أخي محمد،

تحية طيبة من ربوع الوطن العربي الذي أحيا في ظلاله وأتطلع إلى رؤية يتمتع بانفتاح وحرية تليقان بالإنسان وبكرامته.

أرجو أن تسمح لي بالإعراب عن إعجابي الشديد بك وبموضوعاتك وهو إعجاب قديم يعود إلى أيام أرابيا وأول خبرة لي مع المنتديات.

أحب أن أعلق بخصوص كوننا نحن العرب كالنعامة عندما تخاف تخفي رأسها في الرمال. لربما لا يكون الوصف دقيقا في هذه الحالة – رغم أنه دقيق في أكثر الحالات.

أعتقد أننا ما زلنا نعتقد أنفسنا أصحاب كرامة وعزة نفس واستعلاء عن الرذيلة، وأننا نحتفظ لأنفسنا بصورة منزهة لمجتمعنا عن آفات المجتمعات الغربية ومجونها، وهو الأمر الذي يجعلنا نهمل التفكير في مرض الإيدز وخطورته وتهديده الحقيقي لمجتمعاتنا ولحياة أقاربنا ومعارفنا.

للأسف، يبدو أن المجون والحرية الجنسية منتشرة أكثر بكثير مما نتخيله في مجتمعاتنا وفي حاراتنا ولكننا لا ننظر ولا نعرف. ولذلك فخطر مرض الإيدز هو خطر حقيقي يهدد –لا أريد أن أقول كل واحد منا – ولكنه يهدد كل من يمارس الحرية الجنسية. وهذا أحب أن أنوه إلى أنه يمكن السيطرة عليه من ناحية معينة لأن كل واحد مسؤول عن نفسه وتصرفاته ويعرف كيف يختار أصدقائه وشريك/شريكة حياته.

لكن الخطر الأعظم والأكبر سيقع بالفعل إذا ما تعامل الطاقم الطبي في كل دولة بمثل هذه السطحية مع مرض الإيدز. فالمستشفيات قد تكون المروج الأعظم لهذا المرض إذا ما تم إهمال ضرورة إجراء فحص مرض الإيدز لكل من يتبرع بدمه أو يُجري عملية أو يجري فحص بسيط للدم.

وهنا أحب أن أحصل على بعض المعلومات التي تفيد بشأن الوعي العام في المستشفيات والمراكز الصحية لهذا المرض الفتاك الذي يجول ويصول في ربوع بلادنا ونحن في غفلة عنه.

شكرا جزيلا لاهتمامكم وعسى أن يوجد الكثير أمثالك في مراكز المسؤولية.