السلام على من اتبع الهدى و خشى الرحمن بالغيب و قال سلاما

تفرع الموضوع عن هدفه اللذى كتب له و تدخل احد المدسوسين من اصدقائنا الصليبيين لانهاء حالة الحرج اللتى تحيق بهم و تحويل مجرى الحديث

نصيحة الى الزميل رغم انفه ان يحاول تشغيل ما يعلو انفه ببوصتين لمرة واحدة فقط ثم يعيده سيرته الاولى !

و اود هنا ان اسأله سؤالين فقط

هل الله كامل ام ناقص ؟

و هل الانسان كامل ام ناقص ؟

بالنسبة للموضوع محل النقاش

اود ان اوضح نقطة هامةلإخوانى فى الله عبد الرحمن ويصا و مسلم و فرى مايند و استشهادى المستقبل

شتان بين تقديس المسيحى للانجيل و تقديس المسلم للقرآن
المسيحى لا يعنيه كثيراً تحريف الانجيل من عدمه و لا يعتبره مرجعية من الاساس اللهم الا كتاب يقال عليه انه مقدس و بالتالى محاولاتكم الطيبة لاثبات تحريف الانجيل لن تؤتى آية ثمار فهم يعرفون جيداً فى قرارات انفسهم ان انجيلهم غير ذى قيمة فى حياتهم فحتى اذا ثبت تحريفه و وضح كوضوح الشمس - و هو كذلك - لن ينطقوا الشهادتين

المشكلة ان المسلم يقيس مجرى الحوار و الادلة اللتى يقدمها على نفسه فهو يعلم ان قرآنه هو المرجعية الاولى و الاخيرة له و إذا فقد مصداقيته فسيفقد الاسلام ككل مصداقيته و هى حقيقة بينما المسيحى لا يعتبر الانجيل مرجعية من الاساس بل هو مظهر من مظاهر دينه او جزء صغير يمكن الاستغناء عنه من المسيحية و بالتالى فالطعن فى مصداقيته لا يعنيهم كثيراً و انما هم يحاجونا من اجل الجدال العقيم فقط

نظرة متأملة لمفهوم المسيحى لمسيحيته تثبت ان ايمانه قائم على مجموعة معجزات و افتراضات يرفضها عقل المسلم اللذى وصاه الله و رسوله بتوخى المنطقية الشديدة فى كل امور حياته حتى قال رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة و السلام " استفت قلبك "

لقد وضع كامل المسئولية على عاتق المسلم و احترم عقليته و تفكيره و حمل الضمير الانسانى أمانة علاقته بالله دون ان يعده بغفران اوتوماتيكى يدفعه للتواكل و إتيان كل انواع الرذائل بإسم الفداء و الصلب و التخليص

لا اهاجم اعزائنا المسيحيين و انما انا اوضح وجهة نظر قد تصيب و قد تخطئ و لكنى اعتقدها اصابت كبد الحقيقة

نهايةً قد يبرز سؤال

كيف يتسنى للمسلم ان يدعو المسيحى للاسلام اذا كان التشكيك فى الانجيل لن يجدى

الحقيقة ان الاجابة جائت فى القرآن الكريم واضحة جلية و لا تحتمل اى تأويل

{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125) سورة النحل

يجب ان نكون احكم من ذلك فى نقاشاتنا فالنوعية اللتى يتطرق لها اى موضوع من النقاش نوعية طفولية الى حد ما و هى تشبه المعايرة او تتطابق معها و هو نقيض ما يوصينا به الله فى الآية الكريمة

لا سبيل ابداً الى اقناع اى انسان بالحق بطريقة انت على خطأ و لكن الصواب هو طريقة انا على حق

يهوذا الاسخريوطى كلنا نعرف انه احد احتمالات الصلب بدلاً من الرسول عيسى عليه السلام و لكنه ليس مؤكد و عليه فلا داعى للخوض اكثر من ذلك فى تلك الجدالات العقيمة

و الله تعالى اعلى و اعلم