واحد بصيغة المتكلم . حتى حينما يقول الله شيئا.. تجد قبله ( قال الرب ).. أي أن هناك دوما من يحكي..
والقاري الأمي القليل الفهم والحيلة.. يدرك جيدا أن ما كتب في الكتاب المقدس.. لا هو كلام من الله.. ولا كلام من أي شخصية عاصرت الحدث.. بل هو على الأرجح كلام مؤرخين...
وأستطيع أن أقول.. أن الكتاب المقدس في محتواه.. يشبه الروايات والأخبار عن النبي من السنة عند المسلمين.. ( قال.. فعل.. ذهب.. راح.. أتى.. نام .. أكل .. شرب.. ) وهكذا..
رواية.. وليست كلام من الله.. أقاصيص وأقاصيص .

وكما اتفقنا.. أنه مبدأ عادل أن تؤمن بشيء متعلق بشخص... فيجب أن يكون هذا الشخصي قد اعترف به بنفسه..
لنر الآن.. وأنه رغم التحريف المستمر على مدار التاريخ للكتاب المقدس... أنهم إلى هذه اللحظة لم يقحم أحد في هذا الكتاب على لسان المسيح ( أكرر على لسان المسي ) .. هذا الادعاء..
فطوال ال 66 سفرا من كتاب البروتوستانت.. أو ال 73 من كتاب الكاثوليك.. لم يقل أبدا أبدا المسيح ( أنا الله ) أو ( اعبدوني ) !!!!

ومن المعروف أنه دون هذين العبارتين.. فقد خرجنا إلى منطقة الظن.. وهذا لا يفلح أبدا في العقائد.. !!! أن تبني خلاصك على عقيدة ظنية لم يأتي معها أبدا التصريح من قبل امن تدعي أنه مخلصك..

كتب وكتب.. كلمات وكلمات.. أخبار وأخبار.. ولم يحكي أحد أبدا عن المسيح عليه السلام.. أنه قال ( أنا الله ) أو ( اعبدوني )..
لم يحدث..
ولكنهم ياجؤون في ذلك إلى أقوال بولس.. بولس قال .. بولس قال .. بولس قال..
ولكن ماذا قال المسيح؟؟ ماذا حكيتم أن المسيح قد قال ؟ قلن تجد أبدا أبدا هذا الادعاء..
ومن يجد هذا الادعاء.. فليخبرني .. وأنا سأتبعه فورا !!!

( أنا الله ) أو (اعبدوني).. فقط قولي لي.. أنكم وجدتموه !!!

ولكننا يجب علينا أن نستقريء بعض العبارات التي نسبت إلى السيد المسيح أنه قالها .. ويستدل منها النصارى أنه الله.. هناك عبارات كثير .. ولكنا سنتعرض لأشدها على الاطلاق.. لنرى أنه لا تحمل المعنى إطلاقا.. وأنها دوما تفيد الظنية.. بل أن ابتعاد معنى الألوهية عنها .. أقرب من اقترابه منها

نأتي لهذا النص.. وهو الأقرب على الاطلاق :

* رووا عن المسيح أنه قال ( أنا والآب واحد ) يوحنا 10 : 30

تعالو نقرأ الجملة مرة أخرى..
أنا والآب واحد.. ممم
هل تعني أنني أنا هو الآب ؟؟
إننا نحن العامة حينما نقول لبعضنا ( أنا وأنت واحد ) فننا نعني بهذا الكثير من القرب والمودة والرحمة واتحاد الأهداف.. ولكن لا نعني بهذا أبدا .. بأننا متفقون في المادة والتكوين . أون رأسك هي رأسي.. وجسدك هو جسدي !!
إنها عبارة لا تحمل تصريحا بالمعنى أبدا..
وحينما تفضل أحد النصارى بضرب مثل ليشرح لنا لماذا لم يصر المسيح بقوله ( أن الله ) أو ( اعبدوني ).. قال : لو أنك تحتاج نجارا.. وفجأة مر عليك رجل ولم يتكلم.. وإنما أخرج من جعبته عدة النجارة كاملة.. ويرتدي كتجار .. وأصلح لك الشيء الفاسد ثم ذهب.. إذا لم تؤمن بأن هذا الرجل نجارا.. لإنما أنت بهذا مكابرا..

حسنا.. كلام جميل.. ولكن ماذا لو سألت هذا الرل وقلت له ( هل أنت نجار ؟ ) ورد علي وقال ( أنا والنجار واحد ) !!!!!!
هل بهذا أومن بأنه نجار ؟؟
بالطبع لا..

هذا فقط بالبديهة..
وتعالو الآن ندرس النص المعني في الأمر..

إن السيد المسيح كان موجودا بمدينة أورشليم أثناء أعياد فصل الشتاء.. وأحاط به جمع من اليهود في الهيكل , هيكل سليمان ، وسأله اليهود هل أنت المسيح الذي ننتظره ؟
ان المسيح عليه السلام يعلم جيدا حقد اليهود.. ويعلم أنه متفننون في قتل الأنبياء.. ولو كان المسيح قال لهم ( أنا المسيح ) هكذا لبطشو به.. وأخذوه للمحاكمة لأنهم كانو ينكرون عليه ذلك.. فكان المسيح مضطرا إلى مداراتهم حتى لا يكذب ولا يصرح..
ومع ذلك رد عليهم المسيح وقال ( إني قلت لكم ولستم تؤمنون ) (يوحنا 10 : 25 )
إن المسيح في هذه اللحظة في مأزق وهو منفرد بحشد من اليهود في المعبد.. وكانت عبارته ذكية بالفعل..
ثم قال لهم ( الأعمال التي أعملها تشهد لي. لقد تحققت لي معجزات بقدرة الله. وهي تشهد لي : إني صادق فيما أبلغ.. ولكنكم يا معشر اليهود لا تؤمنون بي لأنكم لستم من خرافي )

بالطبع اليهود ليسو خرافا.. ومعنى هذا أن الكلام مجازيا.. وأوضح لهم السيد المسيح الجانب المقابل المضيء من الصورة وقال ( خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني )

ويستمر المسيح في التوضيح ويقول أنه يعطيها حياة أبدية... مليئة بحيوية الايمان الصادق بالله سبحانه وتعالى .. ولا يستطيع أن يخطفها أحد من يدي لثبات ايمانهم.. اقرؤوا هذه الجملة :

[I]وَلاَ يَنْتَزِعُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي ( يوحنا 10 : 28 )

ويستمر المسيح في الشرح.. ويقول لهم أن الله هو المتسبب في هذا كله.. وأنه سبحانه وتعالة هو الذي أعكيب المسيح كل شيء.. وأنه أعظم منه فيقول :

إِنَّ الآبَ الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْجَمِيعِ ( يوحنا10: 29 )

بوضوح شديد أعظم من الجميع.. وأعتقد أن كلمة " الجميع " تعني " الجميع " !!!

وفي النهاية يختم بهذه العبارة المثيرة.. ولاحظو قربها من وَلاَ يَنْتَزِعُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي ( يوحنا 10 : 28 ) فيقول :

وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَنْتَزِعَ مِنْ يَدِ الآبِ شَيْئا ( يوحنا10: 29 )

ثم يقول في النهاية : أنا والآب واحد ( يوحنا 10 : 30 )

والسؤال الآن .. واحد في ماذا ؟؟؟

ان الأمر بسيط جدا جدا .. لاحظوا :

- وَلاَ يَنْتَزِعُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي
- وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَنْتَزِعَ مِنْ يَدِ الآبِ شَيْئا
- أنا والآب واحد..

طبعا واحد في هذا..
انهم واحد في الهدف.. فالله الذي أرسل عيسى بن مريم هدى للناس.. وهو الذي أنعم عليه بنعمه.. يريد ما يريده المسيح.. ويجعله سببا في هداية الناس وعدم انفلاتهم من بين يديه !!

كأنك تقول.. أنا أحب الخير.. وأنت تحب الخير.. أنا وأنت واحد !!

انها بسيطة للغاية..
ولكن عمليات غسيل المخ التي أجريت للنصارى عبر التاريخ جعلتهم يفهمون ( أنا والآب واحد ) بأن المسيح هو الله سبحانه وتعالى.. في حين أن الكلام أوضح مما يتخيل الكثير !!

بالطبع بعد عبارته.. تناول اليهود الحجارة ليرجموه وقالو " انك وأنت انسان تزعم أنك إله " !!!

وياللعجب.. يرد المسيح فهمهم الخاطيء المشابه لفهم من يحاول الاستدلال بهذا النص على ألوهية المسيح.. ويرد بنفس الاصحاح في العدد 34 ويقول ( أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي شَرِيعَتِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ ) !!!!

ما هو الناموس؟؟
انه التوراة..
يذكرهم المسيح بما هو موجود في التوراة ليضحد اتهامهم له تهمة ادعاء الألوهية .. وكان منطقع مفحما لهم وقال أنكم تعرفون يدا أن التوراة تطلق لقب آلهم على علمائكم.. ويقول نفس الاصحاح بذات السياق : ( َهَلْ تَقُولُونَ لِمَنْ قَدَّسَهُ الآبُ وَبَعَثَهُ إِلَى الْعَالَمِ: أَنْتَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: أَنَا ابْنُ اللهِ؟ ) يوحنا 10 : 36

أنه لم يقل أبدا أنه هو الله.. ولكن ابن الله ( وهذه مسألة أخرى سنناقشها لاحقا )
ولكن في هذه القضية.. فهو لم يقل أبدا.. أنه هو الله..

وهكذا إخوتي.. دوما في كل ما قاله المسيح.. لا تشتم أبدا أبدا ادعاء الألوهية.. حتى في كتابهم.. !!!!

أنه ما زال لم يقل ( أنا الله ) أو ( اعبدوني )

كلها عبارات مبهمة مثل هذه تفي ما تفيد بأنه عبد الله المخلص المقرب.. ورسولهالكريم.. وأنه محبوب من الله سبحانه وتعالى.. وأن الله سبحانه وتعالى يحبه .. وهو يحب الله.

أما أن يكون قد قال أنه مكافئ لله.. أو طلب من الناس أن تعبده... مستحيل..

بالعكس.. من أفواههم ندينهم .. فقد قال المسيح بن مريم في الكتاب المقدس :

لا تدعو لكم أبا على الأرض .. لأن أباكم واحد الذي في السماء ( متى 23 : 9 ) !!!!!

وليس هناك أبلغ من هذا أبدا..

نكمل تفنيد قضية ألوهية المسيح .. في المرة القادمة ان شاء الله

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم